مدونات
الكاتب: ظاهر صالح
بعد أكثر من 15 شهراً من العدوان الهمجي على قطاع غزة، تتواصل حرب الإبادة والتطهير العرقي وتتعدّد الأهوال والأوضاع الكارثية لأهل غزة، هذا هو حال آلاف النازحين في خيام متهالكة ومراكز إيواء لا تناسب الاستخدام البشري، جراء جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة.
الواقع الإنساني للنازحين مأساوي ومثير للقلق، وسط انعدام وسائل التدفئة، والمحروقات، والملابس، والأغطية، وغياب أي حلول دائمة لتحسين أوضاعهم المعيشية كي يتيح لهم السعي من أجل البقاء على قيد الحياة.
إلى جانب ذلك، يواجه النازحون مأساة أخرى تتمثل بغرق خيامهم ومستلزماتهم القليلة المتوفرة لديهم بمياه الأمطار ما يضاعف من معاناتهم التي خلفتها حرب الإبادة الجماعية المتواصلة منذ 7 أكتوبر 2023.
يتركز وجود هؤلاء النازحين في منطقة المواصي الممتدة على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط من جنوب مدينة دير البلح وسط القطاع وحتى شمال مدينة رفح جنوب القطاع، هذه المنطقة المقدرة بخمس مساحة قطاع غزة، لجأ إليها على مدار أشهر الإبادة أكثر من مليون و700 ألف نازح فلسطيني، وفق معطيات نشرتها منظمة المساعدة الإنسانية الدولية أوكسفام في يونيو الماضي.
يعاني النازحون في هذه المنطقة الرملية من ظروف معيشية صعبة للغاية وسط نقص إمدادات المياه والغذاء ومستلزمات الحياة الأساسية. وبحسب تقديرات المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، فإن عدد النازحين في قطاع غزة بلغ نحو 2 مليون من أصل 2.4 مليون يقطنون في القطاع. وقالت حكومة قطاع غزة إن الاحتلال تتسبب بأزمة إنسانية مأساوية تُهدد بموت آلاف النازحين بعد اهتراء 110 آلاف خيمة تزامنا مع موجات الصقيع الشديدة.
وأضاف المكتب الإعلامي من جديد يتسبب الاحتلال بأزمة إنسانية مأساوية جديدة تُهدد بموت آلاف النازحين بعد اهتراء 81 بالمئة من خيامهم بالتزامن مع دخول فصل الشتاء وموجات الصقيع الشديدة. وأوضح أن النازحين يعيشون ظروفا قاسية تسببت خلال الأيام الماضية بوفاة خمس حالات بسبب شدة البرد ونتيجة تدمير الاحتلال للقطاع الإسكاني. وذكر أن نحو مليون نازح يعيشون منذ أكثر من سنة كاملة في خيام مصنوعة من القماش، والتي أصبحت الآن غير صالحة للاستخدام بفعل عوامل الزّمن والظّروف الجوية. وبيّن أن نحو 110 آلاف خيمة من أصل 135 ألفا أصبحت خارج الخدمة، أي ما نسبته 81 بالمئة من الخيام تدهورت بشكل كامل. وأرجع المكتب الحكومي الأوضاع الكارثية في القطاع لجريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال الذي دمر مئات آلاف المنازل لهؤلاء المواطنين بشكل كامل، ما دفعهم للجوء إلى العيش في خيام تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الكريمة، وندّد باستمرار الأزمة الإنسانية في القطاع وتعمقها وسط عدم وجود خطوات عملية من المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية لتجاوزها.
أيام ثقيلة وعصيبة تمر على الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية ومليئة بالأوجاع والآلام والخسران، بينما الاحتلال يتوغل في تنفيذ مخططه لطالما حلم بتنفيذه، خطوة خطوة في قطاع غزة بتنفيذ خطة الجنرالات حيث لم يتبق إلا القليل من السكان في شمال غزة واقتطع أكثر من 80 كيلو متر مربع في شرق غزة.
تأتي هذه المعاناة وسط استمرار الهجمات الجوية التي تستهدف النازحين في خيامهم ما يتسبب بمقتل وإصابة العشرات منهم، وبدعم أمريكي يرتكب الاحتلال منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 153 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
العدوان على غزة كشف العالم وقرارات مجلس الامن والقانون الدولي وحقوق الانسان، حيث إن هذه المؤسسات ظهرت بانها بالية ومهترئة وأصبحت عبء ثقيل على الشعوب الفقيرة والمضطهدة، ما يستوجب تغييرها، لممارسة ازدواجية المعايير فيما يتعلق بالشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، بسبب الدعم الامريكي غير المحدود للكيان الصهيوني، والصمت العالمي والعجز العربي المريب.