للكاتبة: إيمان واهروش

تضم هذه القائمة ثلاثة أعمال أدبية عالمية جاءت من دول وثقافات مختلفة، لم يكتب مؤلفوها قصصًا مثيرة فحسب، بل عبّروا عن الكثير من آرائهم حول الوضع الإنساني في الحاضر والمستقبل كذلك، كل بأسلوبه الخاص والفريد.

الجريمة والعقاب

أن يرتكب الإنسان جريمة في حق إنسان آخر هو بالتأكيد أمر يثير الفزع في قلوب الناس، لكن هل تساءلت يومًا عن الدوافع الباطنية والخفية التي قد تجعل المرء يُقدِم على فعل لا إنساني كهذا؟ هذا ما تحاول رواية الجريمة والعقاب أن تكشفه، وهي أيقونة الأديب الروسي فيودور دوستويفسكي وواحدة من بين أفضل مائة رواية في التاريخ. صدرت عام 1866 على شكل سلاسل، وتُصنف الرواية في أدب الجريمة.

“لا بد لكل إنسان من أن يجد ولو مكانًا يذهب إليه، لأن الإنسان تمر به لحظات لا مناص له فيها من الذهاب إلى مكان ما، إلى أي مكان!”

راسكولنكوف هو طالب في ريعان شبابه، يدرس القانون في سانت بطرسبرغ، ويعيش بعيدًا عن والدته وأخته. يشعر راسكولنكوف بغضب وامتعاض دائم لأنه يمضي ريعان شبابه في غرفة صغيرة حقيرة، تجعله كل يوم في حالة نفسية متردية.
ثم في يوم من الأيام تراوده نفسه ليقتل عجوزًا مرابية تعيش لوحدها، من أجل الحصول على ممتلكاتها الثمينة، فيسقط راسكولنكوف في كابوس بشري مرعب، ويسارع في معركة العدالة والعقاب على جريمته.

1984

هذه الرواية جعلت الكاتب الإنجليزي جورج أورويل ذائع الصيت عالميًا. تدور أطوار رواية 1984 في بلدٍ يبسط فيه شخص واحد وحزب سياسي واحد سلطته على كل شيء وكل شخص. هذا الشخص هو “الأخ الكبير”، رجل في أواخر عمره، وتنتشر صوره وتُردد شعاراته في كل صوب.
أما بطل الحكاية فهو ونستون، رجل في أواخر عقده الثالث، يجاهد نفسه كل يوم لكي يحيا وسط أجواء الديكتاتورية والقمع التي تجعل مجرد التنفس في حد ذاته مسألة صعبة.

وتتكرر دائمًا هذه العبارات في صفحات الرواية:
الحرب هي السلام
العبودية هي الحرية
الجهل هو القوة

بينما نتابع ونستون، بطل حكايتنا، نجد أنفسنا قد انغمسنا في تفاصيل حياته العسيرة وعالية المخاطر، فمجرد محاولة التعبير عن معارضته للنظام أو بالكتابة حول مساوئه، يُعرض ونستون نفسه لخطر الاعتقال من “شرطة الفكر”، وجريمة الفكر لا تختلف كثيرًا عن الموت نفسه، كما يقول ونستون.

“من المستحيل أن تؤسس حضارة على الخوف والكراهية والقسوة، فمثل هذه الحضارة إن وجدت لا يمكن أن تبقى“.

 

كافكا على الشاطئ

هذه المرة نذهب في رحلة تأمل عميق للحياة البشرية، ونسافر بين طوكيو وشيكوكو لنكتشف عوالم سحرية وخيالية تفوق كل وصف، وهي عوالم فتى مراهق في الخامسة عشرة من عمره.
يعيش الفتى كافكا تامورا وحيدًا مع أبيه، بعدما غادرت أمه وشقيقته البيت في سن صغيرة جدًا، وحلمه أن يعيش لوحده في مكتبة هادئة بين طيّات الكتب وصفحاتها.

وفي يوم ذكرى ميلاده الخامسة عشرة، نفّذ كافكا خطة هروبه الغريبة، فسرق بعض الأموال والحاجيات من مكتب أبيه، ثم انطلق في رحلة البحث عن مكتبة أحلامه.
بعد وصوله إلى شيكوكو، عثر كافكا على مكتبة أحلامه: “مكتبة كوميورا التذكارية”، وصادف في طريقه مجموعة من الشخصيات التي ستؤثر فيه وتُغيّر مسار حياته بعد ذلك.
من بين هذه الشخصيات، فتاة لطيفة يصادفها في رحلة هروبه من طوكيو إلى شيكوكو، وأوشيما، شاب فريد وهو أمين مكتبة كوميورا، كما تأثّر بالآنسة ساييكي، وهي امرأة غامضة في أواخر ربيعها الرابع.

“السماء نفسها تبدو منذرة بالشؤوم في لحظة، ومبتسمة بترحاب في لحظة أخرى. يعتمد الأمر على الزاوية التي تنظر منها“.

كافكا على الشاطئ هي تحفة أدبية بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، وتزخر بتأملات فلسفية للكاتب هاروكي موراكامي. هي رواية تحتفل بجمال الحياة البسيطة الوديعة.