مجتمع
البيت المرتب قبل الثورة حولته والدتي إلى مستشفى ميدانيّ، هكذا وصفت هدى نصرالله مشاركةَ والدتها مسعفة ميدانية وسيدة مؤثّرة في سياقات الثورة السورية المختلفة. كانت الثورة السورية نقطة تحولٍ في المجتمعِ السوريّ، كسرت القيود المجتمعيةَ قبلَ السياسية، حولت من الروتين والقيود المُسلمِ بهما إلى طوفانٍ، ما بعدَه ليس كما قبله. لكن ماذا عن النساء في هذا الطوفان؟ ماذا عن تجاربِهنّ ومعاناتِهنّ في سوريا الأسد، في سوريا ما بين 2011 وقبيلَ 2024؟ نُسلّطُ الضوءَ في هذا المقال على تجارب منسية للنساء؛ نحكي قصصَهنّ الإنسانيةَ ومعاناتهن وشجاعتهن.
عانت النساء في سوريا قبل الثورة ظلماً عميقاً ومتراكماً وغيابَ أبسط الحقوق المستحقة، فكان للمجتمع والعادات دور أساسيّ في تنميط النساء وتحجيمِ قدراتِهنّ. تسير حياة النساء برتابةٍ ونمطٍ معتادٍ كما حال المجتمع كلّه؛ حياةٌ عاديةٌ تشغلها الدراسة والأسرة والعمل في أفضلِ الأحوال، والحصولُ على غير ذلك مستحيل؛ كيف يمكن ذلك في سوريا “السجن الكبير”؟
إلى أن بدأت الثورة السورية لتُغيّر ما حاولت النساء خلال سنين طويلة تغييره؛ الحرية التي نادى بها المجتمع لطالما سعت لها السوريات بشكلٍ خاصٍ، وكافحن لأجلها مُطالبات بحقوقٍ مشروعةٍ يصعب الحصولُ عليها. لكن في الوقتِ نفسه -كما جميع أفراد المجتمع السوري- خسِرت وضحت، وتحملت النساء السوريات أدواراً ومسؤولياتٍ تفوقها بكثير.
كانت المرأة السورية بعد الثورة ناشطةً سياسيةً وحقوقيةً، معتقلة، زوجة وابنة وأماً لسجينٍ، لاجئةً ومُهجرةً قسراً، وطالبةً للعلم. أدوارٌ كثيرةٌ لشخص واحد، وبالطبع لكلّ دور صعوباتهُ وتحدياتُه، وهذا ينطبق على الكثير من السيدات السوريات من إدلب إلى دمشق وحماة وحلب والرقة، وفي كل مكانٍ في سوريا، مع اختلافِ الظروف وأشكال المعاناة.
لم تكن المشاركةُ السياسيةُ متاحةً للنساء في بداية الثورة السورية، إذ أخذت الثورة منحًى عسكريّاً بسرعة، بسبب ما قام به نظام الأسد من بطشٍ وقتلٍ واعتقالٍ تعسفيّ لكافة أفراد المجتمع، فأصبح هاجسُ الاعتقالِ خوفاً مشروعاً لدينا جميعاً، ولدى النساء بشكلٍ أكبر، وكبُر هذا الخوفُ يوماً بعد يوم لما مارسَهُ النظام من أساليب إجرامية بحق المعتقلين.
لكن لم تكن المرأة بعيدةً عن النشاط المجتمعي. تذكرُ لينا زينو، التي كانت تعيش في مدينةِ حماة، كيف أضافت لقطاعِ التعليم قيمةً مضاعفةً حينَ كانت معلمة فيه، إذ كانت تدرسُ الموادّ بعيداً عن المنهاج الجاهز المعلّب بخطاباتٍ تمجيديةٍ لنظامِ الأسد وفكر بعثيّ، فكانت تحاول اكتسابَ الخبرات من خلالَ دوراتٍ تدريبيةٍ وتوظيفَها للطلّاب، وتذكرُ كيف كانت المعلّمة الأولى التي تتطرّق إلى مواضيعَ مهمة وحساسة كالتحرّش والصحةِ النفسية للطلّاب. وكان هذا يبدو غريباً لغيرِها من المعلمين والمعلمات، فتخفي طريقة تدريسِها هذه عن الإدارةِ والمدرّسين لتجنّب التعرضِ للمساءلة أو كتابة تقرير بحقّها.
