آراء

الصهيونوميتر

أكتوبر 21, 2024

الصهيونوميتر


سأترك المجاز والسجع وتركيب الجمل ونسج العبارات على جانب الطريق، فإن أقرب مسافة بين النقطتين هو الخط المستقيم، فيوم أن اعوج ميزان الحقيقة وصار لشذاذ الآفاق كفة توزن بها أقوالهم أمام أهل الحق كان لزاماً أن نأتي بالميزان الحقيقي الذي يزن سمومهم وقيح ما تفيض به قلوبهم، فوالله الذي رفع سماءه بلا عمد إنه لقادر على أن ينزل شهبه وصواعقه على كل أفاك منهم، ولكن حكمة الله ماضية بأن يبقيهم حتى يعرف الحق بنقيض ما تكن صدورهم وتنطق به ألسنتهم وتخطه أياديهم المسمومة.

 

إن من حقائق الله التي لن تغيب عن كل حقبة زمنية هي وجود المنافقين والمرجفين والطابور الخامس في صفوف الأمة الإسلامية، وفي كل زمن يأتي نفاقهم وخبثهم ودناءة فعلهم بأشكال عدة، واليوم قد تجلت صفاتهم وظهرت خبايا نفوسهم على أقبح شكل وصورة حتى صار تصهين مقيت كريه يضاهي بنجاسته جميع النجاسات المعلومة وغير المعلومة، ولذلك فإن (الصهيونوميتر) هو المقياس الذي يقيس مدى غرق الفرد أو المؤسسة بوحل التصهين القذر، وحتى تسمى الأمور بمسمياتها ولا تبقى الحروف بلا نقط فإني سأبين علامات التصهين في نقاط متسلسلة:

 

  • تجاهل المبادئ والأصول الرئيسية في طبيعة العلاقة بين المسلمين وكل مغتصب لأرضهم، وعدم بناء أسلوب عيش المسلم لحياته وفقاً للأحكام الشرعية التي يجب أن تكون هي الخطوط الحمراء لأفعاله وأقواله وقناعاته، فمن لا يرضى بشرع الله فيصلاً في حياته ضد الصهاينة فهو متصهين.
  • الفرح بتكالب الأعداء واجتماعهم على أمة الإسلام والنيل من أراضيها ومقدساتها دون تحريك ساكن، فمن يتشفى بفقد المسلمين لجزء من أراضيهم أو ممتلكاتهم ومقدساتهم لصالح الصهاينة فهو متصهين.
  • تسفيه وتحقير قضايا المسلمين وجراحاتهم، واعتبار ما يصيبهم من أعداء الإسلام والتحالف الصهيوني العالمي هو أمر لا ينبغي أن يكون أولوية يجعلنا نعرض أنفسنا ومصالحنا للخطر بدفاعنا عن قضايا المسلمين، فمن قدم مصلحته على قضايا أمته فهو متصهين.
  • التحريض والتأليب على الاعلاميين ورجال الدين والمفكرين والأدباء والناشطين السياسيين والحقوقيين والعاملين في القطاع الإنساني والخيري المدافعين والعاملين لأجل نصرة قضايا المسلمين ضد الآلة الصهيونية الإرهابية، فمن يكون سكيناً تطعن في خاصرة أشراف الأمة فهو متصهين.
  • الفرح والابتهاج والتبشير بموت واستشهاد المجاهدين والقادة على يد سلاح الغدر الصهيوني ومن يموله، فمن يفرح ويصف المجاهدين المدافعين عن شرف الأمة ومكانتها بأوصاف الإرهاب والتخريب ونحوها فهو متصهين.
  • تبلد المشاعر وقسوة القلب، وصرف الانتباه وعدم الاكتراث بحجم الألم والمعاناة وكمية الدماء التي تسيل من المسلمين بفعل الصهاينة ومن يمولهم من تحالف الشر والإرهاب، فمن لا ينكسر قلبه على حال أمته ولا تذرف عيونه الدمع عليهم فهو متصهين.
  • التعامل والتعاطي مع أعداء الإسلام من ممولي الكيان الصهيوني بالسلاح والغذاء والدواء، وإظهار مشاعر الافتخار والاعجاب بما يحققونه من منجزات في شتى المجالات، وعدم اظهار مشاعر البغض والكره لبشاعة الجرم الذي يقومون به من تمويل لقتلة الأبرياء في فلسطين، وعدم اعتبار المقاطعة سلاحاً فتاكاً يهد من اقتصاديات الكيان ومن يموله فمن لا يكون لديه موقفاً جاداً وحاسماً بتغيير موقفه تجاه هؤلاء الأعداء فهو متصهين.
  • الرضوخ إلى موازين القوى المادية وأنها هي الأساس في حسم المعركة بين الإسلام وأهل الحق مع الكيان الصهيوني الإرهابي ومن يقف معه من أهل الباطل، والتسليم بالرواية الصهيونية الإعلامية سواء كانت ناطقة باللغة العبرية أو العربية أو غيرها من اللغات، وتحييد قدرة الله وعظمته وموازينه واعتبارها عوامل لا تأثير لها في معركتنا مع الصهاينة، فمن سلم نفسه لطوق رواية الأعداء برضاه فهو متصهين.
  • ممارسة الإرهاب الفكري ضد كل رافض لتكوين العلاقات والتفاهمات مع الكيان الصهيوني في الجوانب الاقتصادية أو الثقافية أو الإعلامية ونحوها من تلك التفاهمات، والتطاول من قبل أنجس أنواع الذباب المنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي تجاه كل من لا يعترف بالكيان المسخ ودولته المزعومة وحقه في الأرض التي اغتصبها، فكل واحد من هؤلاء الإرهابيين هو متصهين.
  • التطاول على رجال المقاومة الشرفاء بالرسومات والمقالات والتغريدات، والطعن المستمر بخيارات الشعوب التي اتخذت قرار المقاومة ضد المحتل الصهيوني وتقزيم إنجازاتها، وتحوير نتائجها وانتصاراتها عن مسارها، فكل كذاب أفاك مزيف للحقيقة هو متصهين.

