فنون

فاز بـ 7 جوائز أوسكار: The Best Years of Our Lives

أغسطس 10, 2024

فاز بـ 7 جوائز أوسكار: The Best Years of Our Lives


فيلم “The Best Years of Our Lives” أو “أفضل سنوات حياتنا” هو واحد من أهم الأفلام في تاريخ هوليوود، فوقت عرضه بالتحديد كان سر نجاحه وقوته، حيث تم عرضه في السينما بعام 1946، وذلك بعد فترة بسيطة من انتهاء الحرب العالمية الثانية.


الفيلم مبني على رواية “Glory For Me” أو “المجد لي”، للصحفي والروائي “ماكينلاي كانتور”، وقد قام “روبرت إي شيروود” بكتابة النص السينمائي بشكل جميل ومتقن، حيث الحوارات البليغة والشخصيات المُلهِمة.


يتناول الفيلم موضوعًا مهمًّا وحسّاسًا وقويًّا يمس كل إنسان عاصر تلك الفترة وتلك الحرب، فكم شاهدنا مرارًا وتكرارًا أفلامًا حول الحرب والتي تدور خلال الحرب، ولكن من النادر جدًّا أن نشاهد فيلمًا حول ما بعد الحرب مباشرةً.


تبدأ أحداث الفيلم مع عودة مجموعة من الجنود إلى الوطن بعد أن خدموا لأعوام في الحرب، حيث يرصد لنا الفيلم تأثير ذلك عليهم بعد غياب طويل، فكل شيء تغيّر، وعاد غير الذي كان! الزمان والمكان والعائلة والمجتمع، وهم أيضًا.


يركّز الفيلم بشكل خاص على 3 شخصيات من العائدين إلى الوطن، وكلٌّ منهم في رتبة ووضع مختلف. “أل ستيفنسون” هو جندي مخضرم وربّ أسرة، ويعود إلى زوجته “ميلي” وابنه “روب” وابنته “بيغي”، ويحاول التكيّف مع التغيير والعودة إلى حياته السابقة كمسؤول في أحد المصارف.


“فريد ديري” هو طيّار في سلاح الجو، ويعود إلى زوجته “ماري”، التي تغيّرت كثيرًا ولا تكترث به، فيحاول الحصول على أيّة وظيفة لائقة لكسب لقمة العيش. “هومر باريش” هو جندي في البحرية، فقدَ يديه أثناء الحرب، ويعود إلى عائلته وخطيبته “ويلما”، ولكن كيف سيتكيّف مع حياته بلا يديْن؟!


المخرج المبدع “وليام وايلر”، الذي شارك فعليًّا في الحرب كضابط في سلاح الجو، أضاف للفيلم الكثير من خلال الخبرات التي اكتسبها، وأذهلنا بقصة درامية ورومانسية مؤثرة ولا تخلو من الدروس والعبر حول الحياة والعائلة والحب.


فاز الفيلم بـ 7 جوائز أوسكار، لأفضل فيلم وأفضل إخراج وأفضل نص سينمائي مقتبس وأفضل ممثل “فريدريك مارش” بشخصية “أل ستيفنسون” وأفضل ممثل مساعد “هارولد راسل” بشخصية “هومر باريش” وأفضل موسيقى تصويرية وأفضل مونتاج، وترشح لجائزة أفضل تحرير صوتي.


ميزانية الفيلم كانت في نحو مليونَيّْ دولار، وقد حقّق أرباحًا عالية بما يقارب 24 مليون دولار، وفي ذلك الوقت يُعتبر أنجح فيلم في شبّاك التذاكر الأمريكية بعد الفيلم العظيم “Gone With The Wind” أو “ذهبَ مع الريح”، الذي عُرِضَ قبله بـ 7 سنوات.


أداء الممثلين كان مذهلًا من الجميع بلا استثناء: “فريدريك مارش” بشخصية “آل ستيفنسون” و”ميرنا لوي” بشخصية زوجته “ميلي” و”تيريزا رايت” بشخصية ابنته “بيغي”، و”دانا أندروز” بشخصية “فريد ديري” و”فيرجينيا مايو” بشخصية زوجته “ماري”، و”كاثي أودونيل” بشخصية “ويلما”.


الجدير بالذكر أن “هارولد راسل” الذي أدى شخصية “هومر باريش” هو في الواقع جندي بلا يدين وفقدهما أيضاً في الحرب، وهذه هي المشاركة الأولى والوحيدة له كممثل في فيلم سينمائي، وقد اختاره المخرج “وليام وايلر” بعد أن شاهده في فيلم وثائقي قصير حول جنود الحرب، ولم يطلب منه خوض دورات في التمثيل، فقد أراد منه تأدية الشخصية بشكل عفوي وواقعي دون مبالغات درامية.


لقد أبهر الجميع وبثّ الأمل والتفاؤل في المجتمع بكفاحه وشجاعته، وقد تم منحه أيضًا جائزة الأوسكار الفخرية عن أدائه، فبالتالي أصبح الممثل الوحيد الذي ينال جائزتي أوسكار عن نفس الأداء. إنه حقًّا فيلم رائع ومؤثر.


شارك