أدب
أعترف لك عزيزي القارئ أنني أحيانًا أزهد في حرفة الأدب والأدباء والشعر والشعراء وسِيَر المؤلِّفين والكُتّاب، وهُم مَن قضيت معهم ريعان شبابي حتى بدأ يظهر الشيب في شعري، وقد أحببت هؤلاء القوم وأشفقت عليهم من تجاربهم وقوة الألم الذي يعتريهم فيتحوَّل إلى كلمات عابرة للأجيال هي أدب بليغ.
وقد جرَّبتُ أن أنزوي عنهم وعن أوهامهم وأزهد في ما يكتبونه، وأن أراهم بعين الغريب وأتخيل لنفسي حرفة وصنعة غير الدوران في فَلَكِهم، فلم أُفلِح. ثم أعود إليهم وأنا متشوِّق إلى أدبهم وحكاياتهم، وأفتح صفحات الكتاب في سَكِينة عن ضجيج العالم وثرثرة البشر التي لا تنتهي، وأُرهِف السمع لنصوصهم وشِعرهم وسِيَرهم وأفكارهم، ولا أفقد شغفي بنتاجهم وبيانهم الذي يعبِّر عن دواخل نفوسهم أو ثمرات عقولهم، وهذا داء لا يبدو له شفاء.
هذه المقالة رحلة أَعِدُك فيها بالفوائد العجيبة والنوادر من بطون الكتب، فقد سئمتُ من مقالات الرأي والجدّ، وأخذتُ أبحث عن قصص تسلّيني بعد السأم والثقل من أمور الحياة اليومية. كنت أسجِّل هذه الجواهر في كناشتي، أي كراستي التي أضع فيها الفوائد والقصص. ولا تكُنْ مثل سامي فريد الذي أرسل إليه يحيى حقي مقالته بعنوان “كناشة الدكان” فحذف نِقَاط الشين وقال: “يبدو أنها حبر زائد من قلم حقي أو خطأ غير مقصود”، وعدّل العنوان وجعله “كناسة الدكان”، فغضب يحيى حقي، ثم أقرَّ سمير فريد على ما فعله ونشر كتابه الجميل بهذا الاسم.
في هذه المقالة سياحة وحكايات عن طه حسين، ونجيب محفوظ ويحيى حقي، وغزل دمشقي سجّلته لنا إلفة الأدلبي، ووصف الشاعر نزار قباني بعين محمد عبد الوهاب.
طه حسين وثروت أباظة
البداية مع ثروت أباظة وهو يصف القراءة لطه حسين ويصف شخصية عمّه جمال الدين أباظة، وهو كما يتضح لنا في النص مُحِبّ للشعر والأدب، فهو يحكي عنه في كتابه “ذكريات طه حسين”، وعن سفره للاصطياف معه في رأس البر، فيقول: “كنت آنذاك تلميذًا في المرحلة الثانوية، وكان يصطاف معنا عمّي المستشار جمال الدين بك أباظة، وهو رَجُل لا مثيل له في حُبّ الأدب، فقد كان يحفظ من الشعر العربي القديم والحديث حتى شوقي مقدارًا لا أعرف أنّ أحدًا من الناس استطاع حفظه، وأنا مِن الذين يُعجبون بشوقي ويحفظون كثيرًا من شعره. وكم حاولت أن أروي له من شعر شوقي، فما أُوشِك أن أبتدئ حتى يُكمِل هو القصيدة كلَّها، لا يُفلِت منها بيتًا! وكان كذلك أمره في جميع الشعر الذي سبق شوقي، فما كنت أستطيع أن أجعله يسمع إليَّ إلا إذا رويتُ له مِن الشعراء المحدَثين، مثل طاهر أبي فاشا والعوضي الوكيل وأحمد الغزالي ومحمود غنيم، وما ذلك إلا لأنه كان حين عاصر هؤلاء الشعراء قد أصبح ضعيف البصر ضعفًا لا يُمكِّنه من القراءة إلا بصعوبة شديدة. وقد قرأ جمال بك في ما قرأ “الأغاني”، وهي كما تدري حجمًا وتشعُّبَ موضوعات، وقد قرأها بإمعان حتى لقد كان يقول: إنّ صاحب الأغاني قال في أربعة مواضع منها: وسيأتي ذكر هذا في ما بعدُ. ولم يأتِ”.
