آراء
هذا المقال سيكون الأوّل من سلسلة لا أعلم مدى طولها، لكنّني أرجو أنّ تكون نبراسًا ينير الطريق لعقول الكثيرين ممّن يشعرون بالضياع من أمّة اشتدّت حلكة ليلها وطال، وتسير نحو مصير قد يبدو لنا مبهمًا وهو ليس كذلك إن أمعنّا النّظر لهدي نبيّنا. فهذا الظلام وهذا الضياع ما هو إلا نتيجة لسلاح فتك بنا كمسلمون وتمكّن منّا ليجعلنا غثاء كما تنبّأ رسولنا ﷺ، مغيّبون ومُجهّلون بديننا وبـ”تعليمات النجاة”، وكلّه بتدبير خبيث جدًّا ونحن غافلون. فمنذ مئات السنين والعالم الغربيّ يفهم ديننا ويبحر فيه ويحتفظ بأسراره وكنوزه بعيدًا عن أتباعه من المسلمين في أقبية الفاتيكان وأرشيفات المخابرات البريطانية وقاعات المحافل، بل ويحتذى ويستدلّ به للتنبّؤ باتجاه سير الكون بينما نحن مشغولون بالانغماس بالفتن التي حذّرنا منها رسولنا الكريم لهثًا وراء العالمية من خلال المهرجانات والاحتفالات والرقص والعريّ، وهذه هي سياستهم لتنفيذ خططهم الخبيثة دون أيّ إزعاج من الغثاء! ولكن ما دخل كلّ هذا بمذكرة الاعتقال؟ وما دخل مذكرة الاعتقال بالملحمة الكبرى (هرمجدون)؟ كلّ ما يحدث حولنا، وما حدث منذ آلاف السنين رتبط ارتباطًا مخيف جدًا، وكلّ الأجوبة موجودة في ديننا، لكنّنا، كما أسلفت، القول مغيبين!
“فِتَن“ وليست “نظريات مؤامرة“
بادئ ذي بدء، لنتفق أنّ “مصطلح نظريات المؤامرة“ بحدّ ذاته مؤامرة، وأنّ كلمة “نظرية” استخدمت لإضافة طابع علمي من أجل إقناع عالم علماني يلفظُ الأفكار ما إن لم تكن لها ملامح علميّة. ومن جانب آخر، كلمة “نظرية“ أيضًا تضيف صفات الهرطقة للمصطلح. أمّا كلمة “مؤامرة” فرأيي تمّ استخدامها لتعطي انطباعًا بالرهاب والجنون كما نرى في الأشخاص المصابين بالرهاب والهوس؛ يتوهّمون بأنّهم ملاحقون من الجميع، حتّى بتنا نرى كلّ من يبحث في المعنى وراء الأحداث، أو يشكّك بالمعطيات والمناهج والتاريخ و و، بالجنون والرهاب والهرطقة! هكذا أنسونا كلمة “فِتَن” وأشغلونا بما أرادوا أن يشغلونا به.هذه المؤامرات، ما هي إلا فتن تحدّث عنها رسولنا الكريم في أحاديث كثيرة لعلّ أشملها هو: {ما صُنِعَتْ فِتْنةٌ منذُ كانتِ الدُّنيا صَغيرةٌ ولا كبيرةٌ، إلَّا تَتَّضِعُ(تُمهّد) لِفِتْنةِ الدَّجَّالِ}. يعني أنّ كلّ الفتن التي تقع علينا تتّبع وتمهّد لفتنة المسيح الدجال، وهذا سيكون له مقال خاص أشرح وأحلل فيه تفاصيل فتنة الدجال، التي وباتت أقرب إلينا مما نعتقد، ولها علاقة ببيت المقدس والصهيونية واحتلال فلسطين.
