مدونات

تكتيكات المقاومة في مواجهة غطرسة الاحتلال “الإسرائيلي”

يوليو 12, 2025

تكتيكات المقاومة في مواجهة غطرسة الاحتلال “الإسرائيلي”

للكاتب: ظاهر صالح


شهدت الأسابيع والأشهر الأخيرة تصاعدًا في وتيرة الأحداث الأمنية والكمائن التي تنفذها كتائب القسام وفصائل المقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، خاصةً منذ استئناف العمليات العسكرية في مارس/آذار الماضي. وقد أصبحت هذه الكمائن أداة استنزاف فعالة، تتسبب في خسائر متزايدة في الأفراد والمعدات لجيش الاحتلال.


منذ بدء عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، دأبت كتائب عز الدين القسام في غزة على توثيق عملياتها ضد جيش الاحتلال وآلياته في مختلف محاور القتال. وتُظهر المقاطع المصورة تفاصيل دقيقة عن الكمائن التي نُفذت ضد قوات الاحتلال، وقد تصدرت الكمائن عناوين الأخبار خلال الأسابيع الأخيرة مع تمكن عناصر كتائب القسام من فرض عنصر المفاجأة وتكبيد جيش الاحتلال خسائر فادحة في جنوده وضباطه، وكذلك في هيبته وصورته.


ومنذ استئناف الاحتلال عدوانه في 18 مارس/آذار الماضي، شكلت مناطق بيت حانون وخان يونس ورفح محورًا رئيسيًا للتصعيد والاستهداف الإسرائيلي. لكنها كانت أيضًا مسرحًا لتصاعد واضح في نسق ووتيرة عمليات كتائب عز الدين القسام وسرايا القدس وفصائل المقاومة الفلسطينية.

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، فجر يوم الجمعة، بوقوع “حدث أمني صعب” جديد شمالي قطاع غزة، وذلك بعد ساعات من تفجير المقاومة مبنى مفخخًا بقوة إسرائيلية في مدينة خان يونس، مما أسفر عن مقتل وجرح جنود. بالتزامن مع ذلك، ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة بحق نازحين في منطقة جباليا. وأشارت مواقع إسرائيلية إلى إجلاء جنود من موقع الحدث الأمني إلى مستشفى في إسرائيل.

وفي وقت لاحق من صباح الجمعة، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال عن مقتل ضابط في وحدة الاستطلاع التابعة للواء غولاني خلال ما وصفها بـ”عملية للجيش” في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الضابط أُصيب خلال عملية تفخيخ وتفجير مبانٍ تابعة لحركة حماس، مما أدى إلى إصابته بجروح قاتلة يُرجح أنها نتيجة تطاير أجزاء المبنى، وأضافت الإذاعة أنه تم فتح تحقيق في ملابسات مقتل الضابط في لواء غولاني.

يُذكر أن 5 جنود إسرائيليين قُتلوا وأُصيب 14 آخرون مساء الاثنين الماضي في كمين نفذته كتائب الشهيد عز الدين القسام في بيت حانون شمالي القطاع. وفي مساء اليوم السابق، فجّر مقاومون مبنى مفخخًا بقوة إسرائيلية في مدينة خان يونس جنوبي القطاع، مما أدى إلى انهيار المبنى على الجنود.


ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، في وقت مبكر من صباح اليوم الجمعة، أن حصيلة العملية العسكرية ارتفعت إلى قتيلين وستة جرحى في صفوف الجنود، وبعض الإصابات خطيرة. وأعلن الاحتلال صباح اليوم عن مقتل ضابط برتبة نقيب في لواء غولاني، خلال معركة في جنوب قطاع غزة، دون توضيح ما إذا كان قد قتل في تفجير خان يونس أم لا.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن المبنى الذي انهار على القوة الإسرائيلية كان مفخخًا، مشيرة إلى تبادل كثيف لإطلاق النار عقب التفجير. كما أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية عن إصابة مسعفة بجروح خطيرة في حادث انهيار المبنى.

وكانت كتائب الشهيد عز الدين القسام قد استهدفت، أول أمس، قوة إسرائيلية في منطقة عبسان الكبيرة شرق خان يونس، وقام أحد عناصرها بقتل جندي إسرائيلي بعد استهداف جرافة كان يقودها. وحصلت الجزيرة على صور لكتائب الشهيد عز الدين القسام تظهر إغارة مقاتليها على تجمع لجنود وآليات الجيش الإسرائيلي في عبسان الكبيرة. وتظهر الصور استهداف مقاتلي القسام لجنود الاحتلال، مما أدى إلى إصابة أحدهم، وقد حاول المقاتلون أسر الجندي لكن الظروف الميدانية لم تسمح بذلك، فقاموا بالإجهاز عليه.

