فنون

من أشهر أفلام المخرج “ألفريد هيتشكوك”: North By Northwest  

أكتوبر 22, 2024

من أشهر أفلام المخرج “ألفريد هيتشكوك”: North By Northwest  

 

فيلم “North By Northwest” أو “الشمال عبر الشمال الغربي” الذي أُنتِجَ في عام 1959، هو فيلم أكشن وإثارة مملوء بالمغامرات والتشويق مع لمسات من الكوميديا والرومانسية، وهو الملهم لسلسلة أفلام “مهمّة مستحيلة” للنجم “توم كروز”.


قام “إرنست ليمان” بكتابة النص السينمائي بشكل مبتكر ومتميز، وتدور أحداث الفيلم حول “روجر ثورنهيل” وهو مدير لإحدى شركات الإعلانات يجري اختطافه من قِبَل مجموعة من الجواسيس الأجانب ظنًّا منهم أنّه جاسوس للحكومة الأمريكية وأنّ اسمه هو “جورج كابلن”، لكنّه ليس الشخص المطلوب.


يدرك “روجر” مدى خطورة وضعه، وخاصّةً بعد أن يتم اتّهامه بجريمة قتل، ويصبح مُطارَدًا من السلطات الحكومية والجواسيس، فيبدأ بالهرب من مدينة إلى أخرى، وأثناء ذلك يلتقي بشابّة شقراء تدعى “إيف كندال” والتي تساعده في محنته، وسرعان ما يقع في حبّها. تستمر رحلة المطاردات طويلًا، في حين يحاول “روجر” إيجاد حل للخروج من هذا المأزق بأيّة طريقة ممكنة.

هذا الفيلم هو من أكثر الأفلام متعة للمشاهدة من أفلام المخرج المبدع “ألفريد هيتشكوك”، حيث أنّ الفيلم سابقٌ لعصره مع مَشاهد الأكشن والمغامرات والمطاردات. ترشّح الفيلم لـ 3 جوائز أوسكار لأفضل نص سينمائي أصلي وأفضل مونتاج وأفضل تصميم مواقع.


بالرغم من تعرّض الفيلم للظلم والتهميش في الترشيحات والجوائز، إلّا أنّه حقّق نجاحًا كبيرًا في شبّاك التذاكر في أمريكا بإيرادات أكثر من 13 مليون دولار، علمًا بأنّ ميزانية إنتاجه كانت في نحو 3 ملايين دولار فقط.


حين كان “ألفريد هيتشكوك” يعمل على فيلمه السابق “Vertigo” في عام 1958 أخبرَ “جيمس ستيوارت”، البطل الرئيسي للفيلم، أنّه يحضّر لهذا الفيلم، وقد ظنّ “ستيوارت” أنّه الممثل المنشود لأداء شخصية البطل “روجر ثورنهيل”، و”هيتشكوك” كان يعتزم إسناد الشخصية لـ “كاري غرانت”، وأدرك لاحقًا سوء الفهم الذي حصل، وحرصًا على مشاعر صديقه “ستيوارت” قام “هيتشكوك” بتأجيل العمل على الفيلم حتى ارتبط “ستيوارت” بالعمل في فيلم آخر، وحينها عرَض عليه شخصية بطل هذا الفيلم، ولكن “ستيوارت” لا يملك خيارًا سوى الرفض لارتباطه في فيلمه الجديد، وبذلك نجحت خطة “هيتشكوك” وأسند الشخصية لـ “كاري غرانت”، الذي أراد العمل معه منذ البداية.


كان السبب الرئيسي الذي دفع “هيتشكوك” لاستبعاد “ستيوارت” من المشاركة في الفيلم هو فشل فيلمه السابق “Vertigo” في شبّاك التذاكر، وقد ألقى اللوم على “ستيوارت” بأنّه أصبح مسنًّا ولا يجذب الجمهور كالسابق، والأمر الغريب هو إصراره على اختيار “كاري غرانت” للشخصية وهو أكبر من “ستيوارت” بـ 4 أعوام.


في نهاية المطاف، “كاري غرانت” كان اختيارًا موّفقًا، وقد قدّم أداءً مدهشًا بشخصية “روجر ثورنهيل”، وكذلك “إيفا ماري سينت” أبدعت في أداء شخصية “إيف كندال”، ولا أنسى بقيّة الممثلين بمن فيهم “جيمس ميسون” بشخصية “فيليب فاندام” و”ليو جي كارول” بشخصية “البروفيسور” و”مارتن لانداو” بشخصية “ليونارد”، الذين قدّموا أداءً متميّزًا. الموسيقى التصويرية لـ “برنارد هيرمان” كان لها تأثير كبير في الفيلم.


“هيتشكوك” دائمًا ما يشعرنا في أفلامه بأننا نشاهد أكثر من فيلم في الفيلم الواحد من شدّة براعة النص السينمائي والرؤية الإخراجية، فالأحداث تنتقل من مشهد لأخر وكأننا في صدد مشاهدة قصص جديدة ومختلفة، وبذلك نجد الكثير من المفاجآت غير المتوقّعة.


شارك

مقالات ذات صلة