سياسة

ملهاة “الهجوم على الجيش”!

مايو 23, 2025

ملهاة “الهجوم على الجيش”!

شكرا باردا  لمسلسل السابعة الممل ”رشا قنديل تهاجم الجيش“

بداية، أشكر ”التكثيف“ للهجوم المرتبك، الذي يتحور ويتطور ويتعثر كنمو العشب على الحجر المتدحرج قبل الموات الدائم الأبدي. نشكر الاستنفار إزاء سلسلة الترسانة المصرية. لاحظت ذلك بالتفات حقيقي. استدارة الميدوسا، نمو الأيدي لآلة الهجوم الأول، واستحالة الحملة الأمنية بدءا من حسابات ما يعتقد أنه ”للمخابرات العسكرية “ التي لم نلتفت مهنيا لمحاولاتها بل اجتهدنا في كتابة الجزء الثاني لنكتب عن مفهوم الردع في العلوم العسكرية! فارتبَكَت!

 

نمت لها أياد وأقدام! وارتدّت إلى ما يسمى ”الإعلام“.  فاستبسلت ” سطور” بكل مهنية لم أشهدها في بعض المؤسسات الكبرى المتواطئة مع حرب الإبادة ونظم الطغاة، وتجاهلنا المقالات المطولة والتلاسنات الممجوجة، ابتعدنا عن الشخصنة تماما حتى تلك الشخوص التي عهدتها تقتات على حملات الاغتيال المعنوي التي أصبح المتلقون الكرام أكبر لافظ لها فلم تعد تزن مثقال ذرة.

 

عادت محاولات الترهيب بانهزام ثقيل. فنشرنا الجزء الثالث؛ سماسرة السلاح، بين صف السيادة. ثلاثة أسابيع.. نزهنا أنفسنا عن الغرض، أكملت عملي بمسؤولية، أما الحملة فاضمحلت إلى شعارات.. وشخوص خفية بانتظار فرصة.. يُطبعون جميعهم ويعملون ويترقون بما تأمر به ”السيادة“، فبقي الأسبوع الأخير للماكينة الحزبية، وإلى آخره.

فلهم مني جميعا تحقيق جديد قريب. المحزن أن المزيد من المال العام والحناجر المرهقة أهدروا على محاولة مرتبكة لحملة مغرضة.

 

سموه تحقيقا – تقريرا – مقالا – أقصوصة – جمل منسقة أو متنافرة على ورق؛ سموه ما شئتم، لكن ثلاثا من قطع ”البحث الجيد“ يبدو أنهن آلمن أحدهم. وشكرا جزيلا لقراءة ”ركيكة جدا“ للمشهد والرائج والذي تحبه ”السيادة“ من أصغر وأنبه مدراء قطاعات القوى المتحدة والكتبة والمصطفين الذين للحق قصّرتُ في قراءة موضوعاتهم المنزهة عن النقص واصطفافاتهم الأصلية.

 

سؤال لشحذ العقل – لماذا تشعر سلطة كهذه بالارتعاب من صحفية واحدة لهذه الدرجة؟ لماذا وهي تحكم كما تظن بالحديد والنار بلدا بحجم مصر؛ تمنحها السلطةَ حقا صديقتها إسرائيل والمطبعون مع جرائم إبادة الفلسطينيين على حدود مصر علنا جهارا، ويرعبهم الحديث عن الترسانة الهائلة التي قالوا عنها (للردع)، وأرباب المنح والتسليح الولايات المتحدة بايدن وترمب، والغرب  فرنسا وألمانيا وبريطانيا حتى مع مشهد بديع بكف السلاح عن حليفتها إسرائيل؟ ولماذا يرتعب مواطن يدفع ثمن القروض وبيع الدولة المصرية قطعة تلو الأخرى لدول التطبيع وحده؟ لماذا تحرضه على صحفية تبلغه أنه مديون فوق دينه بسبب سلطة تقودها أجهزة عسكرية (١) واستخباراتية (٢) وأمنية  (٣)  وميليشيات رديفة للجيش وعصابات رديفة للشرطة بهذه الشراسة وعدم التمييز؟

