سياسة

بين الدولة والزعامة المحليّة الضيّقة.. الهجري يختطف السويداء

أغسطس 12, 2025

بين الدولة والزعامة المحليّة الضيّقة.. الهجري يختطف السويداء

عندما تكون المعركة ذات بعد وطني واضح، تتجاوز الجغرافيا الضيقة إلى سعة الوطن، والمفاهيم التي يراد بها باطل وتوظّف في سياق خدمة أجندات خارجية وتعزيز نفوذ الزعامة الدينية المحلية على حساب مركزية ووحدة الأرض والقرار، لا أنصاف المواقف وحدها، بل حتى الصمت يصبح شراكة في الخيانة والعمالة التي صارت رايتها خفّاقة جنباً إلى جنب مع راية الاحتلال الإسرائيلي فوق الجبل المختطف والمحافظة التي نريدها سوريّة الهوية والانتماء ويريدها الهجري قاعدة عسكرية متقدمة لتل أبيب في الأراضي السورية، والساحة التي نريدها رمزاً للكرامة ويريدها الهجري رمزاً للخيانة والعمالة.



تغريق السويداء في نزال خاسر

طوال 7 شهور، حاولت الدولة السورية احتواء موقف الرئاسة الروحية في السويداء عبر المحافظ مصطفى بكور، والتودّد لها والتسديد والمقاربة في سبيل التوصل لحلول دبلوماسية تنقذ المحافظة وتفضي لدمجها مع باقي الجغرافيا السورية وتمكين المأسسة ووضع رؤية لتطوير وتعزيز الخدمات بما يضمن فرض سيادة الدولة وانهاء الحالة المليشياوية وتعدد الفاعلين الذين يثيرون التوتر واللا استقرار، وكل الجهود كانت تقابل بوضع العصي في المركبة التي لا يراد بها خيراً، والإصرار على شيطنة الحكومة السورية بوصفها “تكفيرية”، والتركيز على الخلفية الجهادية لشخص الرئيس التي صارت من الماضي، وهذا السلوك يدلّل على النوايا السيئة التي تكمن في نفس الهجري وسعيه لتسجيل النقاط والبحث عن كل شائبة للتشهير بها، والضرب بصورة الدولة عند الرأي العام في المحافظة مستغلاً المكانة الدينية لأغراض سياسية وأجندات خارجية -تكشّفت لاحقاً-، وإن هذا الوقت والجهد المبذولان في استعداء الدولة السورية لو صُرف من الرئاسة الروحية ثلثه للجلوس على طاولة حوار مع الرئيس أحمد الشرع لكانت النتائج مختلفة 180 درجة عمّا آلت إليه الأمور وأنقذت المحافظة من بحر دماء ومحرقة وسيل جرفَ الجميع. 


لكن اختار الهجري المكابرة وأخذته العزّة بالإثم وبتصريحات نتنياهو الوصائية الاستعلائية لرفع سقف المطالب والشروط بما يعقّد الحوار ويزيد في الطلبات أبرزها وجود عناصر لوزارة الداخلية من أبناء المحافظة، وبعد استقبال الوزارة القوائم المقدمة تبين وجود عدد كبير فيها من فلول جيش النظام ولا عجب إذا كانت اللجنة المسمّاه بالقانونية -لإيهام الناس بمشروعيتها- وتتبع الهجري مباشرة قد عيّنت مجرمي حرب من ضباط النظام مسؤولين عن الأمن الداخلي المهدور في المحافظة المستباحة من العصابات، ناهيك عن الوقفات الاحتجاجية التي تطالب وزارة الدفاع بصرف رواتب للمتقاعدين مكافأة على شراكتهم في الانتهاكات ضد السوريين، ولا يشكرون للدولة عفوها عنهم، لا ماء، لا ماء في وجوههم.


كانت الأجواء غير مريحة بالتزامن مع استمرار الهجري بتغريق السويداء في التفاصيل وجرّ الدولة لمواجهة مؤجّلة، والمستفيد الوحيد المجموعات الخارجة عن القانون التي تحكمها عقلية العصابات وتقتات على عمليات الخطف والسطو والاتجار بالمخدرات، وتنشيط قطاع الزراعة بحشيش “الماريغوانا” والتّبعات عابرة للحدود مهددة للأمن القومي لدولة الأردن، بوقت تبذل فيه الخارجية السورية جهوداً دبلوماسية مكوكية لتبديد مخاوف دول الجوار والإقليم.