ويُكمِل أباظة: “المهم أنني كُنت أقرأ لعمّي جمال بك في المصيف ما يحبّ قراءته، وكنت أجد في ذلك متعة ومنفعة، أما المتعة فمصدرها بطبيعة الحال القراءة ورفقتي لهذا العمّ الذي أحببتُه كأبٍ وأحبني كابنٍ، وأما الفائدة فإنني كنت أقيم بهذه القراءة لساني حتى أتعوَّد ألَّا أُخطئ في اللغة أو النحو إذا أنا قرأت أو تكلمت.
وفي هذا العام ظهر الجزء الثالث من كتاب “على هامش السيرة”، فكنتُ أقرؤه لعمّي جمال بك، وفي أحد الفصول بدأ الكتاب يصف مشهدًا يمهّد به للقصة التي سيرويها. وقد كان الدكتور طه يُحِبّ أن يَصِفَ، تُطاوِعُه في ذلك لغةٌ لم يعرفها العرب قبله، ولا أحسب أنهم سيعرفونها من بعده، وكان عمّي جمال بك متشوّقًا إلى أن يصل إلى القصة التي يسوقها الكتاب، وكان هذا الوصف يقف حائلًا بينه وبين القصة، فكان يَضِيق بالإطالة، ولكنه في نفس الوقت يتوق إلى أن يسمع هذه السيمفونية من الوصف التي يعزفها الدكتور طه بالكلمات، فكان يقول: “اقفز الصفحات”. وقبل أن أُطيعه يقول: “والَّا أقول لك، استمِرّ”. وهكذا تكرر تردده بين الأمرَين مرّات ومرّات، حائرًا بين رغبته في الاستمتاع باللغة ورغبته في بلوغ القصة ومعرفة أحداثها. وهكذا هو طه حسين، يُرغِم القارئ على أن يقرأ له مهما يكُن متشوقًا إلى أن ينصرف عنه، وإن كان سينصرف عنه إليه”.
ويبدو أن هذه الطريقة في الكتابة شغلت ثروت أباظة، إذ نقرأ في كتاب “الظل والحرور” سؤال أباظة للدكتور طه حسين: “كيف لم تُعجَب بأحمد شوقي وأنت صاحب هذا الأسلوب الموسيقي الرنان؟”.
قال الدكتور طه حسين: “لقد أخذتُ على شوقي أنه يُخطئ في التاريخ”. ولعل هذه الفترة التي هاجم فيها شوقي من هذه الفترات التي أَسِفَ عليها بعد ذلك. وإني ما زلت أذكر يوم أقام أبي حفل تأبين في ذكرى حافظ إبراهيم التي استمرَّت ثلاثة أيام بدار الأوبرا، ووقف المرحوم إبراهيم عبد القادر المازني ليقول: “لقد كنا أنا والعقاد نهاجم شوقي وحافظ لنقف على أنقاضهما، فلم ننَل إلا مِن أنفسُنا ومِن الحق”. وقد اعتذر الدكتور طه عن هذه الفترة وقال إنّ بعض الناس قد أغراه وهو في زهوة الشباب واندفاعه بهذا الهجوم، ويقول بعد ذلك إنه لم يأسف على شيء في حياته أسفَه على هذه الفترة وما كتب فيها من مقالات.
