من أجمل الأفلام الرومانسية الحربية وترشّح لـ 7 جوائز أوسكار.. Cold Mountain
فيلم “كولد ماونتن” الذي أُنتِجَ في عام 2003، هو واحد من أجمل الأفلام الدرامية الرومانسية التي تدور أحداثها أثناء الحرب، وقد أخرجه المبدع “أنتوني مينغيلا”، كما قام بكتابة النص السينمائي باحترافية عالية باقتباسه من رواية تحمل الاسم نفسه للكاتب “تشارلز فريزر التي أصدرها في عام 1997 وقد حقّقت مبيعات ضخمة حول العالم.
تدور أحداث الفيلم أثناء الحرب الأهلية بين ولايات الشمال والجنوب في أمريكا، ونرى جنديًّا جريحًا يدعى “إنمان” وقد هرب من الجيش ليعود إلى محبوبته “إدا مونرو”، وفي رحلة العودة يواجه عدة مصاعب ويلتقي بمجموعة من الشخصيات المختلفة، وخلال ذلك تقوم “إدا” بالاعتناء بمزرعة والدها الراحل القس “مونرو” بمنطقة “كولد ماونتن”، وتأتي لمساعدتها امرأة شابة غريبة الأطوار تدعى “روبي ثوس”
قضى “انتوني مينغيلا” 5 أعوام وهو يعمل على الفيلم، ابتداءً بتحضير النص والأمور الإنتاجية، ومن ثم مرحلة التصوير التي استغرت وقتًا طويلًا بسبب الظروف الجوية في موقع التصوير الأساسي في رومانيا، واضطر إلى إجرإء بعض التعديلات على النص، وبعد الانتهاء من التصوير أمضى نحو عامٍ كامل في مرحلة المونتاج.
كانت هناك مَشاهد تتطلب من بعض الشخصيات استخدام آلات موسيقية للعزف، وجرت العادة أن يتم إسناد عازفين مختصين للقيام بالمهمة على أكمل وجه بدلًا من الممثلين، واستخدامهم كممثلين بديلين بتطابق البنية الجسدية، ولكن “نيكول كيدمان” بشخصية “إدا مونرو” توّلت بنفسها عزف معزوفات البيانو، وكذلك “بريندان غليسون” بشخصية “ستوبراد ثوس” عزف جميع المعزوفات المطلوبة على الكمان بنفسه، حيث كلاهما يتمتّع بالموهبة والخبرة المؤهلة للعزف.
إنّه فيلم رائع وشاعري ومؤثر، والموسيقار اللبناني الفرنسي “غابرييل يارد” صاغ أعذب الموسيقات لهذا الفيلم، والتي جعلته أروع مما هو عليه، كما أنّ التصوير كان خلّابًا، وكذلك المونتاج وتصميم المواقع والأزياء وبقية الأمور التقنية. بلغت ميزانية إنتاج الفيلم 79 مليون دولار، وقد حقّق إيرادات عالية تزيد عن 173 مليون دولار في شبّاك التذاكر في أمريكا وبقية دول العالم.
فازت “رينيه زيلويغر” بجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة مساعدة لقاء إبداعها بشخصية “روبي ثوس”، وترشّح الفيلم لـ 6 جوائز أخرى، لأفضل ممثل “جود لو”، الذي أبدع في أداء شخصية “إنمان”، وأفضل موسيقى تصويرية لـ “غابرييل يارد”، وأفضل تصوير وأفضل مونتاج، كما تنافست أغنيتان على جائزة أفضل أغنية.
“أنتوني مينغيلا” هو أحد أفضل صنّاع الأفلام البريطانيين، حيث أنّ أفلامه التي أخرجها كانت جميعها من كتابته، ومن المؤسف أنّه أخرج 6 أفلام فقط على امتداد مسيرته الفنية القصيرة، وأجملها فيلم “The English Patient” الذي فاز عنه بجائزة الأوسكار لأفضل إخراج، وأيضًا فيلم “The Talented Mr. Ripley”، حيث توفّي عن عمر 54 عامًا بعد تعرّضه لنزيف شديد بعد عملية جراحية.