سياسة
سجل التاريخ السوري فصولاً مظلمة تخللتها موجات من الاستبداد والقمع منذ سيطرة حزب البعث على السلطة عام 1963. شهدت البلاد تحولاً عميقاً مع استيلاء حافظ الأسد على الحكم في عام 1970، ضمن ما سُمّي بـ”الحركة التصحيحية”، مما أدى إلى إرساء نظام شمولي يستند إلى أسس أيديولوجية وطائفية تهدف إلى ضمان سيطرة عائلية ومجموعة ضيقة من المنتفعين على الدولة. ترك هذا النظام بصماته الوخيمة على نسيج المجتمع السوري، إذ خاضت مؤسسات الدولة حرباً ممنهجة ضد الأصوات المعارضة والتعددية السياسية، ما مهد الطريق لسلسلة من الجرائم ضد الإنسانية.
على غرار تجريم النازية بعد الحرب العالمية الثانية بهدف منع تكرار الفظائع، فإن تجريم النظام الأسدي أصبح ضرورة تاريخية لحماية مستقبل سوريا. إذ لم يكن نظام الأسد مجرد حكم استبدادي فردي، بل كان مشروعاً إجرامياً منظماً بُني على أسس القمع والاضطهاد. ويتجلى ذلك في عدة محاور:
لا تكتمل معاناة الشعب السوري دون الاعتراف بتدخل إيران المعروف بـ”النفوذ الإيراني”، والذي يتجاوز مجرد الدعم العسكري ليصل إلى تغيير البنية الفكرية والسياسية للبلاد. ويشمل هذا المشروع عدة أبعاد:
كانت الثورة السورية تعبيراً عن رغبة الشعب في الحرية والعدالة والكرامة الوطنية. واليوم، تتجلى مسؤوليتها في مواجهة كلا المشروعين الخطيرين:
من بين الخطوات الثورية الجوهرية التي تمّ اقتراحها في إطار بناء سوريا الجديدة، إدراج مادة دستورية تُجرد الأسد ومناصريه من الشرعية. وتقوم المادة على النقاط التالية:
يرى عدد من الخبراء أن تجريم الأسدية والنفوذ الإيراني ليس مجرد مطلب سياسي بل إجراء قانوني يستند إلى مبادئ القانون الدولي لحقوق الإنسان ومحاكمات جرائم الحرب. ولهذا:
إن الطريق نحو سوريا مستقلة وديمقراطية لا يُبنى على أسس الخوف والرعب، بل على تحقيق العدالة التاريخية وترسيخ مبادئ سيادة القانون وحقوق الإنسان. إن تجريم الأسدية والنفوذ الإيراني مع إدراج مادة دستورية تُجرد الأسد ومناصريه من الشرعية يعد خطوة حاسمة لضمان عدم تكرار فصول الماضي المظلمة.
هذا الإجراء يعكس إرادة الشعب السوري في بناء وطن يتمتع بالعدالة والحرية واستقلال القرار، ويضع الأساس لتحقيق مستقبل يخلو من أثقال الاستبداد ونفوذ الهيمنة الأجنبية.
بهذه الطريقة، يظل الطريق مفتوحاً لتحقيق سوريا جديدة تسودها العدالة والحرية، حيث تُدرك حقوق كل فرد ويتم محاسبة كل من حاول سرقة الحرية وإحياء المشهد الاستبدادي.