النجيب بعين يحيى حقي
أنتقل بك إلى أديب آخر هو يحيى حقي، حبيب المنكسرين والبلهاء والمساكين، صاحب “قنديل أُمّ هاشم”، وهي قطعة أدبية فاخرة، كتبها يحيى حقي بروحه قبل قلمه، تُعالِج قضية الشرق والغرب، لكن ما يَفتِنُني فيها هو روعة الأسلوب الخلاب واللغة الحية التي تقفز كمَشاهد أمام عينيك. كتبها عام 1939، وفيها من جمال الأدب كثير، قِصّتها وحبكتها عاديتان لكنّ فيهما كثيرًا من البراعة. سهل ممتنع. أُحِبّ أن أستمع لتسجيل القصة في حلقة من إنتاج المجمع الثقافي في أبو ظبي لهذه القصة البديعة، وفيها بعض الجمل البديعة مثل قوله: “وكلما زاد حبه لمصر، زاد ضجره من المصريين”.
انظر مثلًا إلى وصف يحيى حقي لنجيب محفوظ، فقد عمل نجيب وحقي معًا في مصلحة الفنون. مكتب نجيب بجانب مكتب حقي، يلاحظ حقي وصول نجيب إلى مكتبه في الساعة الثامنة بالضبط، وينصرف في الساعة الثانية بالضبط، كأنما هو الفيلسوف كانط المشهور بانضباطه.
وعلى قصة التزام نجيب الوقت، أذكر قصة حكاها الناقد فيصل الدراج عن ذهابه مع جمال الغيطاني إلى مجلس من مجالس نجيب محفوظ، ورأى انضباط نجيب محفوظ وهو يدخن السيجارة على رأس الساعة، ويقول تلك الجملة غير المتوقعة: “ساعة السيجارة يا جمال”، فينظر جمال إلى ساعته ويمدّ إلى الأستاذ نجيب محفوظ يده بسيجارة من نوع “كِنت”. كان الأستاذ نجيب في “تدخينه” ملتزمًا “الساعة”، لا رغبةً في التدخين.
نعود إلى تلصص حقي على نجيب محفوظ، ففي ذات يوم رأى حقي نجيب وهو في وسط الحجرة قد رفع رأسه إلى السقف، علّق حقي نظرته بجبهة نجيب، لأنه يحبّ أن يتأمل جباه رجال الفكر، ويصفها: “وضاءة كأنها إشعاع نور باطني، يداه مشتبكتان وراء ظهره، جسده مشدود كقوس المنجد، لو لمسته بإصبعك لنفضك”.
لم يحس نجيب بدخول زميله يحيى حقي غرفته، ولا شعر بوجوده، كان في عالم آخر، في حالة من التوتر الشديد يذرع الغرفة ذهابًا وإيابًا. وعرف حقي في ما بعدُ أن نجيب مقبل على تأليف روايته الجديدة بعنوان “اللص والكلاب”. حضر حقي لحظة مهمة في فكر المبدع، كان نجيب قد جمع مواده الرئيسية في ذهنه، وهو الآن في لحظة هندسة العمل ووضع الأشياء في أماكنها متناسقة مسلسلة بعضها يأخذ برقاب بعض.
غزل دمشقي
ونُتوِّجُ هذه السياحة بقصة من دمشق وسوريا. قرأتُ هذا المقطع البديع والمميز بظرفه للأديبة السورية إلفة الإدلبي من مدونة لكاتب اسمه سياف، حيث تنقل فيه شيئًا من مشاهد الحياة في حارات دمشق في ريعان شبابها، وكتابها بعنوان “عادات وتقاليد الحارات الدمشقية القديمة”، وقد صوّرت هذا الكتاب النادر ورفعته في محيط الإنترنت لعله ينفع محبي الأدب أو يتحمس ناشر لإعادة طباعته.
تقول الكاتبة: “أنا بنت حارة السكّة، تزوجتُ في حيّ المهاجرين، فكنت حين آتي لزيارة أهلي آخذ الترام النازل من المهاجرين، وأنزل منه في موقف له قرب مدخل حارة السكّة وأمام دار الطيّب الذكر المرحوم الدكتور محمد الطرّاب، وكان شابًّا مرحًا أنيس الوجه، ولكنّ المسكين كان قد فقدَ ساقه في حادث سيّارة، فكان يضع حلّة الذُّرَة بين الدكاكين.
