سياسة

حميدتي وحاشيته.. حلم حكومة بيادق الشر!

مارس 9, 2025

حميدتي وحاشيته.. حلم حكومة بيادق الشر!

منذ مطلع أكتوبر 2024؛ بدأ مشروع مليشيا آل دقلو الإرهابية في حكم السودان بالحديد والنار، يتلاشى، إذ شن الجيش السوداني وقوات الإسناد والعمل الخاص، هجمات شرسة متوالية على المليشيا في مختلف ولايات السودان، براً وجواً وبحراً، وظل يحقق الانتصارات العسكرية الساحقة عليها، ابتداءً من جبل مويه في قلب ولاية سنار، ثم تحرير عاصمة الولاية سنجة، وانتقل الزحف الأخضر للجيش نحو ولاية الجزيرة، منتزعاً حاضرتها مدينة ود مدني من حضن الدعم السريع. في ذات الوقت كانت المليشيا تمنى بالخسائر الكبيرة في الخرطوم بحري، إذ نجح في استرداد مصفاة الجيلي للبترول، ومن ثم التحمت الجيوش مع سلاح الإشارة، وتم فك الحصار عن القيادة العامة الصامدة في الخرطوم.أما النصر الاستراتيجي الكبير كان في فك الحصار عن مدينة الأبيض من قبل متحرك الصياد.


والأسبوع الماضي، أعلن الجيش سيطرته الكاملة على الكباري بولاية الخرطوم، عقب تحرير منطقة شرق النيل، وبهذا تحوّلت موازين القوى حرفياً، وصارت المليشيا في خانة التطويق الشامل، تعاني الحصار والموت البطيء رويداً رويداً، ولا مهرب أمامها إلا عبر جسر جبل أولياء، والذي أيضاً لم تسلم فيه مرتزقتها من غارات سلاح الطيران الحربي والمُسيّرات.

تحت وطأة النيران الحامية التي حرقت مليشيات آل دقلو الإرهابية، على الرغم من توفير كافة الدعم العسكري المهول -بمليارات الدولارات- لها من محاور الشر برعاية إسرائيلية، انتقل وكلاء إسرائيل في المنطقة إلى تكتيك آخر تواري به خيباتها وسوءاتها، فجمعت حاشية حميدتي وظهيره السياسي في نيروبي، في مسرحية هزيلة لإعلان ما يسمى ميثاق تأسيس، للتوقيع على دستور للسودان، الذي ذبحوا أهله وشردوه في بقاع الأرض، وتشكيل حكومة موازية، لم ينجحوا في تكوينها عندما اجتاحوا الخرطوم والجزيرة وسنار وشمال كردفان ودارفور.


اختار الوكلاء، دولة كينيا تحديداً، لأنّ رئيسها وليم روتو؛ يده ملوثة بدماء السودانيين، وتربطه مصالح اقتصادية قديمة مع السفاح حميدتي، تكمن في شراكات ثنائية في مناجم الذهب بالسودان، بالإضافة إلى أن حميدتي يضع احتياطياً مقدراً من الذهب كودائع في البنوك الكينية. لذلك جاء أول ظهور لحميدتي عقب إصابته في الحرب، في نيروبي مع روتو في القصر الرئاسي. حميدتي اتفق مع روتو أن تدعم كينيا قيام حكومته المزعومة في السودان، في مقابل ذلك تتم طباعة عملة آل دقلو والجوازات في نيروبي، عبر مقاصة من ريع عوائد ودائع الذهب في بنوك كينيا.

 

سوق النخاسة السياسي في السودان، صار مفتوحاً للبيع والشراء والخيانة، لذلك لم يجد وكلاء إسرائيل في المنطقة كثير عناء، في استقطاب المتردية والنطيحة وما أكل السبع، من بائعي الضمير وبعض المفصولين سياسياً من أحزابهم وجوقة من الناشطين المتعطلين على الرصيف السياسي؛ يتكسّبون من بوستات تخوين الآخر، وصاروا الآن يناصرون أذيال المليشيا، فتجدهم يحزنون لهزائمهم ويبكون لبكاء القوني دقلو، الذي بكى مؤخراً عندما اشترى الجيش السوداني مُسيّرات (بيرقدار TB2) التركية المتطورة.

