سياسة

أسجل للتاريخ.. ماذا ستفعل هذه السلطة!

مارس 24, 2025

أسجل للتاريخ.. ماذا ستفعل هذه السلطة!

الجمعة ٢٧ أكتوبر ٢٠٢٣


لا أعلم أين ولا كيف سأكون. أعلم أنها ستكون مبادئي وأين سيستقر ضميري. أعلم أني سأكون مرفوع الهامة، وكل من مثلي، نبحث عن مصر التي أقسمنا على استردادها بكل السبل المشروعة، بكل طريق دستوري وقانوني، بمصر التي لن نستردها غصبًا ولا عافية، لأن الحقوق لا تُسترد في الظلام ولا بالحيل والبلطجة. نحن الأكبر والأقوى وأصحاب القضية. نحن الأحق، نحن المواطنون. أعلم أن أشقاءنا صامدون، ملهمون، محتسبون، وأعلم أن الأهوال الآن ستفتح بابًا للجحيم، وأن العدو سيؤذي أشقاءنا ممن لا يحملون السلاح في فلسطين. الشهداء منهم والأحياء أبطال دون سلاح. المدنيون العزل يخوضون جحيمًا ويضربون المثل. يعودون للأرض لو انحطّت السماء على الأرض، يعودون.

واهمٌ من صوّر لنفسه أن الفلسطينيين راحلون، كما صوّر زورًا وبهتانًا أنهم باعوا أرضهم وعرضهم، واكتفوا بصليل بضعة ملاليم ضيّعت فلسطين. لا، ولم يُضع فلسطين إلا ثلاثة: محتل غاصب وراءه غطرسة الهيمنة الإمبريالية، وخائن تواطأ بالتطبيع على دماء شعب ينزف ولن يموت، وجار لا يفهم أنه أولى بالشفعة والنجدة والحماية.

هذا اليوم، الجمعة ٢٧ أكتوبر ٢٠٢٣، كنت قد قطعته وتعاهدت عليه مع زملائي في الحملة، في مؤتمر سبقه في الثالث عشر من أكتوبر، اتفاق أن نُعلن للرأي العام المصري عن خطواتنا التالية في إطار مشروعنا السياسي، في ضوء التشاور مع الدوائر الأربعة التي اعتدت التشاور معها بعد ما مرّت به الحملة من تضييق ومنع والقبض على زملائنا من الحملة والمؤازرين لها. كان من الصعب جدًا الحديث في اللحظة المشحونة بكل آلام اللحظة، والتركيز بكل حواسي في مصير مصر، في كل كلمة أقولها ونقرّرها سويًا في الحملة المستبسلة، وفلسطين تمر أمام أعيننا بالجحيم الحيّ الحارق، لكل من له بقيّة من ضمير.


أولًا:  اتفقنا آنذاك على تقديم كل الدعم الواجب والمستحق للشعب الفلسطيني البطل ومقاومته الباسلة، التي تضرب أروع المثل كحركة تحرر وطني تسعى لتحرير أرضها من هذا الاحتلال البغيض والطويل، وهي جديرة بالنصر بعد كل ما قدمت على مدار عقود طويلة من الزمن، والذي تستبسل في تقديمه في هذه اللحظة. في سبيل ذلك ندعو جموع الشعب المصري لتقديم كل ما يستطيع – من خلال القنوات المشروعة – ودون تأطير الواجب “اصطفافًا خلف القيادة” بل “اصطفافًا ضد العدو”.

لا تُحوّلوا الأخوة الوطنية بين المصريين والفلسطينيين إلى زفّة كاذبة يحرسها أمنٌ يحبس أبناءنا، وأبناءهم يُصنّف فيها المتواطئ بطلًا والمتضامن إرهابيًا يستوجب حبسه. أطلقوا خيرة أبنائنا وأبنائهم المحبوسين على ذمّة قضايا فلسطين زورًا وبهتانًا. افتحوا الساحات دون دعوى، دون تنظيم، دون حراسة الأمن الوطني. افتحوا الأبواب للشعب، وافتحوا معبر رفح. نريد موقفًا صريحًا من ممارسة سيادتنا الكاملة على أرض مصر، على المعبر ومحور صلاح الدين. اخترنا لإدخال واجبنا لإخواننا في غزة، لو لم يسُؤ الحال (المقال كان بتاريخ ٢٧ أكتوبر ٢٠٢٣)، الأزهر الشريف والهلال الأحمر لإيصال ما نستطيع.