تقول إنّ نشاطها المدني اقتصر على نحوٍ فرديٍّ؛ فلم ترغب في الانخراطِ في المنظمات أو الجمعيات التابعة لنظامِ الأسد سابقاً، فكان العملُ الإغاثيُّ يقتصر على جماعاتٍ صغيرةٍ تتبادل الثقةَ فيما بينها لتفادي مخاطر الاعتقال، وتشاركها المخاوف نفسها فاطمة من حلب، التي كانت تسكنُ أماكنَ سيطرةِ الأسد أيضاً، وخصوصاً بعد تعرضِها للاعتقال؛ ساهمت فاطمة بأعمالٍ تطوعيةٍ تخصّ النازحين القادمين من مناطق المعارك، وكان هذا أكثر ما يمكن فعله كما تصف، إذ كانت تُعتبر من عائلةٍ مشتبهٍ بها بسبب مشاركة بعض أفرادِها في العمل العسكري للثورة.
تتلاشى هذه المخاوف لدى هدى نصرالله المهجرة من ريف دمشق وربا الصبيح في إدلب؛ إذ كانت المشاركة المجتمعية أمراً طبيعيّاً خلال سنوات الثورة في المناطق المحرّرة، وكان المجال مفتوحاً للعمل المدنيّ بشكلٍ فرديّ أو على صعيدِ منظماتٍ وجمعيات. تذكرُ رُبا عملَها في المجال الإنسانيِّ التنموي مع الأطفال الأيتام في الدعم النفسيّ، محاولةً تخفيفَ المعاناة عنهم.
وتذكرُ لنا هدى أيضاً بدايةَ نشاطِها السياسي بشكلٍ شخصي، فبرزت كناشطة مجتمعية تسلّط الضوء على قضايا مهمة في إدلب، وعن عملِها الإنساني في 2020 بعد موجاتِ النزوح التي تعرّضت لها معرةُ النعمان وريفُ حماة؛ إذ كانت تحاول العمل في كافة الحملاتِ الصحية أو الإغاثية التي تستهدفُ المخيّمات في إدلب خلال فترةِ النزوح وفترةِ الزلزال الذي ضرب تركيا والشمالَ السوري عام 2023. تصفُ السيدات هذه الأعمال بأنها محاولاتٌ لصنع فرقٍ في المجتمع؛ محاولاتٌ بسيطةٌ وصعبةٌ في ذات الوقت للتخفيف عن الأهالي الذين يواجهون مصاعبَ مختلفةً في أماكنَ مختلفة.
تحكي نور من ريف حلب الشمالي ما عاشته في غيابِ زوجِها المعتقل؛ كيف كانت تعيش في ظلّ غياب الاستقرار النفسيّ والماديّ، كيف كانت أبسطُ الاحتياجات لطفليها صعبةً في كثيرٍ من الأحيان. كيف كانت أمّاً وأباً في آنٍ واحدٍ -وهذا لا يمكنُ وصفه- في فترةِ حكمِ داعش في تلك المناطق، أصبح غيابُ الاستقرار والخوف مضروبَيْنِ بعشرة أضعاف، تقول تحوّلت القرية إلى سجنٍ داخل السجن الأكبر،كانت فكرةُ الخروجِ لتأمين الاحتياجات أمراً صعباً ومستحيلاً، فكيف بالعمل للنساء؟
وتروي رُبا كيف كانَت حياتُها معدومة الاستقرار في إدلب؛ تكاد تنسى عددَ المرات التي غادرت فيها القرية نازحةً من مكانٍ إلى آخر، حتى النزوح الأخير إلى مخيمٍ بإدلب. تقول: “في الواقع لم أعلم قبل التحرير كيف تبدو البلدانُ دون حروب، كيف تبدو السماء دون طائراتٍ ودخانِ المتفجّرات”.