 

 


المجلس العسكري.. سؤال النشأة والتوقيت

بعد سقوط النظام، برز اسم المجلس العسكري الذي يتزعّمه العميد طارق الشوفي أحد ضباط النظام الذي استغلّ تعدد العصابات والمليشيات المحلية في المحافظة وغياب سلطة الدولة عنها، حتى صارت ملجأً لضباط النظام ومجرمي الحرب وصار المجلس ملاذاً لهم دون أن تطالهم يد الدولة ووجدت تل أبيب في المجلس ورقة رابحة تبتز بها الدولة السورية في المفاوضات الأمنية، وعصى تعرقل بها الحلول السلمية، لأن موجات العنف تخدم أهدافها وجر الدولة لصراع مسلّح يعطي انطباعاً عن ضعفها وعدم قدرتها على فرض الاستقرار وتعثّرها في عبور المرحلة الانتقالية، وهو ما تريد تكريسه وزرعه في الأذهان لأنها تفضّل دولة ضعيفة مفككة مقسمة على دولة قوية ومستقرّة، وإن سالمَت.



إعلام معادٍ.. إيكاد تكشف الحقيقة

آلاف الحسابات نشأت حديثاً بعد كانون الأول/ ديسمبر 2024 وهي على قسمين، الأول يتوشح علم الثورة السورية، والثاني يضع راية الدروز إلى جانب علم الاحتلال، والقاسم المشترك بينهما ملفات شخصية مغلقة، نشطت جميعها في حملات رقمية معادية للدولة السورية، لا سيما بعد تطورات كبيرة مثل أحداث الساحل، تفجير كنيسة الدويلعة، أحداث السويداء، لإرباك الدولة وإحراجها ووضعها تحت ضغط إعلامي وضرب صورتها وتأليب وإثارة الرأي العام ضدها.


تحقيقات استقصائية عديدة لمنصة استخبارات المصادر المفتوحة “إيكاد”، كشفت عن تفاصيل غاية في الأهمية، تتعلق بنشاط حسابات وصفحات، منها تعود لناشطين دروز مقيمين في أوروبا، جميع هذه الحسابات على تنسيق وتواصل وتنتهي إلى جهات إسرائيلية تدعم حملات رقمية معادية تستهدف الأمن القومي السوري، وتقوم على محاور رئيسية، منها استغلال تردّي الحالة الاقتصادية والترويج لعمل الدروز في إسرائيل لقاء أجور مادية مرتفعة، وهو ما يفتح بمضمونه باباً كبيراً للتجنيد الاستخباري لصالح الموساد، وليس ثانيها الشق السياسي القائم على نشر دعوات انفصالية تعكس تكامل محورين أساسيين للحملات الرقمية بغرض تغيير هوية المحافظة وسلخها عن انتمائها السوري الذي لفظه الكاتب ماهر شرف الدين عن شخصه عندما عنون حساباته في مواقع التواصل بعبارة “سوري سابقاً”.


لم تكن الحملات الرقمية وليدة اللحظة الساخنة عندما احتدم الصدام في المحافظة، لكنها تصاعدت تدريجياً طوال شهور بشكل موازٍ للجهود الدبلوماسية، لتفشيلها بالتجييش والتحريض وإثارة النعرات الطائفية وحتى الدينية منها عندما هتف الهجري “يا غيرة الدين”.. وهذا أخطر ما حدث منذ 8 ديسمبر، وتفاقمت عند لحظة انخرطت فيها شبكات الراصد والسويداء 24، وقد ظهر اسم الشبكتين سابقاً في تحقيق استقصائي لإيكاد يكشف عن مجموعة من الحسابات والصفحات تعمل وفق استراتيجية مدروسة لاختراق الصفوف الرقمية للجماهير السورية، وتنتهي جميعها إلى ضابط أمني إسرائيلي يهندس ويوجه الحملات الرقمية اعتماداً على ركائز عديدة في مقدمتها تشجيع الانفصال وسلخ المدينة عن محيطها وتجريدها من هويتها.

 

 

