آراء

قصة اليهود في الخليج

ديسمبر 19, 2024

قصة اليهود في الخليج

يذكر التاريخ وجود اليهود في منطقة الخليج العربي، ولكن اليوم لا تكاد تجدهم إلا نادراً. فما الذي حصل ليهود الخليج؟ ولماذا يزعمون ويروّجون أنهم ظُلموا في هذه المنطقة؟ و إن كان اليهود عاشوا في الكويت، ما الذي جعلهم يغادرون؟ وأين هم اليوم؟

إلقاء نظرة على هذا الملف التاريخي يكشف لنا العداء الذي يحمله اليهود تجاهنا، ويبيّن أن الولاء المطلق بالنسبة لهم هو الكيان المحتل، إذ أن أكثرهم هاجروا إلى الأراضي المحتلة، وزعموا أنهم تعرضوا للظلم والتضييق. والكثير منهم باع الخمور، مما عرّضه لعقوبات معينة.

الوجود اليهودي في الكويت

توجد مقابر خاصة باليهود في الكويت، في منطقة شرق تحديداً، وهي شاهد تاريخي لا يمكن تغييره أو إنكاره. كانت حياتهم في الكويت مليئة بالنشاط التجاري ومخالطة الناس، ولم ينعزلوا بشكل كبير مقارنةً بانعزال اليهود في المجتمعات الأوروبية آنذاك داخل ما يُعرف بالأحياء المنفصلة (الغيتو).

اشتغل اليهود في الكويت تحديداً، والخليج عموماً، بتجارة الذهب والالكترونيات والحرف اليدوية. وانتشر الباعة اليهود في الأسواق الكويتية، وحققوا المكاسب المادية العالية بسبب معرفتهم في عالم التجارة.

ومن الرموز البارزة لليهود في الكويت: صالح وداود، اللذان عُرفوا باسم (صالح وداود الكويتي)، فقد انتقل جدهم من بلاد فارس إلى العراق ثم الكويت، وأصبحوا ينشطون في التلحين والغناء والعزف.

وثّق قصصهم الباحث الفلكي صالح العجيري غفر الله له، وذكر عدة مواقف شاهد فيها اليهود ليكون شاهداً تاريخياً إضافياً على أدلة كثيرة لا غبار عليها.

دعم الكيان وبيع الخمور

من الجانب الآخر، يثبت التاريخ أن الظلم لم يكن موجوداً، لكن  ما حدث هو أنهم ارتكبوا العديد من السلوكيات المجرّمة قانوناً، منها بيع الخمور!

كان البيع ممنوعاً في الكويت، فكان اليهود يوهمون الناس أنهم يبيعون الحليب، وأصبحت نقطة البيع بؤرة يتجه لها من عنده علم أنها تبيع الخمر. لاحظ الكويتيون هذا السلوك، فكان موقفهم حازماً، وعوقب بعض الباعة اليهود الذين ضُبطوا وهم متلبسين. في نفس الفترة، قام الكيان المحتل بالاستيلاء على أراضي فلسطين، وبدأ العديد من اليهود يتضامنون معه حول العالم، ومنهم بعض اليهود في الكويت، وذلك أدى إلى إثارة جدل واسع في المجتمع الكويتي الرافض لوجود الكيان. كان اليهود في ذلك الوقت يُعاملون بسواسية، ولا تمييز ضدهم في المجتمع الكويتي، ولكنهم لم يحسنوا التعامل مع الجو العام في الكويت، فباعوا الخمور ودعموا الكيان، مما غيّر موقف الناس منهم.

المستقبل

لا شك عندي أن الكيان ينوي التوسّع في الشرق الأوسط، وقد صرح قاداته بذلك مراراً وتكراراً، بشكل علني ودون استحياء. ربما تشمل هذه المحاولات تزييف التاريخ وإظهار أن العالم العربي ظلم اليهود في السابق وحان وقت تعويضهم.

واجبنا اليوم أن نحفظ تاريخنا من هذا العبث، وأن نوثّق الرواية كما هي. لم يُظلم اليهود في الكويت، بل غادروها بعد أن عوقب بعضهم بسبب بيع الخمور، وفضّل أغلبهم الذهاب إلى الكيان المحتل الذي تعاطفوا معه رغم سفكه للدماء وسرقته للأراضي. وثّقت قصة اليهود في الكويت الكاتب يوسف المطيري، والباحث حمزة عليان.

شارك

مقالات ذات صلة