فنون

فيلم Se7en يُعرَض مجدّدًا في السينما بمناسبة الذكرى الثلاثين..

يناير 26, 2025

فيلم Se7en يُعرَض مجدّدًا في السينما بمناسبة الذكرى الثلاثين..

فيلم “Se7en” أو “سبعة”، الذي أنتِجَ في عام 1995، هو واحد من أجمل أفلام الجريمة والإثارة والغموض، وقد سبّب اضطرابًا للمشاهدين على مرّ الأعوام، لأنّه قاسٍ وعنيف ولا يرحم، وتدور أحداثه حول محقّقين، أحدهما كهل على وشك التقاعد، والآخر شاب في بداية حياته المهنية، ويتعاونان معًا في التحقيق في قضية قاتل متسلسل يستخدم الخطايا السبع المهلكة كنهج لجرائم القتل التي يقترفها، وهي: “الشراهة” و”الطمع” و”الكسل” و”الزنا” و”الغرور” و”الحسد” و”الغضب”، ويحاول المحققان بكل وسيلة القبض عليه.


القاتل ينفذ جرائمه بهدف معاقبة “الخطاة” على خطاياهم المهلكة وجعلهم عبرة للآخرين. إنه يخطط لجرائمه بشكل مدروس ودقيق، ويترك في كل موقع من مواقع الجرائم اسم الخطيئة التي ارتكبتها ضحيته، والتي في نظره استحقت القتل أو العقاب بهذه الطريقة الشنيعة.


فيلم كهذا يمتلك جميع المعايير المطلوبة لفيلم الإثارة المثالي والناجح، فقصة الفيلم يمكن التعامل معها بعدة قوالب، ولكن المخرج المبدع “ديفيد فينتشر” اختار القالب الدموي العنيف، واختياره كان موفّقًا جدًّا، لأنّه جعلنا كمشاهدين نعيش أحداث القصّة بوحشيتها ودمويتها بشكلٍ دقيق ومخيف.

“أندرو كيفن ووكر” كتب النص السينمائي بإحكام، والحوارات التي صاغها كانت قوية ورنّانة، ولا تزال راسخة في الذاكرة، وما زاد من قوّتها هو سماعها بصوت “مورغان فريمان”، فهو مشهور بصوته المتميز في الأفلام، وخاصّةً حين يؤدّي شخصية “الراوي”.


في هذا الفيلم أدّى شخصية المحقق “سومرست” بإبداع وإتقان. “براد بيت” أيضًا في أداء شخصية المحقق “ميلز”، وكذلك “كوينيث بالترو” بشخصية زوجته “تريسي”، ولا أنسى “كيفن سبيسي” بشخصية “جون دو”. الموسيقى التصويرية لـ “هاورد شور” كانت منسجمة مع الأحداث وعزّزت شعور الخوف والتشويق والغموض، كما أنّ المصوّر الإيراني “داريوش خنجي” أبدع في تصوير مَشاهِد الفيلم، وكذلك المونتاج كان احترافيًّا.


بلغت ميزانية إنتاج الفيلم 33 مليون دولار، وقد حقّق نجاحًا منقطع النظير بإيرادات أكثر من 328 مليون دولار في شباك التذاكر في أمريكا وبقية دول العالم، ومع مرور الأعوام زادت شعبية الفيلم لدى الجمهور، وكذلك النقّاد الذين لم ينصفوه آنذاك، كما تم تهميشه من الترشيحات والجوائز، فقد ترشّح لجائزة أوسكار واحدة فقط، وهي لأفضل مونتاج، والفيلم يحتل اليوم مركزًا متقدّمًا في قائمة أفضل 250 فيلمًا في موقع IMDB حسب تصويت الجمهور، وتحديدًا المركز الـ 20.


أكثر ما أدهشني في الفيلم هو إظهار القاتل في آخر نصف ساعة منه، وإعطائه مساحة كافية لكي يتحدّث، بدلًا من أن يكون مُطارَدًا من الشرطة، وبذلك تُتاح لنا كمشاهدين فرصة دراسة شخصيته بعمق، والفيلم ركّز على جميع التفاصيل الدقيقة دون أي تحفّظ، إذ لم يمتنع “ديفيد فينتشر” عن إظهار أبشع تفاصيل الجرائم، ولذلك أؤكد أنّ هذا الفيلم ليس لأصحاب القلوب الضعيفة.


حين شاهدت الفيلم لأول مرّة شعرت أنّ النهاية لم تكن مُرضية ومقنعة أو “لائقة” بفيلم رائع كهذا، ولكن مع مشاهداتي اللاحقة للفيلم تغيّر شعوري، وأرى أنّ النهاية كانت مثالية وقاسية وصادمة، وتحمل أبعادًا عميقة حول شخصية الإنسان حين تُمتحَن في مواقف صعبة وحرجة.


بمناسبة مرور 30 عامًا على عرض الفيلم في السينما، قام “ديفيد فينتشر” مع شركة وارنر براذرز بترميم نسخة الفيلم بجودة 4K وإصدارها على الأسطوانات الرقمية، كما سيتم عرض الفيلم مجدّدًا في سينمات أمريكا والعالم بشكل محدود على شاشات IMAX اعتبارًا من 30 يناير، لكي تُتاح الفرصة للجمهور بعيش التجربة الرهيبة من جديد ومشاهدة واحد من أفضل أفلام حقبة التسعينيّات.

شارك

مقالات ذات صلة