فنون

أفضل اقتباس سينمائي لأسطورة الأميرة الروسية المفقودة.. Anastasia

فبراير 16, 2025

أفضل اقتباس سينمائي لأسطورة الأميرة الروسية المفقودة.. Anastasia

الفنانة السويدية الراحلة “إنغريد بيرغمان” هي واحدة من أفضل 5 ممثلات في التاريخ بالنسبة لي، بجانب العظيمات: “كاثرين هيبورن” و”ميريل ستريب” و”بيتي ديفيس” و”آن بانكروفت”.

إنّها ممثلة مبدعة وتملك سحرها الخاص في الأفلام، وقد تميّزت بشخصياتها المتنوعة في السينما السويدية والأوروبية وهوليوود، فهي تتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة، وكذلك لغتها السويدية الأصلية، بالإضافة إلى 3 لغات أخرى: الفرنسية والإيطالية والألمانية.

 

هل يمكن للشابة الفقيرة التي تجول طُرُقات باريس في عام 1928 وهي فاقدة لذاكرتها أن تكون هي الأميرة “أنستازيا”، التي تعتبر الناجية الوحيدة من أسرتها؟! فقد تم اغتيال القيصر “نيكولا الثاني” وأسرته بعد قيام الثورة البلشفية في عام 1918، إلا أن “أنستازيا” كانت فتاة صغيرة حينئذٍ، وفرّت هاربة.


مرّت 10 سنوات، والآن الجنرال الروسي المنفي “بونين”، الذي يظن أنها هي الدوقة المفقودة، يخطط مع مجموعة من المنفيين الروسيين لجعلها تقابل جدتها الإمبراطورة الأرملة “ماريا فيودوروفنا”، وهي الوحيدة التي يمكنها تأكيد هويتها، وأيضًا ابن عمها الأمير “بول”، وهو الوريث المحتمل. هل تلك الشابة هي الأميرة “أنستازيا” حقًّا؟! وهل ستكون الوريثة لثروة والدها القيصر؟!

القصة قد تكون مبنية على أحداث حقيقية وقعت في روسيا آنذاك، ولكنها من وحي الخيال وليست توثيقية، حيث استندت على الزوبعة الإعلامية حول الشابّة “آنا أندرسون” التي ادّعت أنها الأميرة المفقودة “أنستازيا”، ومن مسرحية “أنستازيا” للكاتبة الفرنسية “مارسيل موريه” التي كتبت نصّها في عام 1952، حتى ذاع صيتها في فرنسا وأوروبا.

 

في العام التالي 1953 قام الكاتب المسرحي الأمريكي “غاي بولتون” بترجمة النص إلى اللغة الإنجليزية وإعداده للعرض في المسارح الأمريكية، وبعد نجاح المسرحية بعروضها التي وصلت إلى 272 عرضًا على امتداد عامين، قرّر المنتج “بادي أدلر” تحويل المسرحية إلى فيلم سينمائي في عام 1956، وقد توّلى “أناتول ليتفاك” مهمّة الإخراج، بينما قام “آرثر لورنتس” باقتباس وكتابة النص السينمائي للفيلم بشكل جميل ومشوّق وإضافة حبكة رومانسية، وقد أتحفنا لاحقًا في عام 1977 بنصّه الرائع لفيلم “The Turning Point” الذي ترشّح عنه لجائزة الأوسكار لأفضل نص سينمائي أصلي.

 

فيلم “أنستازيا” هو من أجمل وأروع أفلام حقبة الخمسينيّات، ولعلّ أجمل ما فيه هو الأداء المدهش لـ “إنغريد بيرغمان” بشخصية البطلة “آنا كوريف”، والتي فازت عنه بجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة بجدارة فائقة، وقد ترشّح الفيلم أيضًا لجائزة الأوسكار لأفضل موسيقى تصويرية، فقد أبدع الموسيقار “ألفريد نيومان” في تأليفها، وهذا ليس بأمرٍ غريب على موسيقار فاز بجائزة الأوسكار 9 مرات على امتداد مسيرته


الممثل الروسي الراحل “يول براينر”، الذي فاز بجائزة الأوسكار لأفضل ممثل في نفس العام عن أدائه الرائع في الفيلم الغنائي الجميل “The King & I” أبدع في هذا الفيلم أيضًا في شخصية الجنرال “بونين”، ولا أنسى الممثلة المخضرمة الراحلة “هيلين هيز” التي قدّمت أداءً قويًّا ومذهلًا بشخصية الإمبراطورة “ماريا فيودوروفنا”. بقية الممثلين قدّموا أداءً متميزًا بشخصياتهم.


لقد استمتعت كثيرًا بمشاهدة هذا الفيلم الساحر، وكذلك نسخة الأنيميشن التي تم إنتاجها عام 1997، للمخرجين “دون بلوث” و”غاري غولدمان”، وقد شارك في أداء الأصوات نخبة من الممثلين، مثل “ميغ راين” و”جون كيوزاك” و”كريستوفر لويد” و”كيرتسين دانست” و”أنجيلا لانسبيري”، وقد كان فيلمًا جميلًا بأجوائه وأغانيه، ولكن يبقى هذا الفيلم الكلاسيكي هو الأجمل والأفضل من بين جميع الاقتباسات السينمائية والتلفزيونية الكثيرة لأسطورة “أنستازيا”.

شارك

مقالات ذات صلة