دائما وأبدا ما نسمع كلمة “عبد المأمور “تقال في كل موقف يعتقد قائلها أو يكون واثقا تمامًا أن ما يفعله خطأ وبمنتهى البداهة بالنسبة له وللملتقي، تجد الجملة تخرج من فيه لتنهى كل شيء “أنا عبد المأمور” فللقائل هي بمثابة المسكن للضمير، والمتلقي يفهم أن النقاش أو الجدال أو التوسل كل ذلك لن يجدى نفعًا لأن المخاطب “عبد المأمور” .
“عبد المأمور”، نعم هي كلمة بسيطة في منطوقها ولكن في مدلولها جريمة، فشخص ما يأبى إلا أن يكون عبدا فهو في الأصل يمتلك تلك النفسية الممتهنة والمستحقرة فلن يكون له غير ما أراد لنفسه، إلا أن تأثير تلك الكلمة المجتمعي بات خطيرًا للغاية فأصبح الأمر ، كل أمر، موكل إلى سلسلة من عبدة هذا المأمور وليتهم “عبيد لحر “، فهم عبيد لمأمور حاله لا يختلف كثيرًا عن حالهم فاللفظ نفسه لا يمكن أن يوحي بأن من يوكلون إليه أمر طاعتهم العمياء وانصياعهم بلا فهم أو تبرير .
الأصل في الإنسان أنه حر .. حر فيما يعتقد .. وحر فيما يقرر والاحتكام دائما للقواعد المنظمة لأى علاقه بين جميع أفراد المجتمع باختلاف مواقعهم التي يشغلونها في سلم الخدمة العامة، ولو أن الأمر كذلك ولو أن الاحتكام أبدا للدستور والقانون كما يجب أن يكون ما وجدنا موظفًا صغيرًا أو كبيرًا مسؤول ذو سلطة تنفيذيه أو منوط به الاهتمام بالرؤية والاستراتيجية.. لو أرجعنا الأمر لأصله واحتكم كل انسان لعقله وضميره ما وجدنا مأمورا يتبع مأمورا أو صاحب هوى يتبعه موتور .
إن تلك الكلمة المقيتة “عبد المأمور” والتي لا تتسق مع الأخلاق أو الأعراف والتي لا يرضاها الله لعباده، ولنقرأ جميعا قول الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم: “وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا * اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا * من اهتدى فإنما يهتدى لنفسه ومن ضل فإنما يضلّ عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً”.. الإسراء.. صدق الله العظيم.