آراء

العدوان الإسرائيلي على قطر.. لن يستطيعوا حرقَ شجرةَ الزيتون ولا ذبحَ حمامةَ السلام

سبتمبر 12, 2025

العدوان الإسرائيلي على قطر.. لن يستطيعوا حرقَ شجرةَ الزيتون ولا ذبحَ حمامةَ السلام

 بلغت إسرائيل من الصلف والطغيان والشر المتعاظم درجة أن تشن هجوماً عدوانياً، يوم 9 سبتمبر الجاري، على دولة قطر، رمز السلام في المنطقة، بحجة تصفية وفد حماس التفاوضي، ضاربة عرض الحائط بكل المواثيق والأعراف الدولية، مواصلة جرائمها الدموية، وهي مطمئنة بأن العقوبات الدولية لن تطالها، فهي الفتاة المدللة لأمريكا.

بهجومها على قطر، يرتفع عدد الدول التي استهدفتها إسرائيل بالعدوان إلى ست دول منذ السابع من أكتوبر، ذلك التاريخ الذي أذل كيان الاحتلال الصهيوني وأرغم أنفه في التراب.

 

السفاح في متاهته

في صبيحة العدوان على دوحة العرب، كان الإسرائيليون يهتفون “أيها المجرم الخائن” في وجه المعتوه نتنياهو، وهو يدلف إلى محكمة تل أبيب للمثول أمام القضاء في قضايا الفساد. ليكون أول رئيس حكومة في تاريخ الاحتلال الإسرائيلي يمثُل أمام القضاء كمتهم في قضايا فساد خلال ولايته، حيث صار عارياً أمام شعبه. وصحيفة “هاآرتس” الإسرائيلية تصف ما تعيشه إسرائيل حالياً بـ”المرحلة الظلامية”، موضحة أن نتنياهو، المتهم في أربع قضايا فساد، قد عقد حلفاً دموياً مع دولة يهوذا العنصرية المسيحانية الحريدية القومية المتطرفة. السفاح نتنياهو يخضع للاستجواب والتحقيق بتهم الرشوة والفساد والمحسوبية، بينما الناطق باسمه معتقل بتهمة الرشوة والفساد، وكذلك مستشاره الخاص معتقل بنفس التهمة. وصحف الكيان المحتل تكشف أن جنودهم يبيعون الأسلحة مقابل المخدرات، ما يبين حالة الهياج والجنون التي تعتري نتنياهو في التحقيقات، حيث يصرخ ويضرب الطاولة بطريقة هستيرية. هو يعلم يقيناً أنه بمجرد إنهاء الحرب، سيكون مصيره السجن حتى يتعفن. لذلك، يبحث السفاح عن نصر زائف وسط الحصار والصفعات الداخلية التي تخنقه، فيخوض حروباً بحجج مختلفة في (غزة، والضفة، ولبنان، وسوريا، وإيران، واليمن، وقطر)، لكنه خرج منها جميعاً مهزوماً مكللاً بالفشل. دكّت إسرائيل غزة دكاً كاملاً، لكن الراية لم تسقط، ولم يغادرها أكثر من 80% من أهلها، ففشل مخطط تهجيرهم.

اغتالت إسرائيل قادة المقاومة الفلسطينية، فبرز عشرات القادة الجدد. لم تتمكن من فك أسر الأسرى، ولم تحقق أي نصر سياسي أو عسكري. ضربت إيران ولم تنتهِ من مشروعها النووي، تحدثت عن مقتل قادتها، فخرجوا لها ساخرين. والآن تقصف إسرائيل شجرة الزيتون وحمامة السلام – قطر – لكنها صُدمت بشموخ قطر وإبائها، حيث ناصرها العالم رافضاً ومستنكراً عدوانها الأحمق. كيف لا؟ وقطر أياديها بيضاء، ممدودة بالخير والمحبة والسلام، تنمو أغصان الزيتون وتحلّق حمامات السلام التي رعتها في رواندا والكونغو، ونجحت في التفاوض في أفغانستان، وتمهد له في السودان. ويغتاظ نتنياهو لأنها تسعى لتحقيق السلام وإيقاف الحرب في فلسطين.

 

النصر المفقود!