تحكي عن صعوبة الذهاب من المخيم إلى الجامعة في ظلّ الظروف القاسية، وكيف كانت أبسطُ الاحتياجات صعبة كالخصوصية في المكان، واجهت تحدياتٍ تعليمية وحاولت رُبا رغمها أن تكون من المتفوقين في دراستها. شكّلت هذه الفترة من حياتها ضغوطاً نفسيةً كبيرة محاولةً التعامل مع التغيير الصعب، وأسئلةً عن الجدوى: كيف يفكّر الإنسان بالمستقبل بعد نجاته من الموت مرّاتٍ عديدةٍ بأعجوبة؟ كيف حوّلت غريزةَ البقاءِ إلى قوّةٍ لمواجهة الحياة وعيشِها؟
تشاركها هدى نصرالله من وادي بردى في ريفِ دمشقِ الذكرياتِ المؤلمةَ ذاتها عن النزوح والتهجير،وأعنفها في أواخر 2016 قبيل سقوطِ القرية وأثناء حصارها. تذكرُ كيف بقيت مع ألف شخص مدني داخل نفقٍ قديمٍ كان يُستخدم لنقل المياه في سنوات الانتداب الفرنسي على سوريا، لمدة 15 يوماً، وتصفها بأنها كانت من أصعب الأيامِ لما عاشته من خوفٍ وانعدام الأمان . وتضيف عن اقترابِ جيشِ الأسد من النفق حينها: كيف حاولت والدتُها مع ابنتَيها الخروجَ إلى نفقٍ آخر طويلٍ نصفه مغمورٌ بالمياه مع قليل من الأكسجين، وصولاً إلى قريةِ عينِ الفيجة حتى سقوطها والتهجير، تاركين خلفهم الرجال من عائلتها والذكريات عن الخوف والحصار والجوع والكثيرِ من الشهداء.
على الجانب الآخر، تذكر لنا فاطمة الظروف المعيشية في حلب الخاضعة لسيطرةِ الأسد سابقاً؛ كيف كان طريق الجامعة بالنسبة لها عبئاً كبيراً، إذ تقضي أكثر من 3 ساعاتٍ يومياً على حواجز التفتيش، تقول إنها غالباً ما كانت تفقد أصدقاءَها في الطريق، بين مطلوبٍ للخدمة الاحتياطية، أو مشتبه به بتهمةٍ من النظام المخلوع، أو شهيد برصاص القناصات.
تعرضت فاطمة للاعتقال من مبنى الهجرة والجوازات، وتقول عن ذلك أنها لم تكن تعلم كيف تكون الكوابيس قبل الاعتقال ، كيف يكون الخوف لهذه الدرجة والهواجس مع كلِّ صوتٍ خارجَ الزنزانة وقربِها. تضيف أن فترة اعتقالها كانت قصيرةً مقارنةً بسيداتٍ كثيراتٍ تعرضن للاعتقال لأسباب لا يمكن تصديقها كامتلاكِ عملات أجنبية أو تكرارِ استلام الحوالات المالية من الخارج. لكن هذه الفترة كانت كافيةً لتطفئَ الأمل الذي كانت تحاول إيقاده.
تذكر أيضاً المرات التي تعرضت فيها للاستجواب من عميدِ الجامعة بسبب تكرارِ جلوسها في مسجدِ الجامعة، والمراتِ التي استُدعيت فيها للعميد لتفتيشِ هاتفِها ومساءلتِها عن سبب ارتيادِها للمسجد، إلى أن أُغلق مسجدُ الكلية نهائيّاً بحجة الصيانة. تقول فاطمة: “أتمنى نسيان هذه الفترة من حياتي ولا أحب تذكّرها”، لكنها تحتفظ بذاكرتها بصور الشهداء الذين خسرتهم، فتقول: “لا أعلم كيف احتفظت بكلّ هذه الصور المؤلمة داخل المعتقل وخارجه، كيف نجوتُ من هذه المقتلة المفتوحة التي أخذت الكثير مني نفسيّاً وجسديّاً”.
