تأملات
في معرض القاهرة للكتاب، بحثتُ عن عدّة عناوين لكتبٍ أريد الحصول عليها من القاهرة تكون مؤنسة لي في غربتي، وكان من ضمن اختياراتي كتاب «رؤى وذات» للسيدة صافي ناز كاظم. عشت مع الكتاب عدة ليالٍ ممتعة ومفيدة، حتى إنني ذهبت إلى العمل وحكيت لصديقي عنه في غرفة التركيب، أي غرفة المونتاج بلهجة أهل تونس، وحينها سمعني صديق صحفي من جيل أكبر مني، فقال لي: «هل قرأت الكتاب؟»، أجبت بالإيجاب وأنني أنوي الكتابة عنه، فكان ردُّه عجيبًا: «لم أفهم الكتاب، ولم أعرف هذه الشخصيات التي تحكي عنها الكاتبة»! كانت الإجابة مفاجئة لي لكنها دفعتني إلى النظر في فهرس الكتاب مرة ثانية، ومحاولة التفكير في الرابط بيني وبين الشخصيات التي تحكي عنها الكاتبة.
والرابط الذي خلصت إليه هو أن والدي عبد العزيز الهجين من مواليد منتصف العشرينيات، ثم تزوّج أمّي في نهاية الخمسينيات من عمره، وأتيتُ إلى الدنيا في بداية التسعينيات، وكان يحلو لصديقي يوسف أن يقول لي إنني وُلدت في الجيل الخطأ، ثم يستطرد في شرح فكرته فيقول إنّ والدي قد شهد أهمّ الأحداث في تاريخ مصر في القرن العشرين، مثل ثورة يوليو والعدوان الثلاثي، وهو في عنفوان شبابه، وكان يعزو غرقي في تاريخ الجيل الأدبي الأول في مصر إلى أن هذا هو جيلي الحقيقي. والصراحة أنّ هذا التحليل أعجبني؛ اطمأننت على شعوري بالركون إلى أدباء مصر ومثقفيها ومعاركهم الفكرية، وهي الأسماء التي تراها بكثرة في كتاب «رؤى وذات» للسيدة صافي ناز كاظم.
والصراحة أنني أجد نفسي مع المازني والعقاد والزيات ووديع فلسطين وشخصيات من الزمن الماضي في كتابتهم وسِيَرهم، وأنا أعي عيوب هذا العصر ومشكلاته وثغراته، لكني أُحِبّ الإطلالة على زمنهم الأدبي.
كتاب المعرض
كلَّما تصفَّحتُ الكُتب التي حصلت عليها من معرض القاهرة للكتاب، أدركتُ قيمة واختلاف نوعية ما تكتبه السيدة صافي ناز. حاولت التفكير في الأسباب ومشاركة القارئ فيها. الصدق والذاتية والصراحة هي مفاتيح تفسير ما تخطُّه هذه الكاتبة، الصدق في أن يدوّن القلم حديث النفس والبوح وشرح الذات دون مجاملة، وهي في سبيل ذلك تعبِّر عن استقلاليتها الفكرية، وتعطي آراء وانطباعات عن مثقفي جيلها وصحفيي زمانها بلا حسابات، إلا تجربتها الشخصية ومعايشتها في هذا الزمن، وهي تُحِبّ الذاتية لأنها لم تتشرف بمقابلة الموضوعية على طول مشوار حياتها.
وفي فصول الكتاب كتابة ذاتية ممتازة وبوح شخصيّ. ثم يقول النقاد الكسالى إنه لا يوجد في السِّيَر العربية اعترافات أو بوح! في هذا الكتاب تشرح هذه السيدة قصّتها مع زوجها الشاعر أحمد فؤاد نجم، وتقدِّم شهادة ثقافية وتحليلًا نفسيًّا لحالتها، وتثأر لنفسها في حقّها. تلد ابنتها نوّارة في 8 أكتوبر 1973، في فجر معارك التحرير، وتسمّيها نوّارة الانتصار. الاسم مِن اختراع صافي ناز واقتراحها، ولكن الناس يقولون الآن عندما يسمعونه: «طبعًا… مش أبوها شاعر؟!».
