فنون

فيلمٌ مزيّف، وبطولة حقيقية خلف الكواليس.. Argo

نوفمبر 1, 2025

فيلمٌ مزيّف، وبطولة حقيقية خلف الكواليس.. Argo

 

فيلم “آرغو”، الذي أُنتِج في عام 2012، هو أحد أبرز الأفلام السياسية في هوليوود، ونقلة نوعية في مسيرة المخرج والممثل “بن أفليك”، الذي أثبت أنّه أكثر تألّقًا خلف الكاميرا من أن يكون أمامها، ويستند الفيلم إلى قصةٍ حقيقية جرت بعد الثورة في إيران بعام 1980، حين تمّ احتجاز 52 موظفًا من السفارة الأمريكية كرهائن لمدة 444 يومًا من قِبَل أتباع المرشد السابق “الخميني”، وذلك لأنّ الحاكم المخلوع “الشاه محمد رضا بهلوي” فرّ هاربًا إلى أمريكا من أجل اللجوء السياسي.

تُنفّذ وكالة المخابرات المركزية عملية جريئة لإنقاذهم، يقودها العميل “توني مينديز”، الذي يبتكر خطة عبقرية تقوم على إنتاج فيلم خيال علمي مزيّف تحت عنوان “آرغو” كغطاءٍ لتهريبهم من إيران، بمساعدة خبير المكياج السينمائي “جون تشامبرز” والمنتج “ليستر سيغل”.

هذه الخطة العبقرية التي جمعت بين الخداع الفني والبطولة الواقعية ظلّت طيّ الكتمان حتى رُفعت عنها السرية في عام 1997، ووثّقها “توني مينديز” في كتابه “سيد التنكّر: حياتي السرّية مع المخابرات الأمريكية”، ثمّ نقلها الكاتب “كريس تيريو” إلى الشاشة بنصٍّ سينمائي مُحكم، ويركّز الوقائع التاريخية والإضافات الدرامية التي تخدم الفيلم وتجعله مشوّقًا ومُمتعًا للمُشاهد.

الفيلم من بطولة “بِن أفليك” بشخصية العميل السرّي “توني مينديز”، و”براين كرانستون” بشخصية مدير المخابرات الأمريكية “جاك أودونِل”، و”جون غودمان” بشخصية خبير المكياج “جون تشامبرز”، و”آلان آركِن” بشخصية المنتج “ليستر سيغِل”، وقد أبدعوا جميعًا.

فاز الفيلم بـ 3 جوائز أوسكار لأفضل فيلم وأفضل نص سينمائي مقتبس وأفضل مونتاج، كما ترشّح ل 4 جوائز أخرى لأفضل ممثل مساعد “ألان آركِن” وأفضل موسيقى تصويرية لـ “أليكساندر ديسبلا” وأفضل تحرير صوتي وأفضل مؤثرات صوتية، وكان هناك امتعاضٌ كبير من النقّاد والجمهور بعدم ترشيح “بِن أفليك” لجائزة أفضل إخراج، في حين كان الجميع يتوقّع ترشيحه وفوزه أيضًا، حيث اكتسح “بن أفليك” جميع الجوائز الرئيسية في الإخراج، مثل “الغولدن غلوب” و”البافتا” و”نقابة المخرجين الأمريكيين”.

في لفتةٍ غريبة في حفل جوائز الأوسكار، وقد تُوصَف بأنّها أجندة سياسية مقصودة، تمّ إعلان جائزة أفضل فيلم عن طريق بث مباشر على الشاشة أثناء الحفل من البيت الأبيض، مع “ميشيل أوباما”، زوجة الرئيس الأمريكي السابق “باراك أوباما”، بتسليمها الظرف السرّي، وأعلنت فوز فيلم “آرغو”، وقد جرت العادة منذ انطلاقة حفل الأوسكار أن يتم تقديم جميع الجوائز على المسرح من قِبَل العاملين في الوسط الفني من ممثلين ومخرجين وغيرهم.

في مقابلة سابقة للرئيس الأمريكي السابق “جيمي كارتر” مع المذيع البريطاني الشهير “بيرز مورغان”، أبدى إعجابه بفيلم “آرغو” واستحقاقه لجائزة الأوسكار كفيلمٍ دراما، ولكنّه صرّح بأنّ عملية الإنقاذ الحقيقية يُنسَب لها الفضل بنسبة 90% للسفارة الكندية، وأنّ البطل الفعلي حسب رأيه كان السفير الكندي آنذاك “كين تايلور”، ولكن الفيلم أنسب الفضل الأكبر للمخابرات الأمريكية.

أثار الفيلم استياء الحكومة الإيرانية، بتصريح بعض المسؤولين الذين اعتبروه فيلمًا غير واقعي ويفبرك الحقائق وينتهك الأعراف الثقافية والسياسية الدولية، وضمن حملة أمريكية ممنهجة معادية لإيران، وهذه ليست المرة الأولى التي تقاضي فيها إيران أفلامًا في هوليوود تعتبرها مسيئة لها، وبالرغم من كلّ ذلك حقّق الفيلم نجاحًا رهيبًا في شبّاك التذاكر العالمية بإيراداتٍ وصلت إلى 232 مليون دولار.

شارك

مقالات ذات صلة