وعلّقت وسائل إعلام إسرائيلية على فيديو محاولة أسر القسام جندياً إسرائيلياً، واصفةً المقطع بأنه مرعب وصعب، وغير مناسب لذوي القلوب الضعيفة. وذكرت مواقع إخبارية إسرائيلية أن فيديو حركة حماس يفضح الرواية الإسرائيلية، مؤكدةً أن الجندي لم يقاتل بشراسة كما قيل، بل فرّ من أرض المعركة.

وشهدت خان يونس في الآونة الأخيرة تصاعداً ملحوظاً في عمليات المقاومة، مما أدى إلى مقتل وإصابة العديد من الجنود الإسرائيليين. ووفقاً لوسائل إعلام إسرائيلية، قُتل أكثر من 20 جندياً إسرائيلياً في قطاع غزة منذ بداية الشهر الجاري.


وفي غضون ذلك، توغلت دبابات وآليات عسكرية إسرائيلية جنوب مدينة خان يونس، وأظهرت صور حصلت عليها الجزيرة قيام جرافات إسرائيلية بأعمال حفر وتجريف في منطقة كانت مكتظة بخيام النازحين، حيث فرّ المئات تاركين خيامهم ومستلزماتهم.

وفي تطورات العدوان الإسرائيلي، قال مصدر طبي في مستشفى الشفاء بغزة إن ثمانية أشخاص استشهدوا وأصيب آخرون، معظمهم أطفال ونساء، الليلة الماضية إثر غارة إسرائيلية استهدفت مدرسة حليمة السعدية التي تؤوي نازحين في جباليا النزلة شمالي قطاع غزة. وأضاف المصدر الطبي أن أفراد أسرة كاملة استشهدوا نتيجة الغارة، ووصف أطباء حالة عدد من المصابين بالحرجة.


ومن جهتها، أفادت قناة الأقصى الفضائية بأن طائرات الاحتلال نفذت قبيل فجر اليوم غارات على المناطق الشرقية لمدينة غزة. وبالتوازي مع ذلك، نفذت قوات الاحتلال فجر اليوم عمليات غارات على المناطق الشرقية لمدينة غزة، وقامت في الوقت نفسه بتنفيذ عمليات نسف واسعة النطاق للمنازل في المنطقة ذاتها فجر اليوم. بالتوازي مع ذلك، تعرضت هذه المناطق لقصف مدفعي، بينما استهدفت طائرات مسيرة حيي تل الهوى والصبرة جنوبي مدينة غزة.

وفي جنوب القطاع، أفادت وسائل إعلام فلسطينية بوقوع إصابات فجر اليوم إثر قصف الاحتلال خيام النازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس. كما أُصيب طفل بجروح خطيرة بعد إطلاق آليات جيش الاحتلال النار على نازحين غرب خان يونس. وبالتزامن، نفذت قوات الاحتلال عمليات نسف واسعة للمنازل وسط وجنوب مدينة خان يونس.


وكانت مصادر في مستشفيات غزة قد أفادت باستشهاد 74 فلسطينياً في غارات إسرائيلية على القطاع أمس. ومن بين الشهداء 15 شخصاً قضوا في قصف إسرائيلي استهدف نساء كن ينتظرن مع أطفالهن أمام عيادة طبية في دير البلح وسط قطاع غزة، بالإضافة إلى ارتكاب إبادة جماعية في أنحاء غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.


بالعودة إلى مسرح العمليات، يتضح من خلال التنوع الجغرافي والأداء الميداني أن المقاومة تعتمد على تكتيكات تشمل قنص الجنود وتدمير آلياتهم بواسطة مجموعات صغيرة، بالإضافة إلى نصب الكمائن على مستوى مجموعات أكبر. وتؤكد المقاومة قدرتها على إعادة الانتشار والتمركز في المناطق التي ينسحب منها الاحتلال.

وتُعد الكمائن في غزة عنصرًا أساسيًا في استراتيجية المقاومة، حيث تُنصب غالبًا في مواقع متخفية تتيح الرصد الدقيق، كما يتم توجيه حركة العدو من خلال العوائق والمناورات المدروسة. إن هذه الانتصارات والنجاحات التي حققتها كتائب عز الدين القسام وفصائل المقاومة، خلال هذه الملحمة ضد قوات الاحتلال، والتي تلقت ضربات قاسية ودروسًا لن تنساها، قد كسرت هيبتها وحطمت صورتها وأذلتها، على الرغم من امتلاكها منظومة القبة الحديدية والسلاح والتكنولوجيا والاقتصاد ووسائل التدمير، والدعم الأمريكي والغربي والتواطؤ العربي المخزي.

شارك

مقالات ذات صلة