فيلم “The Sixth Sense” أو “الحاسّة السادسة” الذي أنتِجَ في عام 1999 هو واحد من أجمل الرعب والإثارة والغموض، وقد أخرجه “إم نايت شيامالان”، كما قام بكتابة نصّه السينمائي، وقد أبدع في مهمّته.

تدور أحداث الفيلم حول “كول سير”، وهو طفل مضطرب ومنعزل في التاسعة من عمره، ويبدو أنّه يمتلك حاسّة سادسة نادرة، إذ يدّعي أنه قادر على التخاطب مع الموتى، وهو يعيش مع والدته “لين”، بينما الطبيب “مالكوم كرو” المختص في الأمراض النفسية يحاول مساعدة “كول” في محاولة للتكفير عن نفسه بعد حادثة أليمة مع أحد مرضاه السابقين، وهناك الكثير من المفاجآت التي لا تخطر على البال، وستصيب المشاهدين بالذهول.

الفيلم من بطولة “بروس ويليس” بشخصية الطبيب “مالكوم كرو”، و”توني كوليت” بشخصية “لين سير”، و”هيلي جويل أوزمنت” بشخصية “كول سير”، و”أوليفيا وليامز” بشخصية “آنا كرو”، وقد قدّموا جميعًا أداءً رائعًا. عبّرت “توني كوليت” عن تأثّرها الكبير بالصدى العاطفي لقصة الفيلم أثناء التصوير، لدرجة أنها لم تدرك أنّه فيلم رعب إلى أنْ عُرٍضَ في السينما.

 

تم اختيار “هيلي جويل أوزمنت” لأداء شخصية الطفل “كول سير” لـ 3 أسباب، أوّلًا لأنه الأفضل من بين المتقدّمين، وثانيًا هو الطفل الوحيد الذي حضر إلى تجربة الأداء وهو يرتدي ربطة العنق، وثالثًا لأن المخرج “إم نايت شيامالان” كان متفاجئًا جدًّا حين سأله إنْ كان قد قرأ حوارات شخصيته، وأجابه “أوزمنت”: “قرأته 3 مرّات في الليلة الماضية”، وانبهر “شيامالان” قائلًا: “يا إلهي.. قرأت حوارات شخصيتك 3 مرّات؟!”، فأجابه “أوزمنت”: “لا، بل قرأت النص كاملًا 3 مرّات”.

 

خط سير الأحداث كان سلسًا ومشوّقًا طوال الوقت، بجمعه بين الدراما والإثارة والغموض والرعب، والتصوير كان متقنًا، وكذلك المونتاج، ولا أنسى الموسيقى التصويرية المميزة لـ “جيمس نيوتن هاورد”. عبارة “I see dead people” أو “أرى أشخاصًا موتى” التي ردّدها “كول سير” في الفيلم أصبحت من أشهر العبارات السينمائية، وتناقلتها الألسنة، وتم ذكرها في العديد من الأفلام والمسلسلات الشهيرة، واحتلت المركز 44 في قائمة أفضل 100 عبارة من الأفلام على مدار 100 عام بموقع معهد الفيلم الأمريكي AFI.

 

بلغت ميزانية إنتاج الفيلم 40 مليون دولار، وقد حقّق نجاحًا منقطع النظير بإيراداته التي وصلت إلى أكثر من 672 مليون دولار في شبّاك التذاكر في أمريكا وبقية دول العالم، حيث نال الفيلم إعجاب الجمهور، والنقّاد أيضًا، وحين صدر الفيلم على أشرطة الفيديو في عام 2000 قام بشرائه وتأجيره أكثر من 80 مليون شخص، ولا تزال شعبية الفيلم مستمرة إلى يومنا هذا، حيث يحتلّ الفيلم مركزًا متقدّمًا في قائمة أفضل 250 فيلمًا في موقع imdb حسب تصويت الجمهور.

ترشّح الفيلم لـ 6 جوائز أوسكار لأفضل فيلم وأفضل إخراج وأفضل نص سينمائي أصلي وأفضل ممثل مساعد “هيلي جويل أوزمنت” وأفضل ممثلة مساعدة “توني كوليت” وأفضل مونتاج. إنه حقًّا فيلم جميل ومؤثّر، ويستحق المشاهدة بكل تأكيد.