انظر إلى رسالتها إلى أحمد بهاء الدين وهي تكتب له: «أعتقد أنّ ميّ زيادة هي المثقفة الفنانة بين كل النساء اللاتي شاركن في الأدب العربي المكتوب في آونة القرن العشرين، بعدها لا أتذكّر واحدة. نازك الملائكة وفدوى طوقان تنقصهما الهيومر (رُوح الفكاهة) والطفولة والانغمار الحقيقي في التعبير.
قرأت أخيرًا غادة السمان، ’لا بحر في بيروت‘، وزهقت مع كل سطر؛ كيف يحدث أن تروّج مجموعة حالات الشفقة على النفس غير المبررة، ملخّصها: آه ياني يا مثقفة يا امَّه، يا خرابي عندي 30 سنة ولا قلِّتش أدبي لسه، وكله من ملتون وكيتس وعقدة إلكترا اللي راكباني ياني!
فتفوتة فن لم أجد، فتفوتة فكر أو حنان أو إنسانية أو “هيومر”، لم أجد سوى جبن قريش منزوع الدسم. المهم أعود إلى حبي وأنتم، هل اقتنعت الآن بفكرتي أن الفنان ميت يتسلى بالخلق؟ في اليوم الذي أتزوّج فيه رجلًا أُحِبُّه وأنجب أطفالًا لن أكتب مطلقًا، وعندها يكون النجاح الحقيقي: امنحني قدرة عدم الكتابة! نجاحي كإنسانة على قيد الحياة، وماذا أكثر، إلى جانب رضا الله ورسوله؟».
وبالمناسبة، في كتاب «رؤى وذات» مقال رائع عن الحنين التاريخي والنوستالجيا، تسمّيه «وهم الزمن الجميل»، يعالج هذه الفكرة ببراعة، ويكشف صورة مميزة عن حياة اليهود في مصر. صورة دقيقة تردّ على ذكريات اليهود العرب المتدفقة التي تحكي نصف القصة فقط، لكن رواية صافي ناز جديرة بأن نقرأها ونضعها مع سيل المذكرات والشهادات مِن يهود عرب عن حياتهم في البلاد العربية. ما كتبتْه يكشف عن الطبقية والتعلُّق بإسرائيل في وجدان هذه الطائفة.
تفكيك مخالب الشاعر أمل دنقل
في الفصل الذي عبّرت فيه عن صورة للشاعر أمل دنقل، وكسرت الهالة التي تحيط بهذا الشاعر، وفككت مخالبه، وأوضحت وجهًا من وجوهه، تقول: «في ذلك الزمن كانت الساحة ’الشبابية‘ الأدبية والثقافية مليئة بالمخالب الجارحة، وكان الشاعر أمل دنقل أكثر المخالب تجريحًا، ينشط بشهية لإسالة الدماء، ينغرس في كل اسم ويدميه، ومسرحه اليومي ’مقهى ريش‘. وكان محمد إبراهيم أبو سِنّة هدفًا مغريًا له على الدوام، قابيل دنقل وهابيل أبو سِنّة. أفكِّر الآن لتحليل موقف أمل دنقل من محمد إبراهيم أبو سِنّة، ويداهمني احتمال لعلّ ’أبو سِنّة‘ لم يتصوره قَطّ، فربما كان أمل دنقل شديد الإعجاب بـ’أبو سِنّة‘، يتمنى لو كان هو، لو كانت له وسامته، لو كانت له شهادته الأزهرية العليا، التي لم يحصل أمل عليها ولا على غيرها، لو كان له نُبل ’أبو سِنّة‘ وتعفُّفه وترفُّعه وقدرته على كبح اللفظ الخشن والظن السيئ، ربما؟ ربما!