نتنياهو يبحث عن نصر مفقود من خلال شر مستطير، يسوقه كدليل قوة، لكنه ودولة كيانه مهزومان شر هزيمة. يستمر هائماً على وجهه، يصدر الموت للبشرية بطائرات أمريكية، وسيرتد ذلك الموت في نحرهما، كاتباً النهاية للكيان الصهيوني.

وتاكيداً على حالة توهان نتنياهو، نقل الصحفي الإسرائيلي المعروف (بن كسبيت) في صحيفة (معاريف) عن مقرَّب منه: “نتنياهو مشلول من الخوف، حتى إن أحد المقربين منه يقول: لم أره هكذا منذ 7 أكتوبر. الغطرسة والرضا عن النفس اللذان أحاطا به بعد (الانتصار على إيران) تبخّرا. رئيس الحكومة يدرك الوضع العصيب، فهو العبقري الذي قادنا إليه”.

 

حلف المختلين

نتنياهو لا حليف له سوى ترامب، فكلاهما مختل عقلياً بجنون العظمة. تخيلوا ماذا قال ترامب: “لن نتسامح مع مواصلة محاكمة نتنياهو بتهم الفساد!”، معتبراً مواصلة محاكمته مهزلة قضائية تعرقل الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق سلام في حرب غزة ومع إيران.

وفي الوقت ذاته، يسمح ترامب من وراء حجاب بضرب قطر، وينكر ذلك، لكن تفضحه قاعدته الأمريكية في قطر التي لم تحرك ساكناً لصد الهجوم الإسرائيلي الغاشم.

 

الرد القطري

رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أعلن أن بلاده تبحث مع الشركاء في المنطقة الرد على الهجوم الإسرائيلي على العاصمة الدوحة، مشيراً إلى أن هناك خططاً جارية لعقد قمة عربية إسلامية في الدوحة خلال أيام. وأعرب الشيخ محمد بن عبد الرحمن، في مقابلة مع CNN الأمريكية، عن أمل بلاده بوجود رد جماعي ذي مغزى يردع إسرائيل عن مواصلة هذا التنمر، مشيراً إلى أن تلك الخطوة قيد التشاور والمناقشة حالياً مع الشركاء في المنطقة. وأوضح أن الرد على الهجوم الإسرائيلي سيكون على مستويين: الأول، “رد من قطر، وكأي دولة متحضرة، سيكون ملجؤها الأول القانون الدولي”، والثاني، “رد آخر سيصدر من المنطقة”. واعتبر رئيس الوزراء القطري أن الضربة الإسرائيلية على الدوحة قضت على أي أمل بشأن عودة المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، متهماً نتنياهو بـ”محاولة تقويض أي فرصة للاستقرار والسلام في المنطقة”، عبر استهداف قيادات حركة حماس في الدوحة. وأشار إلى أن لقاءه مع قيادة حماس كان معلناً وواضحاً باعتبار قطر وسيطاً في المفاوضات، وقال: “كل ما يتعلق بالاجتماع معروف للإسرائيليين والأمريكيين، وليس أمراً نخفيه.. لا يوجد أي مبرر لاعتبار هذا إيواءً للإرهاب”.

 

كيف يكون الرد؟

من المهم أن تقطع جميع الدول العربية والإسلامية كل العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل، بحيث تكون منبوذة، فلا يمكن أن يكون هناك أي تعاون معها وهي تقتل وتحتل وتدمر وتحرق المنطقة بجنون تتاري مليء بالسادية والحقد الأعمى.

عودة شعار “لا تطبيع مع إسرائيل” باتت خطوة ضرورية من جميع الدول الإسلامية والعربية، فليبدأ العالم الإسلامي تصعيده ويظهر غضبه، فإسرائيل المسعورة وقائدها المحطم نفسياً لن ترعويا إلا عبر الضغط والحصار.

من الضروري أن يتبنى العالم الإسلامي مشروعات علمية وصناعية وعسكرية وزراعية عبر تحالف عريض ينهض بالأمة، حتى تستعيد قوتها، وإلا فإن النار ستطال جلباب الجميع، والضرب سيكون بالدور.

طالما تستعرض تل أبيب عضلاتها بكل قلة حياء، فلن تفهم سوى لغة القوة، والقوة وحدها تردع الاستبداد.

 ﴿وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ…﴾ صدق الله العظيم.

 حفظ الله قطر والأمة الإسلامية من الشر والأشرار.

شارك

مقالات ذات صلة