فنون

أول فيلم رومانسي كوميدي يحقّق 100 مليون دولار.. The Goodbye Girl

فبراير 8, 2025

أول فيلم رومانسي كوميدي يحقّق 100 مليون دولار.. The Goodbye Girl

عام 1977 كان عامًا استثنائيًّا بالنسبة للمخرج “هيربرت روس”، إذ أخرج الفيلم الرائع “The Turning Point” الذي ترشّح لـ 11 جائزة أوسكار، وفي نفس العام أخرج أيضًا الفيلم الرائع “The Goodbye Girl” أو “فتاة الوداع”، الذي ترشّح لـ 5 جوائز أوسكار، وكلا الفيلمين عُرِضا في دور السينما الأمريكية في شهر نوفمبر من عام 1977، بفارق أسبوع واحد فقط. قام “نيل سايمون” بكتابة النص السينمائي بشكل جميل، وقد سبق له التعاون مع المخرج “هيربرت روس” بكتابة النص السينمائي للفيلم الكوميدي الجميل “The Sunshine Boys” في عام 1975.

 

تدور أحداث هذا الفيلم حول امرأة مطلّقة تدعى “باولا ماكفادن”، التي كانت راقصة في أحد المسارح الموسيقية، وتجمعها علاقة بالممثل “توني”، الذي يخدعها ويتركها مع ابنتها الصغيرة “لوسي” ويسافر للمشاركة في أحد الأفلام الأوروبية. ليس هذا فقط، بل يقوم أيضًا بالتنازل عن شقتهما إلى صديقه الممثل “إليوت غارفيلد”، لكي يتخلص من دفع الإيجار، وتحصل الكارثة حين يصل “إليوت” في ليلة ممطرة إلى الشقة، ويكتشف أن “باولا” وابنتها تقيمان فيها ولم يخبرهما “توني” أي شيء عن ذلك، فيضطر “إليوت” إلى السماح لهما بالسكن معه حتى تستقر أمورهما، ومن هنا تصبح الأحداث أكثر متعة وظرافة، ونحن نرى كيف يتكيّفان معًا.


“ريتشارد دريفوس” قدّم أداءً رائعًا جدًّا بشخصية “إليوت غارفيلد”، وقد فاز بجائزة الأوسكار لأفضل ممثل، محقّقًا رقمًا قياسيًّا حينها بكونه أصغر ممثل يفوز بالجائزة، وهو في سن 30 عامًا، حتى جاء “أدريان برودي” وحطّم الرقم بعد 25 عامًا بفوزه بجائزة أفضل ممثل عن الفيلم العظيم “The Pianist”، وهو في سن 29 عامًا.

“مارشا ماسون”  قدّمت كذلك أداءً جميلًا ومؤثرًا بشخصية “باولا ماكفادن”، وقد ترشّحت لجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة. المفارقة تكمن في أن 3 ممثلات من فيلمَيْ المخرج “هيربرت روس” ترشّحن للجائزة: “آن بانكروفت” و”شيرلي ماكلين” و”مارشا ماسون”، ولكن الجائزة كانت من نصيب “ديان كيتون” عن أدائها في فيلم “Annie Hall” للكاتب والمخرج “وودي ألين”.

“كوين كامينغز” التي كانت طفلة في العاشرة من عمرها، ترشّحت كذلك لجائزة أفضل ممثلة مساعدة عن أدائها العفوي والجميل بشخصية “لوسي”. ترشّح الفيلم لجائزتين أخرَيَتَيْن، لأفضل فيلم وأفضل نص سينمائي أصلي.

 

الجدير بالذكر أنّه تم اختيار “روبرت دي نيرو” في البداية لأداء شخصية “إليوت غارفيلد”، ولكنّه طُرِد قبل بدء التصوير مباشرةً، وفي اللحظة الأخيرة تم استدعاء “ريتشارد دريفوس” لكي يجري تجربة أداء، ثم قال متعجّبًا: “لم أصدّق ذلك! لا أحد يطرد دي نيرو!”، وفي الجانب الآخر رفض “روبرت دي نيرو” التحدّث عن تلك التجربة في المقابلات، وكما تمّ تداوله في الأخبار هو أنّ “مايك نيكولز” كان المخرج المكلّف بالعمل مع “روبرت دي نيرو” كممثل، ولكن بسبب الاختلافات في وجهات النظر بينهما وبين الكاتب “نيل سايمون” وشركة إنتاج اضطّرا للانسحاب من الفيلم.

حقّق الفيلم نجاحًا مبهرًا على المستوى النقدي والتجاري، وأصبح أول فيلم رومانسي كوميدي تصل إيراداته إلى أكثر من 100 مليون دولار في شبّاك التذاكر في أمريكا. إنه حقًّا فيلم جميل وممتع ومؤثر بجمعه بين الدراما والكوميديا والرومانسية.

 

في عام 1993 قام “نيل سايمون” بتحويل نصّه إلى مسرحية غنائية، بالتعاون مع الموسيقار “مارتن هامليش” وكاتب الأغاني “ديفيد زيبل”، وقد عُرِضت في مسارح أمريكا وبريطانيا بحضور غفير من الجمهور، وترشّحت لجائزة توني لأفضل مسرحية غنائية، كما تم إنتاج فيلم تلفزيوني مقتبس من هذا الفيلم في عام 2004، للمخرج “ريتشارد بنجامين”، ومن بطولة “جيف دانييلز” و”باتريشيا هيتون”، ولكنه لم يكن ناجحًا، ولا يُقارَن بالفيلم الأصلي.

 

شارك

مقالات ذات صلة