ثانيًا:  ندعم قرارات السلطة في جدول زمني محدد يحافظ على أمن الوطن وسلامة أراضيه، وتلتزم بتقديم الدعم الكامل للفلسطينيين، وتمارس السيادة الكاملة على معبر رفح وحدودنا السيادية، ولا تتواطأ أو تتهاون في أي تجرؤ على سيادتها على أي نقطة من الأراضي المصرية، وأن تفتح معبر رفح للفلسطينيين، وتمرر كل ما يحتاجه الشعب الفلسطيني، ولدخول إخواننا لنجدتهم، واعتبار فلسطين العمق الاستراتيجي لمصر، واعتبار الأبطال الفلسطينيين يدافعون عن هذا العمق، والتعامل مع المقاومة الفلسطينية بالعرفان لها كحركة تحرر وطني، والتزام مصر بكل أدوار الوساطة التي تدعم سلامة الفلسطينيين ووقف حرب الإبادة الجماعية، وعدم تصفية القضية الفلسطينية بالتهجير وإخلاء القطاع من سكانه على حساب السيادة المصرية.


ثالثًا: نستمر في بذل أي جهد ممكن، أو سعي متاح للإفراج عن كل زملائنا المحتجزين، سواء من أعضاء الحملة الانتخابية أو من أنصارنا. وفي هذه اللحظة بالتحديد، أكرر المطالبة بالإفراج عن كل أنصار الرأي ومعتقلي قضايا الفكر والتعبير، والقضايا الوطنية والضمير، لنرفع عن ضمير الوطن هذا العبء السياسي والأخلاقي.


رابعًا: وهي النقطة الرابعة الأصعب في طبيعة اللحظة الراهنة (أكتوبر ٢٠٢٣)، وهي عهد لما قطعناه فيما يتعلق بوفاء المشروع السياسي، بعد مشاورات شملت الزملاء والزميلات، أعضاء الحملة الانتخابية، أنصارنا ومؤيدينا، طيفًا واسعًا من الرموز الوطنية، والأطياف السياسية، وتنوعاتها الفكرية والعمرية، وأخيرًا أشركنا الرأي العام. معظم هذه الدوائر الأربع جاءت متطابقة، مع اختلاف طبعًا في النسب المؤية لكل شريحة. عدت في إعلاني المباشر فيما يخص المشروع السياسي، ربما أرجئه لمقال آخر بالتفصيل، لأنه يستحق التمحيص والشرح، لكني أُشفع مقالي هذا ببيان نشرته الحملة آنذاك عن موقفنا من القضية الفلسطينية، ويحمل ما لن يتغير، مهما تغيّرت تطوراتها. مبادؤنا تجاه أشقائنا في فلسطين هي:


بيان:

إن تمادي الاحتلال الصهيوني في جرائمه البشعة والمتكررة لم يكن ممكنًا إلا في ظل الانحياز الدولي الأعمى، وقبل ذلك، وأهم، هواننا على أنفسنا وعلى العالم.


المطلوب الآن و”فورًا“:

  1. ممارسة السيادة الكاملة على معبر رفح وفتحه بشكل دائم لإدخال المساعدات وكل الاحتياجات الضرورية لسكان قطاع غزة، والتصدي الحاسم للاعتداءات الإسرائيلية عليه.
  2. دعم الشعب الفلسطيني البطل ومقاومته الباسلة بـ (كل ما يلزم) لصد العدوان وتعزيز الصمود والدفاع عن الأرض والحفاظ على الأرواح.
  3. الرفض التام والكامل والنهائي، والمعلن بكل قطع وحزم، لأي حديث من أي جهة عن تهجير الفلسطينيين بقطاع غزة إلى أي مكان خارج أرضهم التي يقاتلون عليها بكل شرف واستبسال.
  4. السماح للشعب المصري بالتعبير عن كل صور التضامن والدعم الواجب للشعب الفلسطيني الشقيق والجار، وصاحب الحق القانوني والإنساني في الدفاع عن وطنه.
  5. طرد السفير الإسرائيلي، واستدعاء السفير المصري من هناك، والدعوة لاجتماع طارئ وفوري لجامعة الدول العربية على مستوى القمة.
شارك

مقالات ذات صلة