مدونات

الملاعب اختارت غزّة.. كما فعلت دائمًا

مارس 16, 2025

الملاعب اختارت غزّة.. كما فعلت دائمًا

للكاتب: يونس جعادي

لم تكن عملية “طوفان الأقصى” التي شنّتها المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها في قطاع غزّة على “إسرائيل” فجر يوم السبت 7 أكتوبر 2023، وشملت هجومًا واسعًا من البر والبحر والجو وتسللًا للمقاومين من عشرات النقاط، مجرّد هجوم عادي على مستوطنات عدّة في غلاف غزة، بل كانت عملية واسعة، بدايتها حدود غزة مع غلافها، لكن مداها ضرب العالم، ليُخرِج القضية الفلسطينية من دائرة النسيان، ويعيدها إلى مركز الاهتمام العالمي بعد سنوات طويلة من التجاهل والتهميش.


كُرة في شباك “إسرائيل

امتد طوفان المقاومة من ساحات المعارك وقاعات الاجتماعات والمظاهرات في الشوارع والمدارس والجامعات، إلى مدرّجات الملاعب، لتكون جماهير كرة القدم “الرياضة الأبرز والأعلى جماهيرية”، وكعادتها ناصرة للقضايا العادلة، ومنبرًا يعبّر فيه المشجعون عبر “الألتراس” عن دعمهم للشعب الفلسطيني في الظلم الذي يطاله وما يزال.


نادي سيلتيك.. المثال العالمي الأبرز

لا يمكننا حصر جميع النماذج من أندية وفرق داعمة للمقاومة الفلسطينية وهي بالمئات وربما الآلاف، لكن من بين أبرز مشاهد الدعم للقضية الفلسطينية في ملاعب العالم، جماهير نادي سلتيك الإسكتلندي التي لا تُضيّع فرصة دعم الفلسطينيين، مع كل تصعيد “إسرائيلي” سواء على قطاع غزة أو باقي ربوع فلسطين، رغم تحذيرات الاتحاد الأوروبي كل مرّة، وكذلك تبرّؤ إدارة النادي الإسكتلندي من دعم جماهيره لهذه القضية، لكن جماهير الفريق عبر رابطة “غرين بريغاد” التي تعني “اللواء الأخضر”، تواصل نفس النهج في ظاهرة استثنائية تلفت الأنظار دائمًا.


من المثلث إلى البطاقة الحمراء

مشجعو النادي ذاته أطلقوا الحملة الأشهر ضد الكيان الصهيوني تحت شعار “أشهر بطاقة حمراء في وجه إسرائيل”، حيث طالبت بطردها من البطولات الدولية، وهي الحملة التي حظيت بدعم واسع من أندية عديدة وجماهير من القارات الخمس، لترفع لافتات بلغات مختلفة تحمل نفس الرسالة، وهي المبادرة التي وحّدت جماهير من كل بقاع العالم، تنتمي إلى ديانات وأعراق مختلفة خلف القضية الفلسطينية.


تتغير الكُرات.. والهدف واحد!

لم تتوقف انتفاضة الجماهير في العالم ضد المجازر الصهيونية داخل الملعب فقط، بل امتدّت للتظاهر رفضًا لإقامة مباراة فريق “إسرائيلي” ضد فريق إسباني ضمن منافسات الدوري الأوروبي في كرة السلة، حيث رفع المتظاهرون لافتات مندّدة بالمشاركة “الإسرائيلية” في الفعاليات الرياضية.


لا تنبؤ بمزاج الجماهير!

ومن بين الأمثلة على كمية الاحتقان والكره التي تحملها جماهير فرق عالمية كثيرة على الجماهير الصهيونية، ما جرى لمشجعي نادي مكابي تل أبيب على هامش حضورهم مباراة فريقهم مع فريق العاصمة الهولندية أياكس بالدوري الأوروبي لكرة القدم، حيث تعرّض المشجعون الإسرائيليون بعد المباراة للاعتداء في أماكن متعددة من المدينة، واضطرت الشرطة الهولندية إلى التدخل مرات عدّة لحمايتهم ومرافقتهم إلى الفنادق.


الجماهير العربية.. تبقى وفية لعادتها

رغم حاجة الفلسطينيين لمدرجات الملاعب العالمية لإيصال صوتهم وتدويل قضيتهم بشكل أكبر، خاصة لغير العرب والمسلمين، إلا أن مدرجات عدد من الفرق الكروية العربية ذات الشعبية الكبيرة تبقى منبرًا مهمًا بتأييدها ودعمها المستمر للقضية الفلسطينية، خاصة في دول شمال أفريقيا، حيث تتزيّن الملاعب بكل ما له علاقة بفلسطين، كما لا تخلو الأهازيج من دعم لهذه القضية المركزية للأمة.

ومن أبرز الفرق الشعبية العربية الداعمة للقضية الفلسطينية من خلال المدرجات منذ السابع من أكتوبر: الترجي التونسي، والرجاء والوداد المغربيان، ومولودية واتحاد الجزائر، وأهلي طرابلس الليبي.


غزة.. الاختيار

ختامًا، يمكننا القول إن الجماهير الحرّة داخل الملاعب الشريفة اختارت أن تصرخ عاليًا بكل اللغات وبكلمة الحق، ليخرج صدى صوت الحرية للعالم مردّدًا: نختار غزّة.. كما فعلنا دائمًا.

شارك

مقالات ذات صلة