سرديات تحرّف الكلم عن موضعه

تُرفع عبارة “الدم السوري على السوري حرام” في العاصمة دمشق بعد أن ألبسوها لبوس الرحمة والإنسانية، وزجّوا بها لنفث السم وإضفاء الحيرة على الرأي العام واستعطافه من خلال توجيه أصابع الاتّهام نحو الحكومة السورية وإيهام المتابع بمسؤوليتها عن عمليات قتل طالت “الأبرياء”، وهنا لا أنفي التجاوزات التي أقدم عليها عناصر يتبعون وزارتي الدفاع والداخلية بل أعترف فيها، ولا أصادر الحقيقة ولا أحتكرها وتترك لنتائج تحقيقات اللجنة التي شكلتها وزارة العدل، لكن العبارة بذاتها وتوقيتها الحرج تدلّس على الناس وتحرّف الكلم عن موضعه وتضع في خانة واحدة المجرم والانفصالي والجندي الذي دخل المدينة لفض النزاع وتحرير الرهائن من المدنيين الذين صار مصيرهم مرهون بقرارات عصابات ومليشيات محلية تتلاعب بمستقبلهم، ثم قُتل الجندي بمسيرات تل أبيب وبمباركة من المليشيات التي غاصت في مستنقع الغدر إلى حد نشرت فيه إحداثيات دقيقة عبر قنوات تيليجرام عامة لمواقع الأمن العام في المدينة وأماكن وجودهم لتسهيل عمليات الاستهداف من الطيران الاسرائيلي، هنا في حرب الرواية والدفاع عن الهوية تنفصل مجموعات فئوية عن الوعي الجمعي العام وتختار رفع عبارة “الدم السوري على السوري حرام” بعد استثناء دماء 300 عنصر من قوات الجيش والأمن ارتقوا أثناء تلبية الواجب الوطني، وتختار الهروب نحو الأمام لأنها لا تريد أن تواجه الحقائق التي يعرفها الرأي العام وإن اختارت أن تواريها فشمس الحق لا تُغطى بغربال.



يحدثونك عن حرمة الدم ومبادئ الثورة سبقتهم بها لأنها تعرف أن الدم السوري معصوم إلا إذا خان، ولا يحدثونك عن مدد المروحيات الإسرائيلية التي تحط في قرية الرحى معقل المجلس العسكري لتقديم الذخائر والأسلحة للانفصاليين، ولا عن حرمان أهالي السويداء من مشاريع استثمارية تعود بالنفع عليهم لأن العاقل لا يستثمر بين العصابات، والاستثمار لا يكون في بيئة غير آمنة وهذه واحدة من النتائج الكارثية التي جاء بها الهجري، ولا يحدثونك عن سحبه طلاب الجامعات من أبناء السويداء وقد استجابت الدولة لطلب الهجري آنذاك وأمّنت خروج الطلاب إلى السويداء وحرصت عليهم حرص الأم على ابنها، ثم احتجزهم في المحافظة عبر عصابات اعترضت طريق الطلاب ومنعتهم من صعود الحافلات عند رغبتهم بالعودة، في خطوة تصعيدية تستهدف العملية التعليمية وتمنع الطلاب من حق بديهي كفله القانون، لا يحدثونك عن خديعة وغدر الهجري الذي رحّب بدخول الدولة إلى المحافظة بمنشور على الصفحة الرسمية للرئاسة الروحية وما إن وصلت طلائع المقاتلين أول أحياء السويداء تفاجأت بوجود عشرات الكمائن نُصبت على شرفات المباني داخل الأحياء السكنية بين الأهالي الذين وجدوا أنفسهم دروعاً بشرية وسارع الهجري لنشر بيان مرئي يحرّض فيه على النفير العام هاتفاً بالشباب الدرزي بعبارة “يا غيرة الدين” لتصوير الدخول بشكل عدواني يهدف لإبادة جماعية وحرب دينية حتى ثارت كل الشباب تحت تأثير التحريض لتواجه الدولة باسم ” المقاومة الدرزية” وليست أكثر من تحالف يجمع عصابات مارقة مع مجلس انفصالي برعاية إسرائيلية.



إن النظرة الواسعة على تدرّج الأحداث وسلوكات التصعيد المتّبعة والتدقيق في تفاصيلها يأخذنا إلى استراتيجية لا يمكن أن يهندسها فرد، والخطوات كلها تراكمية، كانت مشحونة بالتحريض والتجييش المستمر عبر الحملات الرقمية وبيانات الهجري بدعوى الدفاع عن الدين والكرامة، ولا محرض يوقد النار في صدور الشباب الدرزي أكبر من هاتين الركيزتين ولا مستفيد أكثر من تل أبيب، ويؤكد غوستاف لوبون في كتابه سيكولوجية الجماهير أن الجماهير يمكن اقتيادها إلى المذبحة والقتل باسم النضال من أجل انتصار عقيدة إيمانية أو فكرة ما.


كل هذا كان يحدث تمهيداً للانفجار الكبير الذي بدأ عند جر الدولة لدخول المحافظة ومواجهتها بالكمائن والمسيرات الإسرائيلية، وهذا ليس انتصاراً للكرامة بل خيانة للوطن، وتشكيكاً بتاريخ متخم بالبطولات المزعومة وردّة عن الثورة ممن انخرط فيها يوماً ثم حمل سلاحه لمواجهة مشروع سوريا الجديدة.