كان أمل دنقل دائم الاصطياد لـ’أبو سِنّة‘، يمكر ويكيد له ويغيظه ويقلل من قدر شاعريته، خصوصاً لدى المعجبين بشعر ’أبو سِنّة‘. يصغرنا أمل دنقل بثلاث سنوات، لكنه كان يبدو لي دائمًا عجوزًا، حتى ما قد كان يندّ عنه من طفولة، فقد كانت مثل طفولة العجائز، أو صبيانية. يكره الجميع، وإذا ما عَنَّ لك أن تكره أحدًا أمامه تجده قد انقلب إلى مغرم صبابة بذلك الذي تكرهه. مناوئ، مرهق المصاحبة، شديد الوله بالاستفزاز. عندما عرف أمل دنقل عن إعجابي بقصيدة ’أبو سِنّة‘ هاجمني قبل أن يلقاني. ليس هناك من لم يُصِبْه منه سهم طائش أو متعمّد، كانت له ملامح إخناتون ودور ست إله، الشر المزعوم.
ومما شحذ عداوة أمل دنقل تجاهي كان رأيي السلبي في ما كان ينشره وقتها من شعر غزليّ حسيّ سمج في مجلة الكواكب. كرهني جدًّا، وكرهته أكثر، وكان ذلك معلنًا على مقهى ريش، حتى داهمتنا 5/6/1967.
وفي ردهة مبنى الاتحاد الاشتراكي بميدان التحرير، حيث كانت تقام ندوات أشبه بسرادقات العزاء، عن شحذ الرُّوح بعد الهزيمة المختبئة وراء لفظ ’النكسة‘ المخفف، فوجئت بأمل دنقل يدفع إليَّ بقصيدته الخارقة ’البكاء بين يدي زرقاء اليمامة‘، قائلًا إنها ممنوعة رقابيًّا من النشر، وتحدّاني أن أكون موضوعية وأعلن إعجابي، لو أعجبتني، رغم عداوتي لعداوته. طِرْتُ بالقصيدة فرحًا مماثلًا لفرحي بقصيدة أبو سِنّة ’غزاة مدينتا‘، حتى قذفته الكاتبة بكوب شاي ساخن، فضَّل بعدها أمل ألّا يقترب منها إلّا وأمامها المثلجات. وفي الفصل الذي تكشف فيه عن عيوب أمل دنقل مثال صارخ كيف يجتمع الفن الراقي في الشعر مع الصبيانية وحب النميمة وإشعال الحرائق بين الناس في نفس إنسان واحد، هو أمل دنقل.
الحفاوة بالكتابة الجميلة
تستطرد الكاتبة صافي ناز كاظم في تحليل شخصية أمل دنقل، وتقصّ ذكرياتها مع الشاعر محمد إبراهيم أبو سِنّة، وهذا ما يميّز الكتاب، الصدق والتعبير عن موقفها من الكتب التي تحبّها والكتابة التي تفضّلها. انظر إلى حفاوتها في مقالةٍ بديعةٍ بالكاتب وديع فلسطين، وتسمّيه السهل الممتنع، وتحكي كيف تعرَّفَت إليه. أو انظر إلى قصّتها مع الشاعر أبو سِنّة، أو ذكرياتها مع نصوص إرنست هيمنجواي وترجمتها لفقرات من روايته «وليمة متحركة أو عيد متحرك» عن سنواته الذهبية في باريس. وأقف عند ترجمتها لهذه النصوص، وبالتحديد عند عبارة هيمنجواي: «كل ما يجب أن تفعله أن تكتب جملة واحدة صادقة، اكتب أصدق جملة عرفتها». وأظن أن صافي ناز كاظم نفّذَت هذه الوصية في الكتاب. وترى في الكتاب تقديرها لأبي الأطفال بابا شارو، وتقديرها لمنجز الكاتب فتحي رضوان، وكيف استكتبت هذا الكاتب المهم حتى ينشر كتابه «دور العمائم في تاريخ مصر الحديث»، واختيارها فقرات مميزة من هذا الكاتب الذي أُحِبُّه.