كان محمد الطرّاب هذا يقف أمام حلّة الذُّرَة، واضعًا عكازه تحت إبطه، يقلّب عرانيس الذُّرَة بملقط ويغازل المارّات بندائه على الذُّرَة، فإذا مرّت سيدة ذات قوام جميل كان ينادي وهو يُلوِّح بأطول عرنوس ذُرَة بيده: “ريته يسلم ها الطول يا دُرَة”!
لا مأخذ عليه أبدًا، فهو ينادي على الذُّرَة!
وكنت مغرمة بنداءات محمد الطرّاب هذه، حتى حفظتُها كلَّها. وقد تمرُّ أحيانًا سيّدة قصيرة ولكنها جميلة، لأن الحجاب بدأ يَشِفُّ في أوائل الأربعينيات حتى أصبحت تظهر من خلاله معالم الوجه واضحة تمامًا. فكان ينادي لها محمد الطرّاب: “والله حلوة ومكبّسة ها الدُّرَة”!
بعد قليل تمرُّ فتاة في أوّل طلعتها، حديثة عهد بالحجاب، فإذا محمد الطرّاب ينادي: “طاب أوانك يا دُرَة، والله طاب”!
أمّا إذا مرّت سيدة جميلة ولكنها متقدّمة بالسن قليلًا، فإنه ينادي: “تعالَ وَدّع، الأكلة والوداع”!
وعندما تمرُّ سيدة شقراء كان ينادي لها: “شعرك شباشيل الدهب يا دُرَة”!
ولكن عندما تمرُّ سمراء جميلة لا يُعفيها محمد الطرّاب من غزله، فكان ينادي لها: “سمرا ومزكّاية هالدُّرَة”!
والذُّرَة المسلوقة عمرها ما كانت سمراء!
وعندما تمرُّ فتاة ليست جميلة ولكنها لعوب، يُسمَع لنقراتِ كعبها العالي على الرصيف عربداتٌ موزونة، فإنه يتأملها مليًّا ثم يصرخ: “تعالَ اتفرّج، لهاليبو ها الدُّرَة، والله لهاليبو”!
كان أصحاب الدكاكين كلّما نادى محمد الطرّاب تركوا الميزان والزبائن ومدُّوا رؤوسهم من دكاكينهم ليروا هل ينطبق النداء على السيّدة المارّة أم لا.. حتّى السمّان أبو صادق الطرودي، الرجل الوقور المعدّل المتّزن، كان أيضًا يترك الزبائن ويمدّ رأسه من دكانه ويُعاين السيّدة المارّة بنظرات فاحصة، فإذا وجد أنّ النداء جاء في محلّه هزّ رأسه هزّات رضا، وعاد إلى عمله.
أما عندما كنت أمرُّ فإنّ محمد الطرّاب كان يغُضُّ الطَّرْف ويصمت عن النداء. ولو مرَّتْ في أثناء مروري سيّدة تستحقُّ أن ينادي لها فإنه يظلُّ صامتًا حتى أدخلَ بيتنا. وكان لا يبعد عن حلّة الذُّرَة إلا قليلًا، خشية أن يقع التباس، فالقضيّة حساسة جدًّا، أنا بنت الحارة، بنت فلان وأخت فلان وفلان، ولو سكنتُ في حيّ آخر فسأظلُّ متمتعةً بهذا الامتياز، أي أنا بمثابة أخت لمحمد الطرّاب، عِرضه عِرضي.