احتشدت منصة نيروبي، بالخونة، أمثال النور حمد، فالخيانة عنده متأصلة تجري مجرى الدم في العروق، كيف لا وهو الذي كان مترجماً للقوات الأمريكية في غزو العراق، لم يندى جبينه خجلاً وهي تغتصب الرجال في أبو غريب، وتنتهك الحرمات وتدمر العراق.. كل هذا من أجل راتب ثمنه (11) ألف دولار. ولتعلم يا رعاك الله، صار الآن النور حمد كاتب (العقل الرعوي) يرعى ابل الجنجويد، الذين يبطشون بكل شيء، نظير ان يمنحوه عطية مزين.. ليأتي الآن ويتحدث عند ديمقراطية آل دقلو التي سيجلبونها إلى السودان. ألم اقل لكم انه سوق النخاسة السياسي؟!


محفل نيروبي جل نجومه من متسفلي وسائل التواصل الاجتماعي وهتيفة أكل العيش الرخيص.. ووسطهم تلمع أسماء مجرمي النضال أمثال الحلو، الذي يتاجر بدماء النوبة.. وبرمة ناصر سارق اسم حزب الأمة القومي، الذي اختار أن يرمي كسبه السياسي في مزبلة التاريخ. أما إبراهيم أحمد الميرغني فيكفيه من الهوان قوله في المحفل (التحية للأشاوس في الميدان) – الذين ارتكبوا الإبادة الجماعية وكل المحرمات والجرائم – يا للأسف.

عقب ذلك أصدرت مؤسسة الرئاسة بحزب الأمة القومي قراراً بإعفاء برمة ناصر من رئاسة الحزب. بينما أكد الحزب الاتحادي الديمقراطي أنّ إبراهيم الميرغني قد تم فصله من الحزب رسمياً منذ فترة.


وكما قال العلامة السعدي: “فمكرهم إنما يعود عليهم، وقد أبان الله لعباده، أنهم – أي أهل الباطل – كذبة في ذلك مزورون، فاستبان خزيهم، وظهرت فضيحتهم، وتبين قصدهم السيئ، فسيعود مكرهم في نحورهم، ويرد الله كيدهم في صدورهم. فلم يبق لهم إلا انتظار ما يحل بهم من العذاب، الذي هو سنة الله في الأولين، التي لا تبدل ولا تغير، أن كل من سار في الظلم والعناد والاستكبار على العباد، أن يحل به نقمته، وتسلب عنه نعمته، فَلْيَتَرَّقب هؤلاء، ما فعل بأولئك”.

خطوة الحكومة الموازية وجدت اعتراضات إقليمياً ودولياً واسعاً، من قبل دولة قطر وجمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية والمملكة المغربية ودولة الكويت، وبريطانيا والولايات المتحدة ومن الأمين العام للأمم المتحدة، بينما أصدر مجلس الأمن الدولي بياناً واضحاً رفض فيه الخطوة، في وقت أكد فيه الجميع على سيادة السودان ووحدة أراضيه.


نعم حكومة بيادق الشر، وجدت رفضاً شعبياً ودولياً واسعين، لكن يجب أن لا نركن لذلك فقط، بل يجب المُضي إلى الأمام وعدم الاكتفاء بانتصارات الجيش فقط، على السودانيين اجتراح طريق جديد، عبر مصالحة وطنية شاملة يُرتق فيها النسيج الاجتماعي، ومنه تتولد الكتلة الصلبة لبناء الوطن تقوم على العدالة والحرية والمساواة والتعمير، كتلة أساسها الشباب الحي الذي يناضل الآن في التكايا من أجل إطعام الناس وعلاجهم، الشباب الذي يُقاتل من أجل العرض والأرض، والشيوخ الكبار الذين يبشرون بالأمل، يجمعون لا يفرقون ولا يتكسبون من أجل إرضاء الحكام.

هذا السودان غني بنسائه ورجاله وشبابه وخيراته، وحتماً ستسكت أصوات البنادق، وستعمر الأرض وتخرج قمحاً وذهباً وتمني، وستشرق أنوار الصباح ويُطرد ظلام الهَم وينزاح.

سنة الله في خلقه.

شارك

مقالات ذات صلة