آراء
سأترك المجاز والسجع وتركيب الجمل ونسج العبارات على جانب الطريق، فإن أقرب مسافة بين النقطتين هو الخط المستقيم، فيوم أن اعوج ميزان الحقيقة وصار لشذاذ الآفاق كفة توزن بها أقوالهم أمام أهل الحق كان لزاماً أن نأتي بالميزان الحقيقي الذي يزن سمومهم وقيح ما تفيض به قلوبهم، فوالله الذي رفع سماءه بلا عمد إنه لقادر على أن ينزل شهبه وصواعقه على كل أفاك منهم، ولكن حكمة الله ماضية بأن يبقيهم حتى يعرف الحق بنقيض ما تكن صدورهم وتنطق به ألسنتهم وتخطه أياديهم المسمومة.
إن من حقائق الله التي لن تغيب عن كل حقبة زمنية هي وجود المنافقين والمرجفين والطابور الخامس في صفوف الأمة الإسلامية، وفي كل زمن يأتي نفاقهم وخبثهم ودناءة فعلهم بأشكال عدة، واليوم قد تجلت صفاتهم وظهرت خبايا نفوسهم على أقبح شكل وصورة حتى صار تصهين مقيت كريه يضاهي بنجاسته جميع النجاسات المعلومة وغير المعلومة، ولذلك فإن (الصهيونوميتر) هو المقياس الذي يقيس مدى غرق الفرد أو المؤسسة بوحل التصهين القذر، وحتى تسمى الأمور بمسمياتها ولا تبقى الحروف بلا نقط فإني سأبين علامات التصهين في نقاط متسلسلة:
أدرك تمام الإدراك أن صهاينة المشرق والمغرب لا يوجد حد للسفالة والانحطاط التي قد تصل إليه أقوالهم وأفعالهم، فقد عجت وضجت وسائلهم الإعلامية وحساباتهم ومجالسهم بكل عبارات التشفي والفرح بعد استشهاد الأسد المغوار القائد المجاهد يحيى السنوار تقبله الله في عليين، فعلى الرغم من رواية بني صهيون الرسمية أن القائد الشهيد كان يذيقهم بأس الله في الصفوف الأمامية في معارك رفح وغيرها من نقاط الاشتباك في قطاع غزة إلا أن المتصهينين لقلوبهم التي تفيض غيظاً على الإسلام والجهاد مآرب أخرى في تزييف الحقيقة، ولكن الله بقدرته كان لهم بالمرصاد، فقد كشف الله باستشهاد السنوار وهن ما نسجوه من خيوط المنظومة الصهيونية المعرفية والثقافية والإعلامية في هذا الزمن، والله غالب على أمره ولكن صهاينة المشرق والمغرب لا يعلمون.
إن (لصهيونوميتر) هو مقياس نستطيع من خلاله أن نميز بين الصديق من العدو وإن تحدث بنفس لغتنا، ولبس نفس لباسنا، بل وحتى وإن صلى وصام وقام بيننا، فنبينا عليه أتم الصلاة والسلام قد بين أن من صفات المنافقين ومن على شاكلتهم استقلال المصلحون وأهل الحق صلاتهم وصيامهم إلى صلاة وصيام المنافقين، وقد يظهر المنافق من العبادات ما يفوق عبادة غيره من عباد الله، فكونوا يا أهل الحق أقوياء في مواجهتكم لهؤلاء الصهاينة، فإن من أهم عوامل تحقيق النصر إبقاء الوعي حياً وعدم الانخداع بما يطرحون ويقولون، ورحم الله شهيدنا السنوار وأخلف على الأمة والمقاومة الفلسطينية خيرا.