Blog

أسرار دبلوماسي هولندي: إسرائيل والعراق وليبيا في رحلات نيقولاوس فان دام

أسرار دبلوماسي هولندي: إسرائيل والعراق وليبيا في رحلات نيقولاوس فان دام

حصلت على مذكرات “نيقولاوس فان دام لأنني سمعت اسمه كثيرًا وأنا أعمل في المكتبة في إسطنبول، حيث سمعت ترشيح أحمد أبازيد لكتابه، وسؤال القراء عن كتبه عن سوريا. وقد تعلَّمت مِن صديقي يوسف الاهتمام بمذكرات السفراء والدبلوماسيين، واكتشفت أن هذه الفئة من الناس تعيش الحياة بالطول وبالعرض وتعرف كثيرًا ويتاح لوزارة الخارجية الاطلاع على ملفات وقضايا دولية لا تتاح للوزارات الأخرى.


الاهتمام بمذكِّرات الدبلوماسيين

لذلك أحرص على قراءة شهادات وزراء الخارجية الأجانب مثل هيلاري كلينتون وجون كيري. وقد لفت نظري تعريف الدبلوماسية عند حسين أحمد أمين حينما قال: “هي فنُّ تملُّق الكلب إلى حين عثورك على حَجَر”، لكن العبارة الأجمل منها هي وصف السفير الإيطالي بييترو كواروني الدبلوماسيةَ -في مذكراته- بأنها “كرسيٌّ من الدرجة الأولى في مسرح الحياة”. قرأت العبارة من أحد كتب نجدة فتحي صفوة.

وقد طلبت مذكرات الدبلوماسي الهولندي نيقولاوس فان دام لهذا السبب، للتعرف على تجربته الثرية. ورغم عدم معرفتي كثيرًا عن هولندا عدا الزهور وخصوصا التوليب والقباقيب الخشبية وصور طواحين الهواء في فيلم “همام في أمستردام” بطولة محمد هنيدي، فإنَّ هذه السيرة تحتوي على محطات مهمة من تفاعلات دبلوماسي مثقف وذي خلفية أكاديمية مع قضايا عربية ودولية كثيرة. هنا بعض ما توقفت أمامه خلال قراءة هذه المحطات.


دبلوماسي هولندي في أنحاء الوطن العربي

لم يخطر ببال نيقولاوس أنه قد يعمل في وزارة الخارجية الهولندية، بل كان يطمح بعد إتمام دراسته الجامعية إلى مواصلة مساره في المجال الأكاديمي، حيث وجد شغفه الكبير. تمنى أن ينضم إلى معهد الشرق الأدنى الحديث، لكن لم تكُن هناك وظائف شاغرة، لذلك عمل في الوزارة ومزج بين الدبلوماسية والعمل الأكاديمي.

أول قضية عمل عليها نيقولاوس كانت قضية ليكس أرونسون، وهو ممرض هولندي ساعد الأكراد في شمال العراق وانتهى الأمر بإعدامه من نظام صدام حسين. هذه القضية فتحت نقاشًا داخل الخارجية الهولندية عندما جرى انتقادها لاختيارها الدبلوماسية الهادئة مقابل الدبلوماسية الصاخبة أو دبلوماسية مكبر الصوت حتى تُحَلَّ القضية مع العراق، أي القيام بضجة كبيرة على مستوى عالمي عالٍ. وفي المذكرات دروس دبلوماسية عن طُرق تعامل وزارة الخارجية مع الملفات وطرح نظرة من الكاتب قد تفيد الدبلوماسي الشاب.


تحيُّز هولندي لصالح إسرائيل

في السنوات الخمس الأولى لنيقولاوس التي قضاها في لاهاي منذ عام 1976، عمل في مكتب الشرق الأوسط، حيث درس القضايا العربية ومن أهمها الصراع العربي-الإسرائيلي. عمل الشاب نيقولاوس في فترة صعبة في العلاقات بين هولندا والعالم العربي، فقد شمل الحظر النفطي العربي هولندا بعد حرب أكتوبر 1973، بسبب موقفها المؤيد لإسرائيل.

