سياسة

سياسة مصر الخارجية تحتاج صياغة جديدة كلية

أبريل 14, 2025

سياسة مصر الخارجية تحتاج صياغة جديدة كلية

سياسة مصر الخارجية تحتاج صياغة جديدة كلية وهذا يعني بناء نظرية جديدة للأمن القومي المصري، أن هناك إسهامات قديمة جدا من السياسات المصرية السابقة وقد تجاوزها الواقع. ولا بد لهذا الطرح أن يكون موضوعيا وسليما وبالأخص أوضاع مصر الاقتصادية. الوضع المزري الحالي الذي توضع مصر فيه وضع التابع، وقع لا يستقيم. وضع مصر القائم أبدا هو أن تمارس فيه وضعها في مجالها الحيوي وفي محيطك بلا عنتريات وحسابات ترى تحت قدميها فقط، وتدخل مصر في مغامرات لا تتحملها السلطة ولا الوطن كذلك. ناهيك ونحن نتحدث عن قرارات مصيرية ستبقى لأجيال قادمة ستدفع نتيجة قراراتنا اليوم. وليس من بينه الاستسلام للأمر الواقع في أي قضية وطنية إن كان في موقفنا في الشرق أو في الغرب أو في الجنوب أو حتى في شرق المتوسط. من الجهات الأربع أعماق مهمة واستراتيجية وحساسة لمصر، فضلا عن كونها امتدادا لمصالح إقليمية مشتركة والتقاء ثقافي لكل تلك الأبعاد.


الاقتراب الذي تتبناه مصر والذي نؤمن به هو أن مصر بحاجة لإطار أوسع للتعاون مع أشقائها وجيرانها ومع القوى الرئيسية في العالم. لهذا المنهاج فوائد مباشرة من بينها أن تقدم مصر نفسها للعالم بوجهها الحقيقي بعد أن تحقق الانتقال المدني الديمقراطي وبعد أن تتخفف من أعباء الديون وتكون دولة قانون ولديها اقتصاد ناجح. ساعتها تستطيع التعامل مع العالم بشكل وصفته دائما بأنه ودّي وندّي. لا تبعية فيه ولا عدائية كذلك. كذلك أنا لا أنظر إلى دول الطوق العربي تركيا وإيران وباكستان لإنها على أنها دول مهمة بينها وبين مصر خلافات وهذا بالتأكيد واضح. لكن يمكن إيجاد مساحات للتفاهم تحفظ حقوق مصر وأشقائها أيضا من دول الجوار لهذه الدول الثلاث. وحينما تتحدث عن تركيا وإيران أنت تتحدث عن دول مركزية وقومية وتاريخها مع المنطقة تاريخ طويل مع المنطقة العربية. تستطيع إيجاد مساحات مشتركة تراعي فيها الأمن القومي المصري والعربي، وأرى أنهما متكاملان.  مصر لها مصلحة حقيقية في استقلال وازدهار أشقائها العرب ونحن فعلا نحتاج إلى نظرية جديدة للأمن القومي بالشكل العملي لا دعائيا ولا عاطفيا.


إسرائيل لا يقال فيها أكثر مما قلنا في كل مناسبة، فلسطين تضرب مثلا في المقاومة والتشبث بالأرض. الفظائع التي ترتكب الآن أظن ستضاعف. أنا باق على موقف فلسطين شعب حي ولن تموت قضيته أبدا. من الجبن بل من التواطؤ مع الاحتلال أن تخاف على أرضك ولا تخاف على أرضهم، فهم وحدهم يدفعون ثمن أراضينا جميعا. إن لم يتسق المجتمع الدولي والأحرار في كل أنهار العالم لنصرة ومساندة الشعب الفلسطيني ستتغير المنطقة العربية بما في ذلك مصر، وستتغير مفاهيم العدو والصديق والنصير والمستنصر والمتواطئ. هذا المكان الحالي الذي ورطتنا فيه سلطة لا تعي لا أدوات وحجم ومكانة الدولة المصرية. الالتزام بالمعاهدات والانسياق وتحت أي ظرف سأحترم وسأحتكم إلى وجدان الشعب المصري بعد حرب الإبادة على غزة.


المنطق يقول إن بقاء هذا الوضع في غزة يستحيل استمراره مدى الحياة. لا لإسرائيل ولا لداعميها. حتى لو هيأ ذلك من أسباب لتنفيذ المخطط الصهيوني  الذي بات معلنا من أجل إخلاء قطاع غزة وتهجير سكانه وخلق نكبة جديدة للشعب الفلسطيني.

شارك

مقالات ذات صلة