فنون

فيلم فائز بـ 4 جوائز أوسكار، ومنها لأفضل فيلم.. No Country For Old Men

نوفمبر 29, 2025

فيلم فائز بـ 4 جوائز أوسكار، ومنها لأفضل فيلم.. No Country For Old Men

“No Country For Old Men” أو “لا وطن للمسنّين” الذي أُنتِج في عام 2007، هو واحد من أروع أفلام الجريمة والإثارة التي شاهدتها على الإطلاق، وقد قام بإخراجه الأخوان “جويل كُوِين” و”إيثان كُوِين”، كما كتبا معًا النص السينمائي باقتباسه من رواية شهيرة تحمل الاسم نفسه للكاتب “كورماك ماكارثي”.

تدور أحداث الفيلم في شرق مدينة تكساس في عام 1980، مع الجندي السابق والصيّاد “لِلُوِين موس” الذي يذهب في رحلة صيد في الصحراء ويجد ما لم يتوّقعه أبدًا، فقد كانت هناك صفقة مخدّرات بين طرفين لم تتم بنجاح، والمكان غارق في الفوضى والدماء ولم يبقَ أحدٌ على قيد الحياة، ويتجوّل “لِلُوِين موس” في مسرح الجريمة ويعثر بداخل إحدى السيارات على حقيبة تحوي مبلغًا طائلًا من المال، وتحديدًا مليونَيّْ دولار.

“لِلُوِين” الصيّاد الفقير الذي يعيش في مقطورة صغيرة مع زوجته الساذجة “ماري جين” يشعر أنّه وجد كنزًا لا يمكن التفريط به، فينتهز الفرصة بعدم وجود أيّ شخص في المكان لجعل المليونَيْ دولار من نصيبه، دون أنْ يُدرِك ما سيحدث له من عواقب وخيمة، فهناك عصابة مكسيكية تريد استرداد المال، وأيضًا هناك “أنتون شيغور”.

“أنتون شيغور” هو قاتل شرّير متبلّد المشاعر، ويسير في شوارع تكساس بنظراته الباردة وابتسامته الصفراء المخيفة ويحمل معه سلاحًا غريبًا، وهو عبارة عن أسطوانة هواء مضغوط بأنبوبٍ صغير وفوّهة، ويقتل به معظم من تقع عيناه عليه دون رحمة أو شفقة، وأحيانًا يقرّر مصير ضحاياه برمي قطعة نقدية في الهواء ليرى على أيّ وجهٍ ستقع.

رئيس الشرطة “إد توم بيل” أصبح رجلًا مسنًّا ويوشك على التقاعد، ويشعر باستياءٍ شديد من تفاقم الإجرام والعنف في مدينته، ولم يستطع القبض على “أنتون” الذي كان هاربًا من العدالة منذ أعوامٍ طويلة، وكذلك القاتل المأجور “كارْسون ويلْس” يتم تكليفه من قِبَل رجل أعمال لتعقّب “أنتون” والقضاء عليه، واسترداد المال المفقود، فتتعقّد الأمور كثيرًا.

يُدرُك “لِلُوين” لاحقًا أنّه جنى على نفسه ودخل بوابة الهلاك بسرقته للمال، فتنقلب حياته رأسًا على عقب، ويشعر بالخوف في كلّ لحظة، فينتقل من فندق إلى آخر للاختباء من “أنتون” الذي يتعقّبه دائمًا ويتحرك معه بنفس الوتيرة، ويلازمه في ظلِّه كالموت.

الفيلم من بطولة “جوش بْرولين” بشخصية “لِلُوِين موس”، و”خافْيير بارْدِم” بشخصية “أنتون شيغور”، و”تومي لي جونز” بشخصية “إد توم بيل”، و”وودي هارِلْسون” بشخصية “كارْسون ويلْس”، و”كيلي ماكْدونالْد” بشخصية “ماري جين”، وقد أبدعوا جميعًا.

حين قام الأخوان “كُوين” بعرض شخصية “أنْتون شيغور” على “خافيير باردم”، قال لهما “أنا لا أقود سيّارة وأتحدث الإنجليزية بشكل سيئ وأكره العنف”، وكان ردّ الأخَوِين “كُوِين”: “لهذا السبب اخترناك”، وبالفعل كان اختيارًا موفّقًا، وأدّى الشخصية بكل إتقان، ورسَخَت في ذاكرة الجمهور كواحدةٍ من أشهر الشخصيات الشريرة في تاريخ السينما.

فاز الفيلم بـ 4 جوائز أوسكار، لأفضل فيلم وأفضل إخراج وأفضل نصّ سينمائي مقتبس وأفضل ممثل مساعد “خافيير باردم”، ليكون أول ممثل إسباني يفوز بالجائزة على الإطلاق، وترشّح الفيلم أيضًا لـ 4 جوائز أخرى، لأفضل تصوير وأفضل مونتاج وأفضل تحرير صوتي وأفضل مؤثرات صوتية.

استخدام الموسيقى التصويرية في الفيلم كان محدودًا جدًّا طوال أحداثه، فقد ظلّ معتمدًا على الأصوات الطبيعية والصمت المخيف وهو يختبر المشاعر الإنسانية العادية التي تواجه الظلم والشر، بقصةٍ تستحضر عناصرها بعناية فائقة: الوقت، والمكان، والشخصيات، والأمور الأخلاقية وغير الأخلاقية، والطبيعة البشرية، والمصير المحتوم، والأحداث تتصاعد بدقّة شديدة، وتجعل المُشاهد يترقّب ما سيحدث في المشهد القادم.

شارك

مقالات ذات صلة