كان مدير نيقولاوس يحمل، شأنه شأن الغالبية من سكان هولندا، تعاطفًا مع إسرائيل، ولم يكُن يحمل أي تعاطف تجاه العرب، ففي عام 1978 اجتاحت إسرائيل لبنان، واستخدم نيقولاوس في مذكرة كتبها مصطلح “غزو إسرائيلي”. عدّل المدير فان دايل هذا المصطلح بالقلم إلى “عملية”، لأن مصطلح “عملية” يبدو أقل حدة بشكل واضح من “غزو”. هدف المدير الهولندي هو التقليل من حجم الغزو الإسرائيلي.

قصة أخرى توضح هذا التحيُّز، عندما رافق نيقولاوس وزير الخارجية الهولندي فان دير كلاو إلى سوريا في عام 1978، سأل وزير الخارجية السوري عبد الحليم خدام الوزير الهولندي عما إذا كان يدعم فكرة إقامة دولة فلسطينية إذا أراد الفلسطينيون ذلك بأنفسهم. وقال خدام له: “ألا تعترف هولندا بحق الشعوب في تقرير مصيرها؟”. ردّ الوزير الهولندي فان دير كلاو بشكل إيجابي، إذ قال إنه يدعم فكرة الدولة الفلسطينية في هذه الحالة، وكان يعني ذلك فعلًا. سجَّل نيقولاوس الأمر بصدق في تقرير الخارجية، لكنَّ الوزير الهولندي حذف المعلومة من تقرير الوزارة وقال له إنه “يجب حمايته من نفسه”، إذ كان على الوزير عند عودته إلى هولندا أن يأخذ السياسة الداخلية في الحسبان، ولم يكن مثل هذا التصريح لِيُقبَل بشكل جيد في هولندا الموالية لإسرائيل.


نيقولاوس في لبنان

في عام 1980 أعرب نيقولاوس عن رغبته في الانتقال إلى بيروت، في إطار تحضيره لأطروحته حول سوريا. وعندما اقترح اسم مدينة بيروت في الوزارة على إدارة الخدمة الخارجية، ردَّ الموظف بغضب: “يجب ألَّا تظن أننا وكالة سفر، حيث بإمكانك اختيار المكان الذي تريد الذهاب إليه!”، لكن الحرب الأهلية اللبنانية في لبنان كانت مستمرة منذ خمس سنوات، لذا لم تكُن بيروت وجهة سياحية مفضلة للدبلوماسيين منذ فترة طويلة في أروقة الخارجية، ولذا قُبِل طلبه في منتصف نوفمبر 1980، وسافر نيقولاوس إلى بيروت بصفته السكرتير الأول في السفارة.

كان نيقولاوس يتابع الصحافة اللبنانية، وكانت صحيفتا “النهار” و”الحياة” من الصحف المفضلة لديه، وكان يزور بانتظامٍ الكتيبة الهولندية ضِمن قوات اليونيفيل التابعة للأمم المتحدة. تفجرت الأمور عام 1982 بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، وفي ذروة الصراع ودخول إسرائيل الحرب كانت بيروت تتعرض لقصف مكثف من قِبل الطائرات الإسرائيلية. اقتبس نيقولاوس في تقريره إلى وزارة الخارجية عن زميل أمريكي قوله: “لقد خلقنا وحشاً، فرانكشتاين، ولم نعُد نستطيع السيطرة عليه”، بمعنى أنهم سلَّحوا إسرائيل وهي الآن تتصرف كما تشاء، حتى لو أرادت الولايات المتحدة أن تتوقف إسرائيل فلن تستطيع وقفها. لكن السفير الهولندي في تل أبيب إيفان فيركادي كان له رأي مختلف تماماً، رفض السفير الهولندي هذه النظرة وخفف من غزو إسرائيل وقال لهم إنَّ إسرائيل ليست عدوانية وليست وحشًا. لقد قلل السفير الهولندي لدى إسرائيل من القصف الإسرائيلي وتحوَّل الأمر إلى مشاجرة بين تقارير سفارتين.