تقول الكاتبة صافي ناز كاظم: «وهُنا أحيلكم إلى كتاب المغفور له بإذن الله الأستاذ فتحي رضوان، طيَّب الله ثراه، ’دور العمائم في تاريخ مصر الحديث‘، الذي صدر في سلسلة كتاب الزهراء، العدد الأول، أبريل عام 1986، وفيه يرصد عمائم السيد عمر مكرم، والشيخ رفاعة الطهطاوي، والشيخ محمد عبده، وعلي يوسف، عمامة عظيمة على رأس فلاح، والشيخ عبد العزيز جاويش، والشيخ الأديب مصطفى لطفي المنفلوطي.
يقول الأستاذ فتحي رضوان، رحمه الله: «إذا تأمل الإنسان في تاريخ مصر الحديث، منذ بدَأ حتى اللحظة التي نكتب فيها هذه السطور، فستظهر له حقيقة غريبة، وهي أن مصر الحديثة صاغها وصوّرها وألهمها بالفكر ودعاها إلى العمل ورسم لها طريق النهضة شيوخ لم يتخلَّوا عن العمامة ولا عن الجبّة والقفطان، وحرصوا على أصول الحياة القديمة في الدار وفي خارج الدار، فأكلوا وشربوا، وتبادلوا أحاديث الأُنس على النسق الذي حرص عليه وتابعه آباؤهم وأجدادهم، وأن هؤلاء الشيوخ على شدّة حرصهم على سالف العادات وقديم المناهج كانوا قادة حركات تجديد، وروّاد نهضات تحرر، وناثري بذور ثورة وطليعة عهد جديد، وأنهم ثاروا وتمردوا واصطدموا بقوى أكبر منهم، ولكنهم لم يتزلزلوا، ولم يتخلَّوا عن رسالتهم، ولم يداخلهم الخوف أو يتسرب إليهم الشعور بالنقص»… نهاية مقتطف».
تُكْمِل الكاتبة صافي ناز قولها: «وبعد هذه المقدمة يعدّد في فصل بعنوان «المعممون في كل مكان»، إلى جانب شخصيات كتابه، أسماء يضيفها من شيوخ أزهريين، «مِن أضخم الزعماء تأثيرًا في عقول الأجيال التي عاصرتهم والتي جاءت من بعدهم، وفي مقدمة هؤلاء: علي مبارك، وسعد زغلول، وإبراهيم الهلباوي، وطه حسين، وأحمد حسن الزيات، وأحمد أمين، وحسن البنا، وسيد قطب، ومحمد الههياوي، وصادق عنبر، وعلي الجارم، ومحمود حسن إسماعيل، ومحمد عبد الحليم عبد الله، نجم الرواية في الأربعينيات. وبقي كبار مطربي مصر بلقب الشيخ يُنادَون به دائمًا، أمثال الشيخ سلامة حجازي، والشيخ سيد درويش، والشيخ زكريا أحمد، والشيخ محمد أبو العلا، والشيخ سيد مكاوي. ولا يفوتنّك أن بيرم التونسي بدأ حياته أزهريًّا في معهد ديني بالإسكندرية، لعله معهد الشيخ إبراهيم باشا»». انتهى المقتطف من كتابها الرائق «ذات ورؤى».
وتحتفي بالمستشار طارق البشري فتقول: «يحكي عماد بن طارق البشري عن والده في ورقة بعنوان ’أبي طارق البشري‘ الواقعة الأولى التي أدرك فيها أهمية والده، وهي مصادرة كتاب ’المسلمون والأقباط في إطار الجماعة الوطنية‘، وذلك في عام 1981، وكان عماد في الحادية عشرة من عمره، وقد أُوكل إليه وإلى أخيه زياد مهمة نقل نُسَخ الكتاب إلى مكان آمن. تلك هي اللحظة التي ارتاح فيها عماد وشكر الظروف السعيدة، فقد كان يعاني من كونه الطفل الذي لم يسجن والده بين أقران له في ملعب حزب التجمع… وكانوا يفتخرون أمامه بأنهم من أبناء المسجونين والمعتقلين السياسيين سابقًا ولاحقًا. والحمد لله، قالها عماد في نفسه ولسان حاله يكاد يقول: آدي كتاب بابا اتصادر، ويمكن ربنا يكرمنا ويتسجن… وكانت مصادرة الكتاب نقطة تحوُّل في علاقته بأبيه، جعلته يتساءل: لماذا صودر الكتاب؟ ومِن هذا الباب دلف عماد إلى عالم طارق البشري». هذا مثال لما تقيمه الكاتبة من حفلات فرح بالجادّين والملتزمين أخلاقيًّا بقضايا أُمَّتِهم، مثل مريد البرغوثي الذي كتبت عنه فصلًا ممتعًا في الكتاب، أو محمد فريد أبو حديد الأديب والإنسان.
