فيلم رائع حول سيرة منتج الأفلام والطيّار “هاورد هيوز”.. The Aviator
فيلم “The Aviator” أو “الطيّار” الذي أُنتِجَ في عام 2004 هو واحد من أجمل أفلام السير الذاتية، وقد أخرجه المبدع “مارتن سكورسيزي”، بينما تولّى “جون لوغان” كتابة النص السينمائي.
تدور أحداث الفيلم حول الملياردير “هاورد هيوز”، وبداياته في هوليوود كمنتج أفلام في نهاية حقبة العشرينيّات من خلال شركة الإنتاج التي يملكها، وأيضًا يسلّط الفيلم الضوء على دوره في تصميم وقيادة وترويج الطائرات الجديدة، فقد كان شابًّا مغامرًا ويعشق الطيران أكثر من عشقه للأفلام، وقد أنفق مبالغ طائلة على عمله في الطائرات وأسّس شركة ضخمة في ظل وجود شركة أخرى منافِسة، وكوّن له مجموعة من الأعداء، وواجه العديد من الصعاب على الصعيد النفسي والصعيد المهني.
لم يكن “هاورد هيوز” رجلًا مثاليًّا، وحياته مشتتة وغير مستقرة، كمعظم الأثرياء وأصحاب الجاه والنفوذ، وقد انخرط في علاقات عديدة مع نساء وممثلات من هوليوود، وأشهرها علاقته بالممثلة العظيمة “كاثرين هيبورن” والممثلة “إيفا غاردنر”، وأكبر عائق في حياة “هاورد هيوز” منذ أن كان طفلًا صغيرًا هو الوسواس الذي يعاني منه وهوس النظافة والخوف من الجراثيم، والنوبات النفسية الحادة التي تنتابه بسبب ذلك على امتداد أعوام حياته.
“ليوناردو ديكابريو” قدّم أفضل أداء في مسيرته السينمائية بشخصية “هاورد هيوز”، فقد أبدع حقًّا، وكذلك “كيت بلانشيت” التي جسّدت شخصية الممثلة “كاثرين هيبورن” بصورة رائعة، ولا أنسى بقية الممثلين الذين أبدعوا في الأداء، وأبرزهم: “كيت بيكنسيل” بشخصية الممثلة “إيفا غاردنر”، و”جون سي رايلي” بشخصية رجل الأعمال “نوا ديتريتش”، و”أليك بالدوين” بشخصية الطيّار ورجل الأعمال “خوان تريب”، و”ألان ألدا” بشخصية السيناتور “رالف أوين بروستر”، و”إيان هولم” بشخصية البروفيسور “فيتز”، و”جود لو” بشخصية الممثل “إرول فلين”.
إنّه فيلم رائع ومبهر بصريًّا، ومدّة عرضه تقارب 3 ساعات، ولكن النص السينمائي كان محبوكًا باحترافية عالية ومليئًا بالأحداث الممتدة من حقبة العشرينيّات إلى حقبة الأربعينيّات، وقد تمكّن “مارتن سكورسيزي” برؤيته الفنية الجميلة مع طاقم العمل من نقلنا إلى كواليس عالم هوليوود والعصر الذهبي في صناعة الأفلام، ومن ثم إلى عالم صناعة الطائرات، وأشيد بالمصوّر المبدع “روبرت ريتشاردسون” التي أذهلنا بلقطاته، والمونتيرة المخضرمة “ثيلما سكونماكر”، التي تولّت المونتاج في جميع أفلام “مارتن سكورسيزي”، ولا أنسى البقيّة الذين أبدعوا في تصميم المواقع والأزياء والمكياج.
الموسيقى التصويرية المتميزة لـ “هاورد شور” أضافت للفيلم الكثير، كما تم استخدام مجموعة من الموسيقات والأغاني القديمة التي تلائم الحقبة الزمنية بما تخدم الأحداث، مع مقتطفات من روائع الموسيقى الكلاسيكية لـ “باخ” و”تشايكوفسكي”.
بلغت ميزانية إنتاج الفيلم 110 مليون دولار، وقد حقّق نجاحًا لافتًا في شبّاك التذاكر بإيرادت وصلت إلى أكثر من 213 مليون دولار في شبّاك التذاكر في أمريكا وبقية دول العالم، ونال إعجاب النقّاد والجمهور، وكان له نصيب بالفوز بـ 5 جوائز أوسكار، لأفضل ممثلة مساعدة “كيت بلانشيت” وأفضل تصوير وأفضل مونتاج وأفضل تصميم مواقع وأفضل تصميم أزياء، كما ترشّح لـ 6 جوائز أخرى، لأفضل فيلم وأفضل إخراج وأفضل نص سينمائي أصلي وأفضل ممثل “ليوناردو ديكابريو” وأفضل ممثل مساعد “ألان ألدا” وأفضل تحرير صوتي.