فنون

ترشّح لـ 11 جائزة أوسكار، ومنها لأفضل فيلم: The Turning Point

سبتمبر 28, 2024

ترشّح لـ 11 جائزة أوسكار، ومنها لأفضل فيلم: The Turning Point


فيلم “The Turning Point” أو “نقطة التحول” الذي أُنتِج في عام 1977 هو من أجمل وأروع أفلام حقبة السبعينيّات بالنسبة إليّ، وقد يعود ذلك لكون قصته تتوغل في عالم المسرح والباليه والموسيقى الكلاسيكية و”تشايكوفسكي” و”بحيرة البجع” و”الأميرة النائمة” و”آنا كارنينا” و”روميو وجولييت” و”جيزيل” و”دون كيخوته”، انتهاءً بـ “شوبان”.

 

الفيلم من إخراج “هيربرت روس”، وقد كتب نصّه السينمائي “آرثر لورنتس”، الذي أتحفنا في عام 1956 بنصّه الرائع لفيلم “Anastasia”، وتدور أحداث الفيلم حول امرأتين مهووستين بالباليه.”ديدي” استغنت عن حلمها في أن تكون راقصة باليه وقطعت مسيرتها إثر حملها، فكرّست حياتها لزوجها وأسرتها.

 

“إيما” واصلت حلمها، وأصبحت نجمة باليه شهيرة، ولكن بعد أن تقدّمت في السن، تبدأ نجوميتها بالتلاشي بشكل تدريجي. الآن كل واحدة منهما تريد حياة الأخرى، وتشعران بالندم على الأمنيات والفرص الضائعة. تتعقد الأمور حين تقرر “إميليا”، ابنة “ديدي” الشابة، أن تصبح راقصة باليه، وبذلك تُفتح الجروح القديمة وتتدفق ذكريات الماضي.

 

الفنانة الراحلة “آن بانكروفت” هي سر جمال الفيلم بأدائها المدهش لشخصية “إيما”، فقد أبدعت كعادتها، وأعتبره ثاني أجمل أداء لها بعد الفيلم العظيم “The Miracle Worker”، الذي نالت عنه جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة في عام 1962.

 

الفنانة “شيرلي ماكلين” أيضًا أبدعت في أداء شخصية “ديدي”، ولا أنسى بقية الممثلين، بمن فيهم “ميكائيل باريشنيكوف” بشخصية راقص الباليه الروسي “يوري”، و”ليزلي براون” بشخصية “إميليا”، و”توم سكيريت” بشخصية “وين”، و”مارثا سكوت” بشخصية “آدليد”.


استمتعت كثيرًا بخط سير القصة والأحداث التي مزجت الدراما والرومانسية والموسيقى بشكل متناغم وجميل، مروراً بالجوانب الفنية الأخرى كالتصوير والمونتاج ومواقع التصوير والأزياء والموسيقى وعروض الباليه. المخرج “هيربرت روس” أبدع برؤيته الفنية، والجدير بالذكر أنّه في نفس العام أيضًا أخرج الفيلم الجميل “The Goodbye Girl”، وكلاهما اكتسح ترشيحات الأوسكار.


هذا الفيلم يحمل رقمًا قياسيًّا بكونه ترشّح لأكبر عدد من جوائز الأوسكار دون فوز، وبالتحديد 11 جائزة، وحدث هذا الأمر لاحقًا مع الفيلم الرائع “The Color Purple” للمخرج “ستيفن سبيلبيرغ” بترشّحه لنفس عدد الجوائز دون الفوز بأيٍّ منها.


الجوائز التي ترشّح لها هذا الفيلم هي لأفضل فيلم وأفضل إخراج وأفضل نص سينمائي أصلي وأفضل ممثلة “آن بانكروفت” وأفضل ممثلة “شيرلي ماكلين” وأفضل ممثل مساعد “ميكائيل باريشنيكوف” وأفضل ممثلة مساعدة “ليزلي براون” وأفضل تصوير وأفضل مونتاج وأفضل تصميم مواقع وأفضل تحرير صوتي.


قبل اختيار “آن بانكروفت” لشخصية “إيما” وقع الاختيار على الفنانة الراحلة “أودري هيبورن” وقد أُعجِبَت بالنص السينمائي والشخصية، ولكنها رفضت العمل لظروفٍ ما، وبعدها بأعوام عبّرت عن ندمها الشديد على قرارها، وخاصّة أنها درست الباليه حين كانت صغيرة، وشخصية “إيما” كانت فرصتها الثمينة للعودة إلى ساحة السينما بعد انقطاعها عن التمثيل لأكثر من 9 أعوام.


من المؤسف أن الفيلم ظل مغمورًا ولم يحظَ بالاهتمام والتقدير اللذين يستحقهما، بالرغم من أنّه حقّق نجاحًا لافتًا في وقت عرضه بإيرادات تقارب 26 مليون دولار في شبّاك التذاكر في أمريكا، ولكن أعتقد أن الكثيرين منكم لم يسمعوا عن هذا الفيلم أو شاهدوه.


إنه بالتأكيد يستحق المشاهدة، ويكفي وجود اثنتين من أعظم نجمات هوليوود: “آن بانكروفت” و”شيرلي ماكلين”، ومشاهدتهما معًا على الشاشة هي متعة ساحرة وتفوق الوصف.



شارك