رائعة “إي إم فورستر” حول الصراع الطبقي في العصر الإدواردي.. Howards End
فيلم “هاوَرْدز إند” الذي أُنتِج في عام 1992، هو فيلم دراما رومانسي رائع وجميل، مقتبس من رواية شهيرة تحمل الاسم نفسه، للكاتب الروائي “إي إم فورستر” التي أصدرها عام 1910، وقد قام “إسماعيل ميرشنت” بتولّي مهمة إنتاج الفيلم، بينما أخرجه “جيمس آيفوري”، وكتبت نصّه السينمائي “روث براور جابفالا”.
رواية “هاوردز إند” تتشابه كثيرًا مع الرواية السابقة “غرفة مع إطلالة” لنفس الكاتب، التي تحوّلت أيضًا إلى فيلم سينمائي رائع في عام 1986 لنفس فريق عمل هذا الفيلم، من حيث المضمون العام والشخصيات المعقدة في النظام الطبقي البريطاني وسلوكيات المجتمع، إلّا أن المواضيع المطروحة مختلفة بعض الشيء.
تدور أحداث هذا الفيلم حول صراع ثلاث طبقات اجتماعية في بريطانيا بالعصر الإدواردي في بداية القرن العشرين: الطبقة الأرستقراطية، الذين يعدّون أنفسهم أسياد الكون ويعبدون المال والجاه، وهؤلاء هم أفراد عائلة “ويلكوكس”. طبقة البرجوازيين المثقفين والطيبين والأسخياء، وهؤلاء هم أفراد عائلة “شليغل”. الطبقة العاملة الذين يصارعون ويكدحون من أجل البقاء، وهؤلاء هم أفراد عائلة “باست”.
تلك الطبقات الثلاث المتمثّلة بعائلة “ويلكوكس” وعائلة “شليغل” وعائلة “باست” سيربط بينهم منزل “هاوردز إند” الذي يُعدّ من أهم أملاك السيدة “روث ويلكوكس”، في حبكة غنية بالأسرار والمفاجآت، حيث الحب والكراهية، والكبرياء والجشع.
تلتقي السيدة “روث ويلكوكس” المريضة بـ “مارغريت شليغل”، وتنشأ بينهما صداقة ولكنها لا تدوم طويلًا، حيث أن الموت كان قريبًا منها، ولكنه أتاح لها ما يكفي من الوقت لكتابة وصيتها الأخيرة التي تنص على رغبتها في تحويل ملكية منزل “هاوردز إند” إلى صديقتها “مارغريت شليغل”. الوصية يجدها زوجها السيد “هنري ويلكوكس” وبقية أفراد العائلة، ويقومون برميها في المدخنة، وكأنما لم تُكتب أبدًا. مع تطور الأحداث تحدث أمورٌ لم تكن في الحسبان.
“أنتوني هوبكينز” قدّم أداءً جميلًا جدًّا بشخصية السيد “هنري ويلكوكس”، و”إيما تومبسون” هي سر روعة الفيلم بأدائها المدهش لشخصية “مارغريت شليغل”، وكذلك “فانيسا ردغريف” التي أبدعت في أداء شخصية السيدة “روث ويلكوكس” برغم ظهورها القصير، ولا أنسى “هيلينا بونهام كارتر” التي أبدعت في أداء شخصية “هيلين شليغل”. بقية الممثلين، بمن فيهم “جيمس ويلبي” بشخصية “تشارلز ويلكوكس”، و”سامويل ويست” بشخصية “ليونارد باست”، قدّموا أداءً متميّزًا. المستوى الفني للفيلم كان رائعًا من جميع النواحي، من التصوير والمونتاج وتصميم المواقع والأزياء والموسيقى التصويرية.
بلغت ميزانية إنتاج الفيلم 8 ملايين دولار، وحقّق إيرادات تزيد عن 26 مليون دولار في شبّاك التذاكر في أمريكا، وقد فاز بـ 3 جوائز أوسكار، لأفضل نص سينمائي مقتبس لـ “روث براور جبفالا” وأفضل ممثلة “إيما تومبسون” وأفضل تصميم مواقع، وترشح لـ 6 جوائز أخرى لأفضل فيلم لـ “إسماعيل ميرشنت” وأفضل إخراج لـ “جيمس آيفوري” وأفضل ممثلة مساعدة “فانيسا ردغريف” وأفضل موسيقى تصويرية لـ “ريتشارد روبنز” وأفضل تصوير وأفضل تصميم أزياء. إنّه بكل تأكيد واحد من أجمل أفلام حقبة التسعينيّات، ومن أفضل الاقتباسات السينمائية من الروائع الأدبية الكلاسيكية.