سياسة

هل من عدو أو صديق يرحم المرأة في الإبادة؟

أكتوبر 31, 2024

هل من عدو أو صديق يرحم المرأة في الإبادة؟


ظهرت تقارير للأمم المتحدة تشير أن الحرب في غزة هي حرب على المرأة. فما يقارب من ال ٧٠٪ من الضحايا هم نساء وأطفال وطفلات. تتكبد المرأة في الحرب كل ما يتكبده الرجل، وأكثر. تُقتل كما يُقتل، تُأسر كما يأسر، تعذب كما يعذب، تصاب كما يصاب، تفقد أحبائها كما يفقد.


وتحمل ولا يحمل. وتضع ولا يضع. تضع قيصريا بلا مسكن، ترضع، ولا يرضع، يأتيها الحيض ولا يأتيه. لا تجد فوطا صحية، وتصنعها من بواقي الخيام!


وكأنه لا يكفي ما يفعله الكيان الصهيوني، بل يأتي أشخاص يريدون الحط من كفاح المرأة،  ويتحدثون عن العهر! وما شأنهم بذلك؟ وما علاقة العهر بالإبادة؟ ثم في فرض وجود ممارسات تلك المهنة، فماذا يعني ذلك؟ أن يبدن؟ المؤلم أن المدافع عنهن، أيضا يزيد من كربهن! “بل هن محجبات عفيفات! يتمسكن بحجابهن وهن تحت الركام”!، يقولون! يذكرني هذا الخطاب بحريق مكة حينما أحرق المسؤولون الفتيات وهن أحياء كي لا ينجين وهن بلا حجاب!


أي عقل هذا! عن أي عفة أو شرف أو حجاب نتكلم، والمرأة تتعرض لما لا يتعرض له بشر؟ فعلاوة على كل العناء الذي يوقعه الكيان، عليها عناء أن تثبت أن من حقها أن لا تقتل دون الرجل؟ فمن الذي يترك جرائم الكيان الصهيوني ليتحدث عن شرف، أو رداء، الرجل؟


والمؤسف، أن حتى دون تلك الاتهامات، أن الخطاب، حتى من أصدقاء القضية، دائما أو كثيرا، ما يحط من قدر المرأة. فكلما أرادوا وصف الكيان، أو الخائنين أو المتخاذلين كانت الأوصاف كالآتي: “مجالسهن كمجالس النساء”، “يبكين كالمطلقات”، “يولولن كالنسوة”. لا أدري، بحق السماء! ماذا فعلن النساء ليستحقوا كل ذلك الألم؟ القتل والعناء، جعل ما يخص الجنس والجسد أثناء مأساة إنسانية يهتز لها كوكب الأرض موضوع حديث من كاره أو محب! ثم كل تلك السخرية من المرأة وازدرائها في الخطاب؟


هل المرأة التي قتلت وسلبت المال والأرض والمستقبل وحاصرت وجوعت؟ لم تقدم المرأة إلا كل الحب والفناء والعطاء والتضحية والإباء، فلماذا كل تلك الإهانات لها؟


شارك

مقالات ذات صلة