مجتمع

ريف الرقة الشمالي بين الجوع والمرض

أكتوبر 9, 2025

ريف الرقة الشمالي بين الجوع والمرض

الكاتب: أسامة عبد الكريم الخلف 

 

تشهد مناطق متعددة من ريف الرقة الشمالي وبالتحديد “تل أبيض، سلوك، حمام التركمان” الواقعة ضمن جغرافيا نبع السلام التي تسيطر عليه فصائل من الجيش الوطني منذ العام 2019 بعد معارك مع قسد، أوضاعاً معيشية صعبة وأخرى إنسانية نتيجة قلة الدعم والخدمات الطبية، وسبل الإغاثة أضف لذلك مسألة الطرق والمعابر من وإلى المناطق الأخرى من محافظة الرقة التي سيطرت عليها قوى ثلاثة “نبع السلام، قسد، وزارة الدفاع”.

 

وقالت مصادر محلية إنّ المنطقة تعاني من انعدام دخول الطحين وتوقف أفران صناعة الخبز المدعوم، ما أدى لحدوث أزمة كبيرة ومعاناة السكان المحليين لتأمينها، مع غياب عمل أيّ منظمات محلية أو تدخل منظمات دولية.

 

وكتب الناشط إسماعيل العرودة على صفحته على الفيس بوك: تل أبيض بدون طحين، منطقة منكوبة محاصرة، مقطوعة عن العالم، فيما الناشطون، لا يرون إلا بعينٍ واحدة.

 

وأضاف التضامن والاستنكار نحصد فيهما منافع ومطامح ومسامع، الأرض كلّها سورية، والشعب كلّه سوري، ألا طحيناً غير طحينهم، ألا نحن السمر وغيرنا شقر.

 

فيما كتب الإعلامي من تل أبيض أحمد بشير الحاج على صفحته على الفيس بوك: الطحين هو شريان الحياة الأول في منطقة نبع السلام التي تعيش منذ سنوات تحت حصارٍ خانق من قبل “قسد”.

 

واليوم تواجه المنطقة عجزاً كبيراً بعد توقف الجهات الداعمة مؤقتاً عن توريد مادة الطحين، ما ينذر بكارثةٍ إنسانية قد تكون وشيكة إن لم يحدث تدخل عاجل.

 

لذلك يناشد أهالي المنطقة الحكومة في دمشق بسرعة التحرك وإيجاد حلول عاجلة لدعم مادة الطحين، منعاً لوصول المنطقة إلى مجاعة كارثية لا تُحمد عقباها. 

 

على صعيدٍ متصل يعاني سكان المناطق في نبع السلام بريف الرقة الشمالي من انعدام وسائل الطبابة النوعية والمراكز العلاجية خاصة الأمراض المستعصية، كالسرطان والسكري والجراحة وأمراض القلب.

 

وكتب الناشط ماهر العايد على صفحته الشخصية معاناة والدته ومرضى السرطان في نبع السلام:

للأسف أنا اضطررت أن أنقل أمي تهريب عبر مناطق قسد للشام وللأسف طلع معها سرطان متقدّم وما في إمكانية للعلاج لأن ما تم الكشف عنه مبكراً ورجعنا أني والختيارة اللي عمرها 80 سنة تهريب مع أنّه المهرب يمر من حواجز قسد يناوش كل حاجز 10 دولار ويعدي.

 

يضيف العايد: الناس قام تضطر تقعد بالشام لفترات طويلة وتتحمل مصروف فوق طاقتها وناس ما تجارب أو ما عندها القدرة تسافر وتتحمل الألم والموت.. علماً أنّه اللي عنده سيارات الجيش الوطني تعبر بالعناصر بالسلاح من رأس العين عبر مناطق قسد للشامية.

 

وتابع: مبلغ صغير من المبالغ اللي قام تتبرع بهم الحكومة للمحافظات المدمرة وفرز أطباء مختصين قادر يكون عون للمرضى على هذا الابتلاء ويخفف آلامهم.

 

لأنّ فوق القهر والبلاء تخيل يكون أغلى إنسان عليك قاعد يتألم ويموت عالبطيء وأنت عاجز عن أيّ شيءٍ لأنّ الساسة ملتهون بتقاسم أرض دفعنا ثمن حريتها شبابنا وعمرنا وزينة ولدنا وتهجرنا وانقصفنا ومتنا حتى يجون يتقاسمون التركة أولاد سلطات الأمر الواقع كأنّه إرث اللي خلفهم . وأيّ تقاعس من الحكومة بالملف هذا تكون مثلها مثل مافيات التهريب.

 

بالمقابل أطلق ناشطون محليون من تل أبيض “حملة يـد بيد” لتسليط الضوء على معاناة مرضى السرطان بالمنطقة، جاء فيها: أنقذوا مرضى السرطان في نبع السلام / تل أبيض أكثر من 155 حالة مسجلة، وما خفي أعظم.

 

إلى وزارة الصحة السورية: لقد تقطّعت بنا السبل للوصول إلى دمشق وأرهقتنا تكاليف العلاج الباهظة، نحن نموت مرتين مرةً من ألم المرض ومرةً من وجع الانتظار وقلة الدعم نحن بحاجة عاجلة إلى:

 فتح مراكز لعلاج السرطان في تل أبيض

 توفير الأدوية والدعم الطبي اللازم

 ممرات إنسانية لتلقي العلاج في دمشق

كلّ يومٍ يمر يمثل تهديداً لحياة مئات المرضى بينهم أطفال ونساء. ارحموا من تبقى منّا. فيما قال الدكتور فراس ممدوح الفهد من الرقة: أنّ مجموعة من المتبرعين والناشطين قد أخذوا على عاتقهم إطلاق مبادرة تهدف لتأمين وسائل نقل مجانية من تل أبيض إلى دمشق خاصة مرضى السرطان.

 

وتابع فريق بذرة خير: فاعل خير يوفر 25 شقة مفروشة مجاناً لاستضافة مرضى السرطان الذين سيتم نقلهم عبر تركيا إلى دمشق، سيارات نقل مجهزة لنقل المرضى من السكن إلى المشفى، طبيب مشرف داخل السكن لمتابعة حالة المرضى الصحية.

 

وأكد الفهد مخاطبًا مرضى السرطان بتل أبيض: أنتم لستم وحدكم، نحن معكم دوماً.

التعليم والمفاضلات الجامعية لم تكن بالحال الأفضل بالمنطقة نتيجة عدم فتح معابر وطرق رسمية بين محافظة الرقة “نبع السلام، قسد، الحكومة السورية”، ما ألقى بظلاله على الطلاب من حملة الشهادة الثانوية المتقدمين للمفاضلة للعام 2025, وأطلق ناشطون محليون مناشدة للحكومة السورية، جاء فيها:

 

نحن طلاب منطقة نبع السلام – تل أبيض/ الرقة المحاصرة، نرفع صوتنا إلى وزارة التعليم العالي، بعدما بات أكثر من 2500 طالب وطالبة محرومين من حقهم في استكمال مسيرتهم الدراسية نتيجة الحصار المفروض على المنطقة.

شارك

مقالات ذات صلة