أدرك تمام الإدراك أن صهاينة المشرق والمغرب لا يوجد حد للسفالة والانحطاط التي قد تصل إليه أقوالهم وأفعالهم، فقد عجت وضجت وسائلهم الإعلامية وحساباتهم ومجالسهم بكل عبارات التشفي والفرح بعد استشهاد الأسد المغوار القائد المجاهد يحيى السنوار تقبله الله في عليين، فعلى الرغم من رواية بني صهيون الرسمية أن القائد الشهيد كان يذيقهم بأس الله في الصفوف الأمامية في معارك رفح وغيرها من نقاط الاشتباك في قطاع غزة إلا أن المتصهينين لقلوبهم التي تفيض غيظاً على الإسلام والجهاد مآرب أخرى في تزييف الحقيقة، ولكن الله بقدرته كان لهم بالمرصاد، فقد كشف الله باستشهاد السنوار وهن ما نسجوه من خيوط المنظومة الصهيونية المعرفية والثقافية والإعلامية في هذا الزمن، والله غالب على أمره ولكن صهاينة المشرق والمغرب لا يعلمون.


إن (لصهيونوميتر) هو مقياس نستطيع من خلاله أن نميز بين الصديق من العدو وإن تحدث بنفس لغتنا، ولبس نفس لباسنا، بل وحتى وإن صلى وصام وقام بيننا، فنبينا عليه أتم الصلاة والسلام قد بين أن من صفات المنافقين ومن على شاكلتهم استقلال المصلحون وأهل الحق صلاتهم  وصيامهم إلى صلاة وصيام المنافقين، وقد يظهر المنافق من العبادات ما يفوق عبادة غيره من عباد الله، فكونوا يا أهل الحق أقوياء في مواجهتكم لهؤلاء الصهاينة، فإن من أهم عوامل تحقيق النصر إبقاء الوعي حياً وعدم الانخداع بما يطرحون ويقولون، ورحم الله شهيدنا السنوار وأخلف على الأمة والمقاومة الفلسطينية خيرا.


شارك

مقالات ذات صلة