آراء

قضيَّةُ شَرَفٍ ومرجَلة!

سبتمبر 11, 2025

قضيَّةُ شَرَفٍ ومرجَلة!

هذه أوَّلُ مرَّةٍ يطالُ إجرامُ الصَّهاينة وجنُونُهُم دولةً خليجيةً، وأسألُ اللهَ برحمته أن تكون آخر مرَّة، وأن يكفي كلَّ بلاد المسلمين شرَّهم!

مشهدُ الدَّمار وأعمدة الدُّخان في الدَّوحة يفطرُ القلب! هذا البلد الجميلُ بأهله وناسه، لا يُرمى بوردةٍ فضلاً على أن يُرمى بصاروخ!

لم يكن أحدٌ في العالم يتخيَّل أن يكون في الدوحة شُهداء في معركة طوفان الأقصى، المسافة بين مسرحِ الجريمتين بعيد، وكلُّ الظُّروف، والأدبيات السِّياسية، كانت تحول دون ذلك، ولكن الاستعلاء والاستكبار ليس له لجام، والمرجلة كالشَّرف لا بُدَّ لها من ثمنٍ !

وقضيَّة فلسطين قضيَّةُ شرفٍ ومرجلة كما قال سموُّ أمير قطر حفظه الله!

 

‏إنَّه الفُجور والاستعلاء:

‏في أربعٍ وعشرين ساعة قصفَ المُحتلُّ المُخْتلُّ في غزَّة وقطر ولبنان وسوريا وتونس واليمن!

‏ما طغى طاغيةٌ إلا أُخذ بقدر الله،

‏وما تجبَّر جبّارٌ إلا أسقطته سنن الله الماضية،

‏وما استعلى مستكبرٌ إلا كبته الحقُّ وأذلَّه،

‏ومن توهَّم أن علوَّه دائمٌ، وسطوته باقية، فما هو إلا وهمٌ سيتلاشى كسَرابٍ يحسبه الظمآن ماءً.

‏ثم تأتي لحظات النَّزع الأخير؛

‏يتخبَّط فيها المحتضر في غروره،

‏ثم يُساق صاغراً حتف أنفه!

‏وتبقى الأيام دُوَلاً تدور، تُزهق الباطل وتبقي الحقَّ وحده عزيزاً ثابتاً لا يزول.

 

من الواضح جداً أن هذا الكيان اللقيطَ آخذٌ في غيِّه، يُعيثُ في الأرضِ فساداً، ولا يحسبُ حساباً لأحدٍ، لا في الشَّرقِ ولا في الغرب، ولا يُراعي في أحدٍ إلَّاً ولا ذِمَّة، لا مجلس الأمن يُرعبه، ولا حقوق الإنسان داخلة في حساباته، ولا الرأيُّ العام العالميُّ بذي بالٍ عنده، ومن أجمل ما وصفت العربُ في تاريخها، حين كانت تصفُ الإنسان بالبجاحة: فلانٌ وجهه مغسولٌ بالبول! وهذا الكيان عبارة عن مرحاضٍ كبير!

 

لم يعدْ هذا الكيان اللقيط خطراً على أهل فلسطين وحدهم، إنَّه خطرٌ على البشريَّة كلها، وإن الشَّجبَ والاستنكار لم يعد يُجدي، تماماً كما لم يكن يوماً مجدياً معه بالأساس! 

ودول المنطقة عليها أن تكفَّ عن الهربِ إلى الأمام، وعن تأجيل معركة تعرفُ جميعها أنها آتية لا محالة، وإن حالة الاستفراد بالدول واحدة واحدة يجعل المتفرجين في وضعٍ ضعيف، فما تجرَّأ الاحتلال أبعدَ من غزَّة، إلا لأننا وقفنا جميعاً نتفرَّجُ على غزَّة، فصار لسان حالنا: أُكلتُ يوم أُكل الثور الأبيض!

 

تحاشي الحرب أكبر كلفةً من خوضها، وإن الذي قرر الهرب، سيقضي طوال حياته مُلاحقاً، ولن تنتهي اللعبة حتى تُقرر دول المنطقة كلها أن تستدير معاً وتُواجه!

هذه دولة مسعورة تُريد الحربَ، ولا ترتوي إلا بالدَّمِ، وتحاشيها لا يزيدها إلا استكباراً، والحروبُ التي لا تُختار تُفرَضُ نهاية المطاف!

قال يوماً حارث سيلاديتش للرئيس علي عزت بيغوفيتش: إن الصِّربَ يريدون الحربَ!

فقال له علي عزَّت بيغوفيتش: نحن لا نريدها، الحربُ تحتاجُ إلى موافقة الطرفين!

فقال له حارث سيلاديتش: هذا تعريف الحُبِّ وليس تعريفَ الحربِ سيّدي الرَّئيس!

وبالفعل، ما كان علي عِزَّتْ بيغوفيتش لا يُريده قد فُرضَ عليه، واضطَّرَ أن يُحارب!

 

شارك

مقالات ذات صلة