أدب

نغزوهم لأول مرة..

مايو 26, 2024

نغزوهم لأول مرة..

هناك حيث المسجد الأقصى؛ حيث الذكر والقرآن والصلوات، حيث الرباط والدعاء والثبات، يخطط الكيان الصهيوني المتعجرف بيمينه المتطرف للاعتداء على المسجد الأقصى واقتحامه بالقوة وضرب الرجال والنساء.. يتكرر المشهد مرارا والأمة في صمت عميق، يئن المسجد الأقصى ولا يسمعه الزعماء، لكن هناك رجال أحرار يعظمون شعائر الله ويبكون لبكاء الأقصى.. رجال عملوا بقول الله تعالى: “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم”.

وحينها؛ أعدوا الرجال قبل كل شيء وأعدوا الأجيال، ثم أعدوا واستعدوا، رغم الحصار ومراقبة الطائرات الزنانة، وشبكات وأجهزة التجسس الاستخباراتية.. نجحوا ببناء غزة الجهادية، دولة الأنفاق الربانية بمعدات بسيطة، وعقول عظيمة، نجحوا بالعلم والعزيمة من تصنيع أسلحةفتكت بأحدث جيش في المنطقة.. ثم خططوا وانطلقوا ببركة الله بطوفان الأقصى، طوفان غزي مقدسي، يهز العالم كله.. ولأول مرة نغزوهم بعد 76 سنة من الذل والهزائم.

عم طغيان وظلمٌ

قد بكى الأقصى أنينا

قد علا منهُ نداءٌ

فأتينا ثائرينا

جاءهم طوفانُ نصرٍ

أغرقَ الجيش اللعينا

….

ما رميتُم إذ رميتُمْ

إنما اللهُ رمى

لعنةُ العقدِ أتتهم

سوفَ يفنوا قسما

….

غزةٌ قبرٌ لجيشٍ

جُندهُ أمسوا طحينا

وبِبُعد الصفر يلقوا

حتفهم مجندلينا

فجنود الله صاروا

لعدوي قاهرينا

….

أيها القسامُ أنتم

رايةُ الجهادِ فينا

حيثُما ثَقفتُموهُم

فاقتلوهُم أجمعينا

جَدّدوا خيبرَ فيهم

وخُذوا ثأرَ نبينا

….

إن هذا الشعب حرٌ

هدَّ عرشَ الظالمينا

بثباتِ الصحبِ سادوا

والهُداةِ التابعينا

بكتابِ اللهِ يُتلى

في صُدورِ الحافظينا

….

أرضنا في القلبِ عشقٌ

نحن أوفى العاشقينا

يا فلسطينُ أريهم

في هواكِ المفتدينا

دمنا للهِ يسري

واتخذنا العزّ دينا

….

ومن الطوفان خرجت غزة وفلسطين من حدود المنطق والحسابات الدنيوية.. خرجت غزة من كونها قضية تخص العرب والمسلمين إلى قضية كل الأحرار في العالم.. إلى ثورة عالمية على الصهاينة وزعماء الصهيونية.. ومن حقنا أن نتساءل: لماذا اتحد العالم لتركيع غزة؟! ولماذا حشدت شياطين الأرض وكل طغاة العالم كل هذا الإجرام لتركيع غزة، ولماذا أجبروا كل المنافقين التابعين لهم بأن ينزعوا ثوب النفاق وأن ينضموا للمعسكر الصهيوني وأن يعملوا على خنق غزة وإبادة أهلها؟! لأن غزة قامت عمليا وواقعيا بتشكيل النموذج الإسلامي الحر، فلا خوف إلا من الله وحده، واللجوء إليه وحده، والتوكل عليه وحده، والاعتصام بحبله، والعمل بكتابة والرضى بقدره، والثقة بوعده، والعبودية لله الذي ينصر عباده حتى لو خذلتهم كل الأسباب الدنيوية.

هذا النموذج ولأول مرة منذ عقود يخرج عن عصا النظام العالمي المجرم، ويخرج وينتصر رغم قلة إمكاناته على الصهاينة ومن خلفهم أمريكا والغرب. نموذج بسيط وعظيم في نفس الوقت، والسر فيه أن رجاله يعيشون لأجل لا إله إلا الله ويموتون فداءً لدين الله.

اللهم انصر غزة وأهلها ومجاهديها، وثبتهم ومكن لهم وانتقم من الصهاينة والمتصهينين.

انتهى،،،،
شارك

مقالات ذات صلة