فنون

فيلم فائز بـ 7 جوائز أوسكار، ومنها لأفضل إخراج: Gravity  

أغسطس 31, 2024

فيلم فائز بـ 7 جوائز أوسكار، ومنها لأفضل إخراج: Gravity  



فيلم “Gravity” أو “الجاذبية” الذي أُنتِج في عام 2013 هو واحد من أروع أفلام الخيال العلمي في تاريخ السينما، ويروي قصة امرأة تطوف في الفراغ لأنها فقدت الثقة بنفسها ووقعت ضحية قرارها بالانغلاق على ذاتها والانعزال التام عن الآخرين.


إنها المهندسة البارعة الدكتورة “راين ستون” في مهمّتها الأولى في الفضاء برفقة رائد الفضاء المخضرم “مات كوالسكي”، الذي يتولّى القيادة باعتبار أنّها مهمّته الأخيرة قبل التقاعد، وفي أثناء عملهما تتحطم المركبة الفضائية، وتصبح حياتهما في خطر وينقطع اتصالهما بالأرض، ويفقدان الأمل في طلب النجدة، فلا سبيل أمامهما إلّا بالمجازفة برحلة يائسة في الفضاء لمحاولة النجاة والعودة إلى الأرض.


الفيلم أخرجه المكسيكي المبدع “ألفونسو كوارون” ببراعة لافتة ورؤية فنية مذهلة، وقد أنتج الفيلم أيضًا وكتب نصّه السينمائي مع ابنه الشاب “خوناس كوارون”، ولغاية اليوم أنا أعتبر هذا الفيلم نقلة نوعية في السينما في الإبداع التقني، فقد شعرت حقًّا أنني مع “راين ستون” و”مات كوالسكي” في الفضاء وليس في ستوديو خاص تم إعداده باحترافية عالية.


مشاهدة الفيلم كانت متعة بصرية رهيبة بمشاهد خلّابة وحبكة سردية مشوّقة بمهارات تقنية مبهرة غير مسبوقة في السينما، والفضل يعود أيضًا للمصوّر المبدع “إيمانويل لوبيزكي”، الذي أعتبره من أفضل المصوّرين السينمائيين على الإطلاق، فقد جعلني أعيش تجربة سينمائية مدهشة ومخيفة، وبالأخص حين شاهدت الفيلم لأول مرة في السينما بخاصية الثري دي وبمؤثرات متقنة جدًّا، وكم أفتقد تلك الحقبة منذ فيلم “Avatar” في عام 2009، التي شهدت ذروة الإبداع التقني في مؤثرات الثري دي، واستمرّت مع أفلام قليلة متميّزة خلال الأعوام اللاحقة، مثل “A Christmas Carol” و”Hugo” و”Life of Pi” و”The Walk” و”Ready Player One”، حتى بدأت تخفِت تدريجيًّا، وصار من النادر اليوم أن نشاهد فيلمًا ضخمًا بخاصية الثري دي ويكون بمستوى متقن، ولعلّ آخر فيلم شاهدته وكان مبهرًا بهذه الخاصّية هو فيلم “Avatar: The Way of Water” في عام 2022.


الموسيقى التصويرية لـ “ستيفن برايس” كانت ملحمية ومنسجمة مع مَشاهد الفيلم، والمؤثرات السمعية في الفيلم أيضًا كانت قوية، بالموازنة بين الأصوات الصاخبة والصمت التام، وبشكل عام جميع طاقم العمل الفني والتقني أبدعوا في مهمّاتهم. هناك مشهد رسخ في ذاكرتي لرمزيّته وشاعريته، حين تحصل “راين ستون” على الأكسجين موقّتًا وتخلع بدلتها الضخمة وترتاح، ويتّخذ جسمها وضعية الجنين في رحم أمّه وتحيط بها أسلاك مثل الحبل السرّي.


الفنانة “ساندرا بولوك” أبدعت في أداء شخصية “راين ستون”، وكذلك الفنان “جورج كلوني” قدّم اداءً جميلًا بشخصية “مات كوالسكي”. حصل الفيلم على 7 جوائز أوسكار لأفضل إخراج وأفضل موسيقى تصويرية وأفضل تصوير وأفضل مونتاج وأفضل تحرير صوتي وأفضل مؤثّرات صوتية وأفضل مؤثّرات بصرية، وترشّح لنيل 3 جوائز أخرى لأفضل فيلم وأفضل ممثلة “ساندرا بولوك” وأفضل تصميم مواقع.


من المؤسف أنّ الفيلم لم يحصل على جائزة أفضل فيلم، فقد كان الأحق بالفوز من فيلم “12 Years A Slave”، ولكن في الجانب الآخر حقّق الفيلم نجاحًا لافتًا في شبّاك التذاكر العالمية بإيرادات تقارب 800 مليون دولار، مع العلم أنّ ميزانية إنتاجه بلغت 100 مليون دولار، كما أنّه نال إعجاب معظم النقّاد والجمهور.


المشهد الأخير في الفيلم كان أشبه بسباق محتدم بين الحالات المختلفة والاحتمالات الخفية التي تعكس تطوّر الحياة على كوكب الأرض، وتذكّرنا بأمر جوهري واحد: “مهما تقدّمنا في استكشاف الفضاء، تبقى رحلة البشر في بدايتها”!!.



 

شارك