القصف الإسرائيلي في بيروت

في 24 يونيو 1982 تعرَّض منزل الدبلوماسي الشاب نيقولاوس فان دام للقصف من قِبل السفن الحربية الإسرائيلية، ولحسن الحظ لم يكُن في المنزل في تلك اللحظة. تمزقت كتبه بفعل القذيفة، وأرفق لنا في المذكرات صورة ثقب في أحد الكتب لدرجة أنه كان بإمكانك إدخال إصبعك من خلاله.

تحوَّلت غرفة المعيشة في بيت الدبلوماسي الهولندي إلى فوضى كبيرة مليئة بالشظايا. كان نيقولاوس نظر إلى تلك السفن الحربية عبر المنظار، لكنه لم يكُن يتخيل أنها قد تستهدف منزله أيضًا، خصوصًا أن إسرائيل كانت تعلم أن هذه البناية يقطنها دبلوماسيون أجانب. يصل كاتبنا إلى الحديث أنه اقترح على لاهاي تقديم مطالبة ضد الإسرائيليين لتعويض الأضرار التي لحقت بالسفارة الهولندية وأفراد طاقمها جراء قصفهم لبنان، ولم توافق هولندا ولم تفتح الملف مع إسرائيل لأنها دولة صديقة، على عكس مطالب هولندا من العراق بعد أزمة الخليج، إذ أخذت وزارة الخارجية الهولندية تطالب بالتعويضات عبر لجنة تابعة للأمم المتحدة، مما يكشف عن حجم التحيز والوقوف مع إسرائيل.

من الطريف أن بواب العمارة كان يدَّعي أنه فلسطيني ومعاق ويساعد الناس عند دخول المبنى في بعض الأعمال البسيطة، لكن تبيَّن فيما بعدُ أنه كان يتجسس لصالح الإسرائيليين، إذ ظهر لاحقًا في أثناء الاجتياح الإسرائيلي مرتديًا زيًّا عسكريًّا إسرائيليًّا.

يفسِّر الدبلوماسي في مذكراته كون وزارة الخارجية الهولندية لم تتعامل بجدية مع إجلاء الهولنديين أو سلامة طاقم السفارة بأنه مرض سمَّاه “نقص التعاطف“، يصيب الموظفين في مكاتب الوزارة وتتحول لاهاي إلى التفكير في أمور بيروقراطية وتنسى سلامة المواطنين، مثل سؤال الوزارة: هل السيارة التي أُطلِقت النار عليها ملك للسفارة أم يملكها شخص آخر فتكون ملكية خاصة؟ وغيره من الأسئلة التي لا تشعر بما يعانيه الدبلوماسي على الأرض. ونيقولاوس يوضح لنا أن العمل في السفارات لن يفيدك في الحروب، فقد يجري عليك ما يحدث لأهل البلد الذي تعيش فيه، وهذا الفصل يذكر فيه مغامراته في إجلاء الهولنديين.