 

والجنرال والدولة العميقة، على الرغم من كل هذا الدعم يُضطرون لشن حملة فجة ركيكة قصيرة القامة يَتهمون فيها صحفية واحدة كشفت حقيقة يعلمها الجميع ولا يجرؤ على قولها أحد بفساد هذه السلطة وتآمرها على نهب الشعب والاستدانة باسم الجيش وتقزيمه ثم يتهمونها هي ”بالهجوم على الجيش“، ليشتتوا الشعب عن باقي الكوارث المثبتة في التحقيقات كلها على مدار عام تقريبا!

 

نحن من نحترم ونقف ولنا كل الحق أنا نسائلَ من قايضوا بالسمسرة على قامة جيش مصر ووقفنا لهم لمّا خلقوا ميليشيات تسلب الجيش المصري احتكار العنف والسلاح، وأكبرنا بالمؤسسة العسكرية أن يرأسها بقالون وسماكون ولحامون ومقاولون مع كامل الاحترام لهذه المهن الشريفة ونسوا الجحيم في الإقليم، واستبدلوا الجهوزية وتركوا الحماية لقطاع الطرق.

 

أولى بمن قزم جيش مصر بين العقيدة والربح، وأولى بالاتهام ”بعداء الجيش“ من لم يؤتمن على الأرض ففرط في تيران وصنافير ومياه النيل ورأس الحكمة و“القاهرة الخديوية“ وكل أرض بيعت بالقطعة ولم ير المواطن المطحون منها شيئا وقيل ”أصل احنا فقرا أوي“ وهو يستدين للسلاح وفي أزهى عصوره مع إسرائيل، وغزة ورفح تذبح وتمحى ليل نهار على بابه! حتى جاء موعد التهجير فارتدى قناع البطل الذي يرفض ويَعِدُ ويعيد أمجاد ”التصريحات الرائعة العروبية ويطلب ”اصطفافا خلف القيادة“! بينما الواقع هو ذاك.

 

باتت له السلطة المطلقة  وطغى بعدما كاد أن يتمكن من سيناء إرهابيو داعش فحمل أبناءؤها معه السلاح بعد كل التغييب والتغول ثم تنكر لهم إلا من نفر قليل ينتظر لحظة انتقام هي حقه وحق أخيه، أولى بهؤلاء أن يحاسبوا على كراهية الجيش!

 

أما نحن، فنكتب ونسائل ا: لماذا يغلق الجنرال القفص الضيق لفشله على نفسه من الداخل خوفا من شعب غاضب وجائع  يستفيق من لخديعة؟ فيقال له هلموا للاصطفاف خلف القيادة، فيضطر لاستدرار مزيد من الإعاشة  للفاقة والعوز والعاهات المصطنعة، وعلى إثرها يَحبس الشرفاء، إلا من اصطف طبعا! فهؤلاء سالمون بالتأكيد! ماذا يحمل المستقبل لهؤلاء؟ سؤال للتفكير جيدا. فالأيام القادمة قد تحمل ما يستوجب الرد عليه قطعيا وبلا رجعة.

 

الأهم والأكثر احتراما وأهمية وأحقية

لكنني في الواقع انتبهت وسأهتم بانتظام أكثر وباحترام أجلّ بالعرفان لنقد أساتذتي ولقراء حقيقيين  وزملاء حرفيين بحق وسأظل أستمع وأجتهد وأتعلم.

نقطة وخطوة إلى الأمام.

لكنه كان شكرا واجبا واستعدادا لما يبدو أننا مقدمون عليه.

 

في التحقيقات القادمة إن عشنا أفتح ملفات أكثر حساسية.

شارك

مقالات ذات صلة