كم نبعد بالضبط عن النهاية وأين نحن في أحداث آخر الزمان؟
من المستحيل أن نجزم كم نبعد عن النهاية (الساعة)، وليس من السهل أيضًا أن نجزم بالضبط أين نحن من أحداث آخر الزمان تحديدًا، فكلّها اجتهادات من العلماء، ولكن يمكن توقّع موقعنا واستشفاف الأحداث القادم من هدي نبيّنا. وعلى ذلك، ففي السياق الزمني للأحاديث النبوية عندما نقول أنّنا في آخر الزمان، علينا إثبات ذلك من خلال الاستدلال بأحاديث للنبي صلى الله عليه وسلم تتحدث عن علامات الساعة نستطيع إسقاطها على أحداث الزمن الذي نحن فيه، فتكون مطابقة لها ولما ورد فيها. ومن هذه الأحاديث مثلاً: أن ترى الحفاة العراة (العرب) يتطاولون في البنيان. أو حديثه عن أنّ الساعة لن تقوم حتّى يكلّم الحديد النّاس (الحديد: التلفاز والهاتف والتكنولوجيا بشكل عام)، والأحاديث في أشراط الساعة كثيرة تنقسم بين صغرى وكبرى، والصغرى تنقسم أيضًا إلى علامات عامة وعلامات خاصة قد تكون بين ثنايا العامّة أو حتّى بين ثنايا العلامات الكبرى، لكنني لست في صدد شرح أشراط الساعة هنا فالمعلومات عنها غفيرة، ما سأشرحه في المقال يتناول ما خفي عنّا. ولكن لا مناص من الذكر أنّ علامات الساعة الصغرى بدأت ببعث محمد صلى الله عليه وسلم، والكبري ستبدأ بعد ظهور ثلاث علامات صغرى مباشرة، وهي بالترتيب: ظهور المهدي، الملحمة الكبرى، وأخيرًا فتح القسطنطينية، وبعد فتح القسطنطينية بيوم أو اثنين يظهر المسيح الدجّال وهي أوّل علامة من علامات الساعة الكبري لحديثه صلّى الله عليه وسلم: {الملحمة الكبرى، وفتح القسطنطينية، وخروج الدجال في سبعة أشهر.
وانطلاقًا مما سبق، فالملحمة الكبرى، أو “هرمجدون” كما يسمّيها أهل الكتاب، هي حربٌ عظيمة تكون بين الروم والمسلمين قبيل خروج الدجال، وبُعيد معركةيتحالف فيها المسلمين والروم وينتصرون معًا على عدوٍّ مشترك “من خلفهم”، لقوله صلّى الله عليه وسلّم: {ستصالحون الروم صلحًا آمنا، فتغزون أنتم وهم عدوا من ورائكم، فتنصرون وتغنمون وتسلمون ثم ترجعون حتى تنزلوا بمرج ذي تلول، فيرفع رجل من أهل النصرانية الصليب فيقول: غلب الصليب، فيغضب رجل من المسلمين فيدقه، فعند ذلك تغدر الروم وتجمع للملحمة}. إذًا، فهناك معركتان تنتظراننا في السنوات المقبلة والله تعالى أعلم؛ معركة تمهيدية تكون فيها هدنة وتحالف بيننا وبين الغرب، ومعركة أخيرة عظيمة أسماها رسولنا بالملحمة الكبرى ستكون قبل خروج المسيح الدجال ونزول عيسى بن مريم عليه السلام، وسيكون الدمار الناتج عن هذه المعكرة كبير جدًا، وقد يودي بحياة معظم أهل الأرض وتعيدنا إلى الحياة البدائية دون التطوّر التكنولوجي الذي نعيش فيه، وكلّ هذا نستطيع أن نثبته استدلالاً بأدلّة واضحة من واقع أحداثنا اليوم.
