سياسة

نقتسم الألم بكبرياء والأمل بشجاعة

ديسمبر 9, 2024

نقتسم الألم بكبرياء والأمل بشجاعة


لن أيأس أبدا من هذا الوطن. من يقين رأيت علاماته منذ قدمت نفسي للعمل السياسي. لم أجد مواطنا يفتئت على مصر إلا وبه علة وصاحب مظلمة. كل مصري قابلته يعشق تراب الوطن إلا نفرا قليلا بائسا غرته سلطة أو ثروة أو جاه. هؤلاء هم من كرهوا هذا البلد رغم تنعمهم على حساب غيرهم.


لن يوقفني عن طريقي في الإصلاح والتغيير لحكم مدني ديمقراطي يليق بنا، بل يليق باسم مصر. فمحاولات التخلص مني غير مجدية لأني محصن لا أخشى إلا الله، فلن يثنيني أي شيء عن طريقي. الألم الحقيقي كان استهدافي في أحب وأخلص وأشرف الزملاء والأصدقاء، شركاء حملتي الانتخابية. خلال حملاتي الانتخابية وُفقت في كرم و شجاعة ونبل يطوق عنقي دائما بالعرفان والإخلاص في حب مصر. حين عدت من لبنان أحاطني زملائي بأمل شحذ همتي. بينما ألقي القبض على خالي وعمي وعدد من أقاربي. كانت رسالة تهديد. المخيف فعلا كان رد فعل البعض بعبارات ”يستاهلوا“! ماذا اقترف هؤلاء غير صلة الدم بيننا فضلا عن كون اثنينهما من كبار السن.


حينها روى لي الصدقاء وذكروني بما جرى إبان الحملة الرئاسية التي منعت من ابسط حقوقها – الخصومة الشريفة – تماما كما منع المواطنون من تحرير التوكيلات. حقوق أساسية ينص عليها الدستور والقانون. منعت، فقال لي الزملاء: وبعدين! إلى متى سنصبر وحتى متى سنتحمل استهداف الحملة واعتقال زملاء وغير زملاء بسبب استبسال المواطنين في محاولة جمع التوكيلات؟ كان الرد واحدا دوما: أنا سأكمل لنهايتي أو لنهايتهم. سألت زملائي وشركائي إلى متى؟ حتى متى ستتحملون أنتم هذا الاستهداف؟


الحقيقة أن ما تعاهدنا عليه، ومازلنا هو، أن نقتسم الألم بكبرياء والأمل بشجاعة، بالقوة والمدد من الله والدعم من الناس. نخوض هذه المعركة لتحرير الوطن وتقديم بديل مدني ديمقراطي بالدستور والقانون، تغيير سلمي للسلطة. نأمل دائما في نصر قريب نحرر به هذا الوطن من كل هذا الظلم والفشل. تعاهدنا على نقل مصر لعصرها الذي تستحق وآن الأوان أن تعود إلى مكانتها وعزها وسيادتها ورونقها.


هذا لا يمنع أن نوجه رسالة إلى أهل وأصدقاء وأحباء هؤلاء، الذي من بينهم مصدق فعلا بأن ما يوجعنا وكما قلت سابقا: كان أحب وأهون علي أن أكون مكانهم. وحتى من يشكك في نبل غاية أصحاب المشروع. أسألهم: هل هذه الذريعة الوحيدة التي بسببها طال الأذى مواطنين مصريين ودفعوا الثمن من حريتهم شهورا في الحبس الاحتياطي مثل عشرات الآلاف من المعتقلين لسنين طوال العشر سنوات الماضية؟ هل الأيام الأخيرة من الحملة التي شهدت حبس  أعضاء حملتي الانتخابية، ولم تشهد حبس غيرهم لأسباب متنوعة تحت نفس التهم المكررة طوال السنوات الماضية؟ هل من صوت واحد للعقل أو الضمير يقول إن هذا التنكيل يجب أن يتوقف؟


هل هناك من لايزال يكابر بعد كل هذه السنين، يدفع مواطنون من الشعب المصري من أعمارهم وأعصابهم ومن مستقبلهم هم وأسرهم، يُفتح الباب الذي أغلق عليهم بدون جرم اقترفوه، هكذا بلا تهمة أو محاكمة؟ بلا تعويض ولا تفسير ولا حتي اعتذار؟ هل يرضي ذلك صاحب عقل أو ضمير؟ وهل من المعقول أن يتوقف هذا النزيف لو توقفنا نحن عن العمل على تبديل السلطة؟

لو توقفت هذه الحملة في أي جولة و أنا أعي جيدا، أنها ليست الجولة الأخيرة هل سيقف استهداف هؤلاء ويكونون في مأمن؟ وهل يعني أن هؤلاء المأخوذين من الدار للنار لم يكونوا ليحبسوا لو أنا وحملتي توقفنا؟


النجاة جماعية. وإذا كان من أبناء الشعب المصري الشجعان، يحاول كل منهم بطريقته، إذ لا ندعي أننا فقط من يحاول بطريقته وبأسلوبه، لعل وعسى أن تتضافر كل هذه الجهود لتقدم لهذا الوطن مخرجا آمن إلى أن يجيء المصير المحتوم للأسف الذي تدفعنا إليه هذه السلطة.

أنا مستمر هذا الطريق إلى نهايته أو إلى نهايتي بالتخلص مني شخصيا، ومحاولات التخلص مني باغتيالي معنويا أو حتى جزئيا بالحبس لو حبست غير مجدية. أنا محصن بإيماني وثقتي فيمن معي – المؤمنين بالأمل.

 

 

شارك

مقالات ذات صلة