تتشارك ابنةُ مدينةِ حماةَ، لينا زينو، المخاوفَ والتحدياتَ ذاتها، إذ تقول: “لم يقتصر الأمر على التحديات الاقتصادية وغياب الأولويات والاحتياجات الأساسية كالماء والكهرباء، بل كان الخروج من المنزل خوفاً مستمرّاً. أنتِ معرضةٌ للاعتقال في أي لحظة ودون سببٍ، حتى أن السبب قد يكون كونك من مدينةِ حماة لا أكثر. خصوصاً أنها حاولت أن تكون قريبة من الثورة والثوار، فكانت تنشر أخبار المدينة والمدن المحاصرة بأسماء حسابات مستعارة محاولةً توثيقَ ونقلَ الصوت والأخبار. تقول: “لا أعلم كيف نجوتُ من الاعتقال رغم نشاطي هذا، ولم أفقد الأمل بسوريا الحرة رغم كل اليأس الذي كان يعترينا في كثيرٍ من الأحيان”.
تذكر السيدات كيف حاولن التعايش مع هذه المصاعب بصبرٍ أحياناً ويأسٍ في أحيان كثيرة، وأملٍ كبير بأن هذا الوقت سيمضي وأن هذا النظام مصيره الهلاك، ورغبةً منهن في توثيق الحكاية ومشاركتها .
أكملت نور تعليمَها بعد اعتقال زوجِها؛ حصلت على الثانوية ثم دخلت معهد العلوم الإسلامية، وتعمل مُدرسة للقرآن والشريعة الإسلامية، أنجزت كلّ ذلك رغم التحديات والمصاعب التي ذكرناها والتي لا يسعنا تعدادُها. تقول: “لا يمكنُ فهم شعور الذنب لدى الأمهات العاملات وشعوري الشخصيّ كوني الأمَّ والأبَّ في الوقت ذاته؛ فهي استثناءٌ بحد ذاتها. كيف تكون المرأة طالبةً ومعلمةً وأمّاً في آنٍ واحد؟”.
وتضيف: “تدور الأسئلة في رأسي بين ضرورية الاستمرارية وبين واجب الوجود مع أطفالي لوقتٍ أطول، والتحدّي الجديد الذي أواجهه اليوم بعد التحرير، بأن الأمل الذي عشْت على انتظاره اختفى، ومواجهة واقع غياب زوجي واستشهادِه أمرٌ يصعب تقبّله والتعايشُ معه؛ مُشكلاً حزناً عميقاً وجرحاً لا يشفى”.
وتحكي لنا هدى نصرالله، وهي خريجة إرشاد نفسيّ وناشطة مجتمعية، بأنها لطالما كانت تخشى التشهير بسبب نشاطها السياسي، فالمرأة غالباً ما تواجه انتقاداتٍ كونها امرأةً فقط، بعيداً عن الأفكار التي تنتقدُها أو تطرحها، مما جعلها تبقى حذرةً من أي تصريحٍ أو تحليلٍ تدلي به.
وتتشارك فاطمة مُعلمة اللغة العربية والمصورة الفوتوغرافية، ولينا زينو سيدةُ الأعمالِ في مجالِ التسويق الإلكتروني تجربةً مشابهةً إلى حدٍّ ما في المواجهة مع المجتمع بسبب النشاط المجتمعي والانخراط في بيئةِ العمل. إذ وصفن كيف تتعرض النساء للانتقاد لأبسط الأمور: الشكل، والعمل، والتعبير عن الرأي، وكيف اختبرن مسافةَ أمانٍ تُبقيهن على بعدٍ عن أي تصادم محتمل مع المجتمع أوانتقادٍ مباشر لنشاطِهن.