كان بعض الهولنديين قد مرُّوا بتجارب مروِّعة خلال سنوات الحرب الأهلية اللبنانية الطويلة، ولكنهم فجأة لم يعودوا قادرين على التحمُّل. بعد سنوات من العيش في بيروت، انهار أحدهم بعد أن واجه خارج منزله بقايا إنسان متناثر بفعل انفجار، وكان من بينها إصبع مفصولة ملقاة على الرصيف أمامه، كانت هذه هي القشة الأخيرة، تلك النظرة الواحدة جعلت كل شيء يصبح فجأة أكثر من أن يُحتمل، ويقرر الهولندي ترك لبنان. أو تلك المرأة التي يقصُّ كاتبنا قصتها حينما كانت تنشر الغسيل في بيروت فيما كان يوجد تبادل لإطلاق النار قريبًا منها، وفي لحظة ما، سقط الغسيل على الأرض لأن أحد الحبال التي كانت تستخدمها قد أصابتها رصاصة، وهي نفس الرصاصة التي كان من الممكن أن تصيبها خلال الاجتياح الإسرائيلي، عندها أصابتها الهيستريا وأرادت المغادرة فورًا إلى هولندا.


في ليبيا تحت حكم القذافي

في ديسمبر عام 1982، وبعد عامين من تعيينه في بيروت، انتقل كاتبنا إلى طرابلس واعتبرها أسوأ محطة عمل له، ولكنه لم يندم على اختياره للعمل هناك؛ كانت مغامرة جديدة. ويذكر لنا أن دبلوماسيًّا إيطاليًّا كان يعمل في ليبيا، وخلال أزمة ثنائية بين بلاده وليبيا هُدِّد بالطرد من البلاد باعتباره شخصًا غير مرغوب فيه، فردَّ الإيطالي قائلًا: “بكل سرور!”، لكنَّ الليبيين لم يحققوا رغبته، بل طردوا دبلوماسيًّا إيطاليًّا آخر بدلًا منه.

مِن أهمِّ القصص التي يذكرها الدبلوماسي الهولندي لقاؤه مع الرجل الثاني في نظام القذافي، الرائد عبد السلام جلود، وهو أحد المقربين من القذافي وكان رئيس الوزراء لعدة سنوات. وظهرت مشكلة بعد هذا اللقاء، وهي أن جلود كان اهتمامه الحقيقي منصبًّا على العلاقة بينه وبين الموظفات في الشركة الهولندية، لا على العلاقات الهولندية، وزاد تركيز جلود على إحدى السكرتيرات بشكل خاص، وأراد تحديدًا موعدًا معها لأغراض تتجاوز مجرَّد إجراء محادثة ودِّية، وبدأ يمارس ضغوطًا على الشركة الهولندية لترتيب هذا اللقاء.

أصبحت الشركة الهولندية بذلك عرضة للابتزاز، وكان من الحكمة أن يُخرِجوا المرأة المعنية من البلاد على الفور لضمان عدم عودتها مطلقًا. وكان هذا مثالًا واضحًا على المخاطر التي ترافق إقامة علاقات أوثق مع ممثلي نظام فاسد، كما هي الحال في ليبيا. ويُشير نيقولاوس إلى طابع الغطرسة لدى الموظفين الليبيين، وفي المجمل فرح نيقولاوس بمغادرة ليبيا التي كانت من بين القليل من البعثات التي لم يشعر فيها بأي حنين عندما ركب الطائرة، دون النظر إلى الوراء لإلقاء نظرة أخيرة على البلد الذي غادره.


في عراق صدام حسين

في ربيع عام 1988، قرر وزير الخارجية الهولندي فان دن بروك تعيين نيقولاوس فان دام سفيرا في بغداد، وبهذا أصبح نيقولاوس في سن الثالثة والأربعين أصغر سفير هولندي. وعدما أخبر والده أنه سيذهب إلى بغداد، تفاعل بحماس قائلًا: “يا له من أمر رومانسي!”، إذ تبادر إلى ذهن والده صورة الخليفة هارون الرشيد وحكايات ألف ليلة وليلة، ولكن العراق كان في القرن العشرين أقل رومانسية من صور العصور القديمة.