مذكرة الاعتقال وتحالف الروم والمسلمين
بناءً على ما سبق، فمن المؤكد أنّ كلمة “تحالف” دقّت بعض الأجراس في عقولكم، خاصة بعد أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع المُقال غالانت.للتوضيح، أنا لا أقول أنّ الغرب سيعتبر إسرائيل عدوًّا وأنّها هي المراد فيه بالحديث “عدوّ من خلفكم”، فالعلماء رجّحوا على أنّ هذا العدوّ سيكون على الأغلب إيران وروسيا والصين (فهم خلفنا جغرافيًا وأعداء للغرب أيضًا)، لكنّني أرى حسب المعطيات والمجريات الحالية أنّ مذكّرة الاعتقال هذه ما هي إلّا بداية نهاية إسرائيل، وبداية الطريق إلى هذا التحالف الذي تنبأ به رسولنا الكريم صلّى الله عليه وسلم، الذي سيحصل بين الغرب وبين المسلمين تمهيدًا للملحمة الكبرى. والسبب واضح، فمن وجهة نظر تاريخية، إصدار مذكّرة اعتقال كهذه بحقّ قادة دولة حليفة للولايات المتحدة الأمريكية، وامتثال الكثير من الدول الأعضاء لهذه المذكّرة هي حادثة تعدّ الأولى من نوعها، غير أنّ هذا سيشكّل محطّة تاريخية فاصلة وغير مسبوقة في تعزيز الرواية الفلسطينية مؤكّدةً قانونيًا أنّ هذا الكيان هو كيان محتلّ غاصب ارتكب جرائم حرب بحق السكان الأصليين. إذًا، ربطًا بكلّ ما سبق، فهل المقصود بتلك المعركة الحرب العالمية الثالثة التي نقف على أطلالها؟
حرب عالمية ثالثة تدمّر البشرية
كثر في الآونة الأخيرة الحديث عن حرب عالمية ثالثة نحن على أعتابها حسب الأحداث والمعطيات، كما ذكر بعض السياسيين أنّها قد تبدأ في عام ٢٠٢٥م.ولعلّ من المفيد التذكير بما أسلفت ذكره في مقال سابق لي تحت اسم “أثر الفراسة أم أمواج الطوفان”، بأنّ السابع من أكتوبر كان بمثابة شرارة للحرب العالمية الثالثة، وأنّه من المخطط لها أن تحدث في عام ٢٠٢٥م كما ورد في رسالة كُتبت عام ١٨٧١م على يد جنرالاً في الحرب الأهليّة الأمريكيّة وزعيمًا ماسونيًّا بالرتبة ال ٣٣ يدعى ألبرت بايك. كانت الرسالة بين بايك وزعيم آخر في الماسونية برتبة عالية أيضًا لتخبره بتوقيت وأسباب اندلاع الحروب العالمية الثلاثة. وفي هذا المقام، فقد اتفقنا أنّ الملحمة الكبرى تسبقها حرب أو معركة يتحالف فيها الروم والمسلمون الحروب الكبيرة لا تحدث بقرار مفاجئ، بل بالاستدراج، فكلّ المؤشرات والأحداث الأخيرة تمهّد لحرب عالمية ثالثة سيكون الشرق الأوسط إحدى ساحاتها، وستكون حربًا لا تترك ولا تذر، وستقتل معظم سكّان الأرض وتعيدنا إلى حياة بدائية نوعًا ما، ودون رفاهية التطوّر التكنولوجي. وهذا ليس تشاؤمًا أو مبالغة، بل استنباطًا من الواقع واستدلالاً من تصريحات بعض السياسيين. فضحايا الحرب العالمية الأولى بأسلحتها البسيطة بلغت ١٦ مليون شخص، أمّا الحرب العالمية الثانية التي حدثت بعد ٢١ عامًا، فقد بلغ عدد ضحاياها ٨٥ مليون قتيل غير الإعاقات والعاهات المستديمة. ويرجع ذلك إلى الفرق بين نوعية الأسلحة المستخدمة في الحربينوتطورها على مدار ٢١ عامًا، فما بالكم الآن والدول تمتلك قنابل نووية وأسلحة دمار شامل؟ وهذه النقطة تحديدًا، ستأخذنا إلى قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم بأنّ العرب سيكونون قلّة قبيل الملحمة الكبرى، وأنّ الأسلحة المستخدمة ستكون سيوفًا لقوله صلّى الله عليه وسلّم في جزء من حديث أطول عن الملحمة الكبرى: { فَيُقَاتِلُونَهُمْ ، فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لَا يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ أَبَدًا، وَيُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ ، أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللهِ ، وَيَفْتَتِحُ الثُّلُثُ، لَا يُفْتَنُونَ أَبَدًا فَيَفْتَتِحُونَ قُسْطَنْطِينِيَّةَ ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْغَنَائِمَ ، قَدْ عَلَّقُوا سُيُوفَهُمْ بِالزَّيْتُونِ ، إِذْ صَاحَ فِيهِمِ الشَّيْطَانُ: إِنَّ الْمَسِيحَ قَدْ خَلَفَكُمْ فِي أَهْلِيكُمْ، فَيَخْرُجُونَ ، وَذَلِكَ بَاطِلٌ ، فَإِذَا جَاءُوا الشَّأْمَ خَرَجَ ، فَبَيْنَمَا هُمْ يُعِدُّونَ لِلْقِتَالِ، يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ ، إِذْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَمَّهُمْ، فَإِذَا رَآهُ عَدُوُّ اللهِ ، ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ… إلى آخر الحديث}. ودعمًا لقول رسولنا الكريم، سأذكر مقولة شهيرةللعالم اليهودي آلبرت آينشتاين: “ أنا لا أعرف الأسلحة التي ستستخدم في الحرب العالمية الثالثة، لكني متأكد من أن أسلحة الحرب العالمية الرابعة ستكون العصي والأحجار.” لا أعلم إن كان آينشتاين مطلعًا على مخطط الحروب العالمية الثلاثة، لكنّني أستطيع أن أؤكّد لكم أنّ هذا والله سبحانه وتعالى أعلم سيحدث. والسبب لن يكون كثرة الحروب والدمار فقط، بل بسبب قنبلة تمّ اختراعها -وبإمكانكم القراءة عنها- تسمّى بالقنبلة الكهرومغناطيسية، وهي قنبلة قال فيها السياسي هنري كيسينجر، أنّها كفيلة بإعادة العالم إلى الحياة البدائية وإعادة الحروب للأسلحة التقليدية، ولذلك عُرفت أيضًا “بقنبلة تدمير الحضارات“. ويعزو السبب علميًا إلى أنّها، وفور إطلاقها، تصدر نبضات عالية جدًا تقوم بتعطيل كلّ الأجهزة الإلكترونية التي تتعرّض لها. وللتوضيح أكثر، قال موقع “بيزنيس إنسيدر“: “إذا تم تنفيذ عدة تفجيرات على ارتفاع بضعكيلومترات فوق دولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية، فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى أضرار هائلة للأجهزة الإلكترونية والبنية التحتية الخاصة بالاتصالات“. والجدير بالذكر أيضًا أنّ التأثير الكهرومغناطيسيّ نفسه قد يصيب جميع الأجهزة الإلكترونية وأجهزة الاتصالات بعد انجار قنبلة نووية تستهدف منطقة معينّة.
نبوءات دينية مدسوسة في خطاباتهم السياسية
جميع الأديان السماوية تتفق على أنّ هناك ملحمة كبرى، أو “هرمجدون“ كماورد اسمها في التوراة والإنجيل والتلمود، وأنّ هناك معركة صغرى ستحدثقبلها يتحالف فيها الغرب والمسلمون تسمّى في دياناتهم بـ” أرمجدون“، وهي المذكورة بأحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام. واستدلالاً من الأحداث الأخيرة، فقد انتشر مقطعًا للرئيس الأمريكي جو بايدن منذ فترة، وهو يقول: “دعوت بيبي (نتنياهو) لحضور الاجتماع مع المسيح”، ظانًّا أنّ الميكرفون كان مطفئ. إذًا، أيّ مسيح يقصد؟ ستحتاج الإجابة على هذا السؤال البسيط مقالاً خاصًا سيكون من ضمن هذه السلسة، لكنّ الشاهد هنا أنّ تحرّكاتهم مبنيّة كلها ومنذ بداية التاريخ على معتقدات وتعاليم دينية سواءً كانت بالمسيحية أم اليهودية، وهي تتمحور جميعها حول بيت المقدس وبلاد الشام. ولم تكن تلك الزلّة هي الوحيدة للسياسيين الأمريكيين، وهذا غير من يصرّحون بواجبهم الديني تجاه إسرائيل بكلّ وضوح. وفي هذا المقام قال رئيس مجلس النوّاب لبلاد العمّ سام، مايك جونسون في تصريح صحفيّ له يقول بكلّ صراحة: “إسرائيل حليف حيوي لنا، أعتقد أن معظم الناس يتفهمون ضرورة هذا التمويل (26 مليار دولار لإسرائيل) إنهم يقاتلون من أجل وجودهم.. بالنسبة لنا نحن المؤمنين هناك توجيه في الإنجيل بأن نقف إلى جانب إسرائيل، وسنفعل ذلك بلا ريب وسينتصرون طالما كنا معهم“. بيد أنّه من غير المنطقيأن تضحّي دولة تعاني من تضخّم اقتصادي غير مسبوق بمصالحها كلّ هذه التضحية من أجل دولة أخرى دون اعتقاد وعقيدة راسخة أنّها من أجل شيء أعظم، تمامًا كما يضحّي الغزّيّ بنفسه وولده إيمانًا بالله واحتسابًا له! وهذا ما أكّدته الصحفية الأمريكية غريس هالسل بعد أن جابت الأرض لتجد إجابة لهذا السؤال، ممّا أضفى بها أن تكتب بإجابته كتابين: “النبوءة والسياسة، الإنجيليون العسكريون في الطريق إلى الحرب النووية” و”يد الله، لماذا تُضحي الولايات المتحدة بمصالحها من أجل إسرائيل؟“، عملان لهما أهميتهما البالغة في كشف الجوانب الأساسية لاندفاع العقل الأمريكي الإستراتيجي لدعم إسرائيل بعمى إستراتيجي عجيب! ومن الجدير بالذكر أنّ غريس هالسلصرّحت أيضًا قائلة: “إنه يتضمنُ نبوءات تهز الدنيا، فمعركة هرمَجدون (وادي مجيدون) في موقعها، ويمكن أن تقع في أي وقت لتحقيق نبوءة حزقيال، إنها على استعداد لأن تحدث، فالولايات المتحدة تقعُ في هذا المقطع من نبوءة حزقيال، ونحن على استعداد“.