ذات مرّة أتيت لزيارة أهلي، نزلت من الترام، وكنت آتي من جهة الغرب، ووجْه محمد الطرّاب متجهٌ نحو الشرق، فلا يراني حتّى أمرّ من أمامه، وإذا بإحدى صديقاتي تبرز من الحارة التي كانت على كتف دكان الحمصاني سعدو قزازيّة، وتمرُّ من أمام حلّة الذُّرَة وتقف عند موقف الترام، أي إلى جانب محمد الطرّاب، تنتظر الترام الصاعد إلى المهاجرين، وكانت صديقتي هذه من أجمل بنات دمشق وأكثرهنّ أناقة.
وقفتُ أنا متوارية خلف عمود كهرباء بحيث لا تراني هي ولا يراني محمد الطرّاب، لأنه لو رآني فسيصمت عن النداء. وكنت حريصة جدًّا على سماع ماذا سينادي لصديقتي الجميلة هذه. وأذكر أنها كانت في العشرين من عمرها وترتدي معطفًا أبيض، وقد أسبلت على وجهها نقابًا كُحليًّا من الموسلين الشفّاف جدًّا راح ينشر على وجهها ظلالًا بنفسجية فاتحة تزيد جمالها جمالًا.. راح محمد الطرّاب ينظر إليها صامتًا، مصوّبًا نظره نحوها وعكازه تحت إبطه، ذاهلًا مأخوذًا، في عينيه ابتهالات كأنه صوفيّ يتعبّد في محراب، يتأمل بخشوعٍ القوامَ الفارع المتناسب، والشعر الأشقر اللامع، والعينين الزرقاوين المشعّتين. وكان الخضري مَجمِجها يمدُّ رأسه من الدكّان ويصرخ، وكانت في صوته خنّة، قائلًا: “محمد! ما تنادي! ولك شو صار لك؟!”.
محمد أُرتِجَ عليه، لم يَعُدْ يجدُ في قاموسه صفةً تليق بهذا الجمال الصارخ الواقف إلى جانبه، إلى أن وصل الترام وهمّت السيّدة بالصعود إليه، عندئذٍ أسعف الله محمد الطرّاب فصرخ بكل ما لديه من قدرة على الصراخ قائلًا: “ولك ريتِك تقبريني يا دُرَة!”.
مضى على هذا الحدث أكثر من خمسين عامًا، والسيّدة التي أحدثكم عنها موجودة بيننا الآن، ولكن لن أدلّكم عليها، إني أراها تتذكر وتضحك، لأنها سمعت النداء يومئذ وعرفت أنها هي المعنيّة به، والحسناء لا تنسى كلمات المديح أبدًا ولو جاءت من بيّاع ذُرَة قبل خمسين عامًا”.
الختام مع نزار قباني ومحمد عبد الوهاب
إذا ذكرنا الغزل ودمشق فلا يمكن أن نتجاهل حكايات نزار قباني. كنت أقلب في أوراق الموسيقار محمد عبد الوهاب ووقفت على فقرة يتحدث فيها عن شعر نزار قباني، فيقول: “الشاعر نزار قباني ينظم الشعر بعينيه لا بقلبه، فهو مصور، أشعاره لوحات جميلة بأسلوب جذاب بسيط رشيق، لم أشعر في شعره بانتفاضة قلبه، أو بمأساة عاشها، أو بمشكلة مَرَّ بها واعتصرت قلبه وصاغها شعرًا، بل إنه مصور. وقد كشف هو عن نفسه، فقد أصدر ديوانًا من الشعر عنوانه “الرسم بالكلمات”. إنه عندما ينظم بلسان المرأة فإنه يرى مشكلاتها ويرقبها بدقة ويصورها نظمًا لأنه يحس بإحساس المرأة بصدق. وأنا لم أقرأ له شعرًا حزينًا أو به من الشجن ما يجعلني أحس بأنه التاع وسهر وبكى. إنه رسام بالكلام كما قال هو. والشعر قبل نزار قباني كان لا يقرؤه ويفهمه ويستمتع به إلا المثقفون، وجاء نزار ونظم شعرًا يقرؤه ويفهمه ويستمتع به المثقفون وغير المثقفين على السواء”.