هجاء الرداءة
بدأت الكاتبة صافي ناز كاظم الكتابة عام 1955، وسِنُّها 18 عامًا، لكنها لا تستنكف في تسمية الأمور بأسمائها في تصغير أحجام شخصيات لاكتها الألسنة في الوسط الثقافي كأنهم رموز، تُحطِّم هذا ببساطة وهي تحكي عنهم، مثل تعرُّضها للقصف من الزعابيب الساخنة المحملة بالتراب والرمال والزلط، التي جاء بها أو جاءت بيوسف السباعي. بلا مواربة قال لها الرجل: «مناخيرك دي هاجيبها الأرض»، قالها بوجه ممتلئ بالجهامة القاسية والبُغض والغِلّ الشديد.
ومثل تجهُّم أنيس منصور لها، أو قسوة فتحي غانم. أسماء تطنّ الصحف والإذاعات بأسمائهم. أو قصتها عند ذهابها إلى حفل مؤتمر الرواية، وهي تتذكر الشاعر صلاح عبد الصبور عندما أغفلوا دعوته لإحدى المناسبات، فقال بغضب لصافي ناز كاظم: «… ما انا في الهبابة دي اللي اسمها الكتابة من زمان..»..
وهي لا تقلق من الاقتراب من نقد عالَم نجيب محفوظ ومناقشة اقتباس له استعاره جابر عصفور في افتتاح المؤتمر، وتقول: «ما هذا الكلام الفارغ؟!»، ثم تضع رأيها في أدب محفوظ، وهي تقول ذلك بصوت مرتفع، محذرة من الإرهاب الثقافي الذي يصيح: «إذا تكلّم فلان فليصمت الجميع»، وتُنبِّه بغضبٍ إلى أن على الأوصياء الامتناع وأن يلملموا ألسنتهم، فهي تعرف ماذا تقول، وتعبّر عن رأيها بأن نجيب محفوظ لم يحترم المرأة قَطُّ في أدبه، وتعبّر عن رأيها بوضوح وصراحة لا تخلو من غضب.
أو حتى تتحدى الذوق الشائع في المجاملة، بعد أن تحدّثَت عن سناء البيسي وكتابتها. ذكرت كتاب «يوميات القلب المفتوح» لجمال الغيطاني، وقالت عنه إنه كتاب مملّ غاية الإملال، وهجاء عامّيَّة يوسف شاهين باعتبارها عامّيَّة الخواجات، فهي لا ترى أن مشكلة فيلم «المصير» هي العامّيَّة كما قال جلال أمين، أو أن الفصحى ليست الحل كما قال حسين أمين، بل هي ترى أن عامّيَّة يوسف شاهين نفسها ليست العامّيَّة التي يتحدث بها المصريون، ثم تشرح فكرتها عن عامّيَّة الخواجات.
«للفن الجميل سِرُّه الشافي من وجوم الأيام الصعبة». هذه العبارة البديعة من إنشاء الكاتبة صافي ناز كاظم، وكتابها فن جميل يساعدنا على نكد الزمن. هذا المقال يعبِّر عن حُبي للكتابة الجميلة الصادقة والذاتية، وإذا نجح المقال في شحذ همة القارئ في التوجُّه إلى أقرب فرع من دار الشروق وشراء الكتاب، فأنا ضامن له المتعة والفائدة.