فنون

النموذج المثالي للفيلم الهيتشكوكي: Dial M For Murder

أغسطس 24, 2024

النموذج المثالي للفيلم الهيتشكوكي: Dial M For Murder

 

فيلم “Dial M For Murder” أو “المكالمة القاتلة” الذي أْنتِج في عام 1954 للمخرج الكبير “ألفريد هيتشكوك” هو تحفة كلاسيكية رائعة مليئة بالغموض والتشويق، ومن خلالها نشهد الظهور الأول للفنانة “غريس كيلي” في عالم “هيتشكوك”، والتي أصبحت نجمته الشقراء المفضّلة.

أرى أنّ هذا الفيلم هو أجمل فيلم شاهدته لـ “هيتشكوك”، ويحتل مكانة خاصة في قلبي، لأنّه يقدّم نموذجًا مثاليًّا للفيلم الهيتشكوكي بكافة المقاييس، والجدير بالذكر أنه في نفس العام أيضًا أخرج “هيتشكوك” فيلمًا آخر لا يقل روعة عنه، وهو فيلم “Rear Window”، مع نجمته المفضّلة “غريس كيلي” كبطلة بجانب الفنان “جيمس ستيوارت”.

تدور أحداث الفيلم حول لاعب تنس سابق يُدعى “توني ويندس”، والمتزوّج من امرأة جميلة وغنيّة تدعى “مارغو”. يكتشف “توني” أنّ “مارغو” على علاقة مع شاب يدعى “مارك”، والذي يشتهر بكتابة روايات الجرائم والغموض.

بعد ذلك يبدأ “توني ويندس” بالتفكير في خطّة مثالية لقتل زوجته من أجل الانتقام، وأيضًا للحصول على أموالها، فيقوم بابتزاز صديق قديم يُدعى “أنتوني سوان” كي يدفعه لقتل “مارغو”. تتعقد الأمور كثيرًا حين لا تسير مخطّطات “توني” بالشكل الذي تصوّره. لن أفسد عليكم الأحداث ومتعة معرفتها بأنفسكم حين تشاهدون الفيلم.

أكثر ما يميّز الفيلم هو النص السينمائي الرائع، وهذا الأمر ليس بغريب لكونه مبني على مسرحية شهيرة لـ “فريدريك نوت” الذي قام بتحويلها بنفسه إلى نصٍّ راقٍ جدًّا. طاقم الممثلين أبدعو جميعًا في أداء شخصياتهم، وعلى رأسهم الفنان “راي ميلاند” الذي أدّى شخصية “توني ويندس” بروعة وإتقان. “غريس كيلي” بشخصية “مارغو” و”روبرت كامينغز” بشخصية “مارك” و”جون وليامز” بشخصية المفتش “هابرد” أدهشونا بأدائهم أيضًا. الموسيقى التصويرية للفنان “ديميتري تيومكن” كانت مذهلة جدًّا.

هذا هو الفيلم الوحيد لـ “هيتشكوك” الذي تم تصويره بنظام الثري دي، وبالتأكيد المؤثرات تبدو بدائية جدًّا لفيلم تم إنتاجه قبل أكثر من 8 عقود، ولكن مع ذلك ستشعرون بالعمق في المَشاهد، وخصوصًا في نسخة البلوراي التي تم إصدارها قبل فترة بنظام الثري دي الذي يتطلب النظّارات الخاصة لمشاهدته كبقيّة الأفلام في الآونة الأخيرة.

في عام 1998 تم إنتاج فيلم مبني على هذا الفيلم بعنوان “A Perfect Murder” بنفس الحبكة الأساسية ولكن بتغيير بعض الأحداث، وهو من بطولة النجوم “مايكل دوغلاس” و”غوينيث بالترو” و”فيغو مورتينسون”، وقد كان فيلماً مميّزاً ومشوّقاً، ولكن لا يُقارن بهذه التحفة الفنية.

مسيرة “غريس كيلي” في السينما بدأت وانتهت في حقبة الخمسينيّات، وتحديدًا من عام 1951 حتى عام 1956 فقط، وقد شاركت في 11 فيلمًا سينمائيًّا، وأثبتت موهبتها الفريدة، حيث فازت بجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة في عام 1954، ليس عن هذا الفيلم، ولا فيلم “Rear Window”، بل فيلم “The Country Girl”، التي أبدعت في أدائها أيضًا، ومع اعتزالها التمثيل نهائيًّا في 1956 خسرت هوليوود فنانة موهوبة، فقد تزوجت “غريس كيلي” في نفس العام أمير موناكو “رينيه الثالث”، وأصبحت أميرة موناكو، وابتعدت عن أضواء السينما، رغم أنها أرادت العودة للتمثيل، لكن زوجها الأمير لم يسمح بذلك، بحجّة أنّ التمثيل لا يليق بالأميرة، ويهزّ صورتها وسمعتها أمام العالم، فبالتالي ظلّت “كريس كيلي” أميرة موناكو وزوجة مُحِبّة وأم لـ 3 أبناء، حتى وفاتها المفاجئة في عام 1982 بحادث مروري، وهي في سن 52 عامًا.

لم يتزوج الأمير “رينيه الثالث” بعد وفاتها، واستمر في الحكم حتى وفاته في عام 2005، وهو في سن 81 عامًا، وتولّى الحكم من بعد ابنه “ألبير الثاني”، وهو الحاكم الوحيد في العالم الذي أنجبته ممثلة سينمائية، وفائزة بجائزة الأوسكار.

شارك