وقد تقدَّم نيقولاوس بأوراق اعتماد إلى عزت الدوري، نائب الرئيس العراقي، وهو أحد أبرز البعثيين الذين لم يُقبض عليهم بعد الاحتلال الأمريكي-البريطاني للعراق. وصل نيقولاوس إلى بغداد في أجواء الحرب بين العراق وإيران التي كانت لا تزال قائمة، لكنها كانت في مرحلتها الأخيرة، وقد استمرَّت الحرب لمدة ثماني سنوات وبدأت منذ عام 1980.

تروي المذكرات ما سمعه الكاتب عما حدث للأكراد من ظلم وانتهاكات وكيف كان يجري إخفاء المعلومات في العراق، والطابع الأمني الذي وَسَمَ الحياة في عراق صدام حسين. والتوجس الأمني هو ما تشعر به بين صفحات المذكرات، فالكاتب يصوِّر حكم البعث المستبدّ، حيث كان نشاط بسيط مثل مراقبة الطيور يمكن أن يُعتبر مشبوهًا للغاية. كان امتلاك المناظير أصلاً محظورًا في العراق، إذ كان من الممكن استخدامها في مراقبة المنشآت العسكرية أو الأهداف المهمة. كانت الآلات الكاتبة ممنوعة دون إذن خاص، خوفًا من طباعة منشورات ضد نظام صدام حسين، أما الآلات الكاتبة التي سُمِح بها فكان يجب أن يؤخذ نوع من البصمة لها مسبقًا، حتى يمكن تتبُّع مصدر أيِّ وثائق مطبوعة، ومراقبة المنشورات.

عاش السفير الهولندي في أجواء الرقابة الصارمة والقيود المشددة على حريات التعبير، وكان على السفير أن يقدِّم مذكرة إلى وزارة الخارجية العراقية قبل مغادرة بغداد، وذلك قبل أسبوع على الأقل. كان يجب أن تحتوي المذكرة على تفاصيل دقيقة عن خط سير الرحلة، وتاريخ السفر والأشخاص المرافقين، وبسبب ذلك فشلت أي خطط عفوية لتنظيم رحلات شخصية في نهاية الأسبوع.

ويفصِّل المذكرات في قضية الرهائن الهولنديين في حرب الخليج وحالة التجسس على السفارة، والتجسس على مكالمات الهاتف. توقفتُ عند قصة عجيبة في حرب الخليج عندما نهبت القوات العراقية عديدًا من المتاجر في الكويت، وبعد ذلك عُرضت السلع الفاخرة في أسواق بغداد، مثل ساعات رولكس والسجاد الفارسي الفاخر، وحتى السيارات المسروقة. اشترى عديد من الرهائن الهولنديين العالقين في العراق هذه السلع الفاخرة بأسعار منخفضة، ورغبوا في إرسالها إلى هولندا عبر الساعي الدبلوماسي، وبمجرد أن سمع السفير بذلك وضَع حدًّا للأمر ورفض نقل البضائع المسروقة خارج العراق. تكمُن المفارقة في أن هؤلاء الرهائن رغم احتجازهم تحت نظام صدام حسين، اشتروا قطعًا مسروقة من الكويت للاستفادة بها، ورغبوا في شحنها إلى بلدانهم، ولم يدركوا الخطأ الأخلاقي في الإقدام على هذا الفعل، بل إنَّ بعضهم حاول شحن سجادة فارسية باهظة الثمن، ولم يكُن السفير نيقولاوس فان دام برفضه مثل هذه الأفعال محبوبًا بين الجالية بسبب مثل هذه القرارات.


غادر السفير الهولندي العراق في 24 ديسمبر 1990، لكنه سرعان ما تلقَّى توبيخًا شديدًا من وزارة الخارجية، سنعرف قصَّته في الحلقة القادمة من مذكرات الدبلوماسي والسفير الهولندي في الشرق الأوسط نيقولاوس فان دام، ونتابع عمله في مصر وتركيا والعمل مبعوثًا لسوريا في إسطنبول، وقصة كتابه عن الطائفية في سوريا.

شارك

مقالات ذات صلة