قد يستبعد البعض كلامي وربطي هذا، إيمانًا منه أنّ قلعة الرأسمالية والعلمانية أمريكا لن تكترث أبدًا بنبوءات دينية عمرها آلاف السنين، وجوابي هو أنّ الرأسمالية والعلمانية ما هم إلا أدوات للتحكّم بعقول الشعوب وتوجّهاتها، وإبعادها عن دينها أيًّا كان، حتّى تخلو الساحة بعدها لتحقيق أهدافهم الخبيثة. وبما لا يدع مجالاً للشكّ أنّ الشعب الإسرائيلي يكشف هذه الأجندات بتصرفاته الرعناء، فمثلاً، أقرّ رجل دين يهوديّ في مقابلة في قناة الجزيرة، بأنّ الهيكل المزعوم الذي يودّون بناءه على أنقاض بيت المقدس إنّما هو لإله بعين واحدة يسمّونه بمهندس الكون الأعظم. وأخيرًا، عودةً وربطًا بديننا الحنيف، فكلّ ما سبق واضح في أحاديث نبيّنا عليه الصلاة والسلام لمن يقرأ، كحديثه: {إني رأيت كأن عمود الكتاب انْتُزِعَ من تحت وسادتي فأتبعته بصري فإذا هو نور ساطع عُمِدَ به إلى الشام، ألا وإن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام}. وفي حديث آخر أخبرنا الرسول عليه الصلاة والسلام أنّ الشام هي “مفتاح الساعة”: {الشام أرض المحشر والمنشر}، هم يعلمون جيّدًا ونحن مغيّبون جدًّا!
من قائدهم؟
الجواب سيكون في مقال مستقلْ تابع لهذه السلسة، لكن حرّي بي القول أنّ قائدهم هذا هو الذي قال جو بايدن أنّه سيجتمع به مع بيبي نتنياهو لمناقشة الأحداث وإدخال المساعدات. وقائدهم هو نفسه الذي سيبنون من أجله الهيكل المزعوم فوق أنقاض المسجد الأقصى، وهذا القائد أيضًا هو قائد الشرّ المطلق الذي لطالما نبّهنا منه الله سبحانه وتعالى، وهو الحاكم الحقيقي للعالم الآن، ولهذا يسمّونه: مهندس الكون الأعظم. وكما في كلّ الأقوام السابقة، فسيأتي أمر الله ليفسل الخبيث من العالم بطوفانٍ عظيم قد بدأ في السابع من أكتوبر، ٢٠٢٣، والسبيل الوحيد للنجاة منه هو مركب العودة إلى الله ودينه، والإعداد الروحي للقادم، وهذا تحديدًا يعدّ لأمّتنا بمثابة “مركب نوح”.
تلخيصًا لما سبق، نحن على طريق الملحمة الكبرى. فما حصل من تغيرات خلال عام واحد منذ بدء الطوفان، ما هو إلا دليل واضح على أنّ الأحداث متسارعة تسارع مخيف، وأنّ الحال قد ينقلب في لحظة أينما كنت. فلا يغرنّك استقرار المكان الذي تقبع فيه، ولا تحصر عقلك وتفكيرك بين جدران بيتك الآمن ورفاهياتك التي قد تبدو بأنّها ستدوم دهرًا. قم وافتح كتب الأوّلين وتفقّه بالفتن، واقرأ ما ورد في أحاديث نبيّنا عن زماننا، العلم موجود وتعليمات النجاة موجودة أيضًا لمن يبحث. فنحن في زمن لم يبقَ فيه متّسع، فإمّا أنت مع الحقّ، أو أنّك مع الباطل، ومن اختار الحياد والخنوع والخذلان فهو محسوب على الباطل!