تقول نور إنها تخطّت مصاعبَ كثيرةً بوجود نساءٍ مُلهِماتٍ حولها، بدايةً من والدتها ودعمها لها، ومعلمة القرآن التي شجّعتها على الاستمرار في أوقات التعب وفقدان الأمل. تشاركها هدى نصرالله فخرُها بالنساء اللواتي عرفتهُنّ وعملت معهنّ؛ فتقول إن بيتَ والدتها كان مفتوحاً للكثير من التجمعات السلمية والتنسيقية، وكان يتحول في كثيرٍ من الأحيان إلى مشفى ميداني لمداواة الجرحى من الثوار .
في حين تخبرنا فاطمة عن السيدة التي التقتها في المعتقل، فتقول: “لا أنسى وجهَها، كيف كانت تحتضنني وتحاول تخفيفَ خوفي بعد عودتي من التحقيق”.
شكّلت النساء مجتمعاً قوياً لبعضهنّ البعض في الثورة؛ حاولن إثباتَ أنفسهنّ في ظروفٍ صعبة، خلال رحلة طويلة من الحياة تحت القصف وداخل الزنازين إلى دورهنّ في بناء سوريا من جديد.
تحكي لنا رُبا: “الحرب لا تسحق الإنسان؛ بل تكشف جوهره وهويته، تزيح الغبارَ عن المعتقدات الراسخة وتختبر الإنسان في إنسانيته”. تشاركنا مخاوفَها من غياب العدالة، وأن يُنسى ما عاشه السوريون من قتل وتهجير وتغييب قسري وغرقٍ في محاولات اللجوء، وتؤكد على دورنا في المطالبة بالعدالة والحفاظ على هذه الحرية التي انتزعناها بالدمّ من أوحش نظام دكتاتوري.
في حين تضيف هدى نصرالله: “كل حياتنا كانت مبنيةً على أملِ سقوط النظام، وكان هذا السقوط أكبر تغييرٍ طرأ على المستوى الشخصي والعام معاً”. الجميع يحاول ويسعى للعمل من مساحته الخاصة، مع أسئلةٍ كثيرةٍ عن الخيارات الممكنة والصعبة الآن. تشاركنا هدى وربا ضرورة النقد في الوقت المناسب، والحفاظ على كرامة الإنسان وحريته بمعزلٍ عن الطائفية والمناطقية.
كما قالت لينا: “بعد تحرير سوريا شعرت بالأمان لأول مرة بعد خوفٍ استمر سنوات. كنت أشعر بعدم الأمان بوجود شبيحة الأسد، والآن أشعر أنّ رجال الأمن هم أمنٌ وآمانٌ بالفعل”. وشاركتنا فاطمة المشاعرَ ذاتها عن البلاد والأمل الذي تجدد بعد سقوط النظام.
عاشت كلُّ سيدةٍ من السيدات اللواتي أخبرننا قصصهنّ معاناةً مختلفةً وتجاربَ صعبة و قاسية على كافة الأصعدة. كتبت كلّ واحدة منهن قصتها بطريقتها، بطريقةٍ تشبهها. فُرضت عليهنّ هذه الرحلة وأخترنا عيشَها ببطولةٍ مُلهمة. تحاول السوريات دائماً أن لا ينسين محاولاتِهنّ ومعاناتِهنّ، أن يكتبن تاريخ سوريا الجديد في هذه المرحلة الاستثنائية من تاريخ البلاد، أن تنال المرأة حقوقها وتُقدر تضحياتها، أن يعملن في كل المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وأن يكون هذا النشاط مشروعاً لهنّ، غيرَ محتكرٍ على الرجال أو على فئةٍ محدّدة من النساء.
نكتب ونسطّر قصصَ النساء هذه لنحاول بناءَ جسور الأمان بيننا، لتُخبر السيدات بعضهنّ البعض وتخبرنا عن ما فعله نظامُ الأسد والآلم التي اختبرنها، كاسرات القيود التي فرضها وزرعها نظامُ الأسد فينا. نحكيها لنبني على تشابهنا هذا ونتفهم مخاوف الآخرين، كما قالت نور: “لازم نكون أحن على بعض ونساعد بعض لنبني بلد نستحقه ويستحقنا”.