آراء
ماذا بينك وبين الله يا عمّنا أبا ضياء حتّى تُرزق حبّنا وحبّ العالم كلّه هكذا؟ هديت الكثير للإسلام دون أن تلتقي بهم ولا تعظهم بخطب معدّة بإتقان، كنت فقط خير مثال للمسلم. أرأيتم الإسلام ما أجمله حينما يزيّن العبد؟ شوّهوا ديننا وجعلوا من تلك العمامة واللحية صورة نمطية للإرهاب في أفلامهم، ثمّ أتي العمّ أبو ضياء دون أيّ قصدٍ منه ودون أدنى جهد، فهدمها بابتسامة بسيطة، إيمانٌ خالص، وحبّ نقيّ كثير. تمامًا كغزّة، هدّمت أوثان الغرب التي كان يعبدها العالم، وكأنّ الغرب كان الجهة الوحيدة التي يصحّ لها أن تصدّر للعالم الأخلاق والقيم والمبادئ، والجهة الوحيدة الموثوق بها والمسموح لها بأن تصنّف الأطراف الأخرى بما يناسب روايتها.
وعالمنا يتجاهل حقيقة أنّهم هم المستعمرون المستغلون والقاتلون لشعوب الأرض كلّا! غزّة كانت العمّ أبو ضياء، هدمت ماكينة إعلاميّة، عملوا على تأسيسها بدقّة لمئات السنين. غزّة طهّرت عقول أجيال وبلدان تربّت على دنس الإلحاد والأكاذيب لعقود طويلة. روح الإسلام ولبابه الذي يخافون أن يتذوّقه العالم متمثّل في العمّ أبو ضياء، وفي غزّته الصامدة. ولهذا استهدفوه، ولهذا تُحارب غزّة! فهذا هو سلاحها الذي عجزت تلك الجماعة عن انتزاعه، هذا هو السلاح الذي يُخبّأ في مدارس الإيواء، وفي المستشفيات، وهذا هو السلاح الذي يتّخذ الأطفال والنساء كدروع بشرية؛ فهو في صدورهم، إيمان حقيقيّ لا يُهزم! العمّ خالد أبو نبهان (أبو ضياء) كان رسالة، وله من اسمه نصيب: خالد الذكرى والأثر والرسالة، وغزّة أيضًا رسالة لنا، فهل وصلتكم رسالة إيمانها؟
من مازال يركب الطوفان؟
أتذكرون؟ حينما استشهدت ريم، روح الروح؟ كنّا في بداية الطوفان وكانت المراكب التي تركب موجه معنا كثيرة. بدأ النّشر في جميع اللغات دون كلل ولا ملل، ثمّ طال الكرب وزاد الموت واعتيد المشهد، وثَقُل الألم على غير المخلصين. المخلص لربّه، من جعل مبدأه لا إله إلا الله، لا يَثقُلُ عليه حملٌ كان حَملُه في سبيل الحقّ وإعلاءه. كانت غزّة موجة من موجات الطوفان، ترند، ركبها من ركبها، وظلّ يمتطيها الأوفياء لربّهم فقط غير آبه بما سيخسر، فمن قال أنّ من ناصر الحقّ سيكسب شيئًا في هذه الدنيا؟ ألا تعرفون قوله تعالى: { أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}.
دعني أخبرك ما لا تريد سماعه؛ ستخسر، فالحق لا مكسب فيه بالدنيا، فلا يوجد من ارتبط به في هذا الزمن بشكل أو بآخر إلا وخسر الكثير. ستخسر أقرب النّاس لأنّهم يفضّلون “عيش حياتهم والتخطيط للمستقبل”، وستخسر مالك في الدنيا، وستخسر رفاهيات كانت عندك، وستصبح الحياة بلا طعم، وقد تخسر عقودًا كانت تدرّ عليك بالرزق، وقد تعرّض حياتك للخطر أيضًا! لكن من أخلص النّية وابتغى الآخرة لن يهمه هذا كلّه. هي معادلة بسيطة لمن يريد تبسيطها: إما أنّك تحبّ الدنيا ونعيمها، وملذاتك اليومية الزائلة أكثر، وإمّا أنّك مخلص لخالقك، وتفضّل أن يبقى ضميرك حيًّا، وأنّك اخترت الآخرة ونعيمها لأنّك تعلم أنّ الله خلقك رسالة وعليك تأديتها كما فعل العم أبو ضياء.
ومن منكم ركب الموجة ورسي إلى شاطئ الدنيا؟
أما من اختار الدنيا ونزل عن المركب، فها هو غثاءٌ على الشاطئ! أوتدرون ما الغثاء؟ الغثاء لغةً هو ما يحمل السيل من القَمَشِ، وهو نفسه الزبد، أي القذر… ولهذا قال سبحانه وتعالى في كتابه: {لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىٰ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}. لا ترضى أن تكون هذا الخبيث، فانظر، ها قد تحرّرت سوريه، وتحرّر سوريه ما هي إلا بداية العقد الذي حُلّ بأذن الله، لكن أن كنت مع الخبيث مفضّلاً دنياك على آخرتك، فلن تكون مع من أولياء الله الذين يهنؤون بالخيرات القادمة.
فمن يقرأ مقالاتي ويتابعني على وسائل التواصل سيعلم أنّنا في فترة غربلة قال فيها رسولنا الكريم: {فْتنَةُ الدُّهَيْمَاءِ لَا تَدَعُ أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا لَطَمَتْهُ لَطْمَةً فَإِذَا قِيلَ انْقَضَتْ تَمَادَتْ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى فُسْطَاطَيْنِ فُسْطَاطِ إِيمَانٍ لَا نِفَاقَ فِيهِ وَفُسْطَاطِ نِفَاقٍ لَا إِيمَانَ فِيهِ فَإِذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ مِنْ يَوْمِهِ أَوْ مِنْ غَدِهِ} فهل أنت من المنافقين الذين قال بهم الله تعالى: {وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم}؟
أيّكم اختار الله، وأيّكم تخاذل وعاد للحياة الدنيا الدنيّة؟
أرأيتم الإسلام ما أجمله حينما يزيّن العبد؟ شوّهوا ديننا وجعلوا من تلك العمامة واللحية صورة نمطية للإرهاب في أفلامهم، ثمّ أتي العمّ أبو ضياء دون أيّ قصدٍ منه ودون أدنى جهد، فهدمها بابتسامة بسيطة، إيمان خالص، وحبّ نقيّ كثير، تمامًا كغزّة. غزّة كانت العمّ أبو ضياء، هدمت ماكينة إعلاميّة، عملوا على تأسيسها بدقّة لمئات السنين. غزّة طهّرت عقول أجيال وبلدان تربّت على دنس الإلحاد والأكاذيب لعقود طويلة.
أتذكرون؟ حينما استشهدت ريم، روح الروح؟ كنّا في بداية الطوفان وكانت المراكب التي تركب موجتنا كثيرة. بدأ النّشر في جميع اللغات دون كلل ولا ملل، ثمّ طال الكرب وزاد الموت واعتيد المشهد، وثَقُل الألم على غير المخلصين. أما من اختار الدنيا ونزل عن المركب، فها هو غثاءٌ على الشاطئ! لا ترض لنفسك أن تكون هذا الغثاء الخبيث، فانظر، ها قد تحرّرت سوريه، وتحرّر سوريه ما هي إلا بداية العقد الذي حُلّ بأذن الله.