 


تطرف وإرهاب.. داعش تعود من الجنوب

إنّ دمويّة المجتمع المسلّح وفظاعتها التي كشفت عنها أحداث السويداء تعيد الذاكرة إلى إصدارات تنظيم داعش، من مشاهد مرئية لحرق الجثث والتنكيل بها وتعليقها على مداخل المدن والبلدات والطواف بها في شوارع المحافظة والتقاط الصور معها، إلى فيديو المقاتل الدرزي الذي يطلق عبارة “جئناكم بالذبح” حاملاً سكّينه، ومن حوله ابتسامات شيطانية يتوارى خلفها التطرّف والإرهاب الذي ينازعون به تنظيم داعش، ولا ينقص المشاهِد سوى وكالة أعماق لتبثّ إصدارات جديدة بعد انقطاعٍ طويل، وتقول: التنظيم عاد من البوابة الجنوبية للبلاد حاملاً راية الخمسة حدود.


وأمام كل هذه المعطيات التي تبعث الصدمة يبقى الحديث هامشياً إذا دار حول التعنيف الجسدي الذي طال النساء في قرى العشائر دون أي بيان إدانة من المنظمات النسوية واختطاف صوت ناشطات المجتمع المدني لصالح العباءة والشيخ والزعامة الدينية المحلية التي تريد عزاً بباطل، فهذا أقل وأدنى ما حصل وغيض من فيض جرّه حكمت الهجري وكاد أن يجرف به المحافظة متسبباً بانزلاق البلاد كلها إلى حرب مفتوحة، بعد أن احتكر القرار واختطفه فجازف ورمى حجر النرد على طاولة تل أبيب، وفي ذلك خسّة وشناعة صنيع وصلت لقصف مبنى رئاسة الأركان وسط العاصمة دمشق، وهنا أسّ الخيانة والعمالة التي ما جاء بهما أحدٌ في تاريخ البلاد.



مؤتمر المكونات

قبل الحديث عن مؤتمر المكونات في شمال شرق سوريا الذي ترعاه قسد، سأعود إلى الحملات الرقمية والدور الذي أدّته فيها، حيث كانت فاعلاً رئيساً لمهاجمة الحكومة السورية عبر إعلامها الرديف وتقديم نفسها بديلاً وطنياً، وإن كانت تستمد قراراتها من جبال قنديل ومتقبلة لكل الطوائف ومنفتحة على كل الثقافات، وإن ألغت دور المكون العربي في الجزيرة السورية وهجرت الآلاف منها وراعية للديمقراطية، وإن كانت سجونها الرسمية أو السرية تغص بمعتقلي الرأي، وصائنة لحقوق المرأة وإن كانت تجندها إجبارياً، لكن ما يميز قسد الثقل العسكري والحالة التنظيمية والهيكلية الإدارية التي حضرت عندها وغابت عن السويداء حيث العصابات، وسيطرتها على مساحة جغرافية أوسع وثروات نفطية احتكرتها وحرمت منها السوريين، ويعوّل عليها فلول النظام والعصابات الخارجة عن القانون في السويداء بوصفها أكبر قوة عسكرية منظمة أمام الدولة السورية يمكن التحالف معها، وبحثاً عن إثبات الذات تداعى الجميع لعقد مؤتمر يجمع كل المتضررين من سقوط النظام وقيام الجمهورية الثانية، ومن خلفهم إسرائيل التي تحاول إظهار المؤتمر تحالفاً بين الأقليات في مواجهة الأكثرية لتعزيز الشرخ الطائفي وبناء دويلات داخل دولة يراد لها الضعف والتفكك والانقسام، وإدراك هذه الحقيقة واستيعاب جوهر المعركة يغنيك عن كل التفاصيل.

 

مصير المحافظة

نحتاج إلى عناوين عريضة تلخّص الواقع الذي تعيشه السويداء الآن لفهم ما يمكن أن يحدث مستقبلاً، شيخ يصادر القرار ويختطف المحافظة مستغلاً مكانته الدينية لتنفيذ مصلحة إسرائيلية بحتة، وعصابات تقدم وتحجم بتحريض مباشر من الهجري، وهو ما يؤكد غياب تسلسل الهيكلية والتراتبية التنظيمية التي تعرّف معنى الفصيل المحليّ، فهي أقرب إلى عصابات يحركها رجل دين بخطاب انتقامي غوغائي من زمن الجاهلية، نقابات تعلن انفصالها عن دمشق ولجان إدارية تمثل إدارة ذاتية ومجرمو حرب من فلول النظام يقلدهم الهجري مناصب أمنية، ومساعدات إنسانية تبعث بها الدولة ويُحرم منها المدنيون الذين يتلقون عقاباً جماعياً بغير ذنب، وطلاب محرومون من متابعة تعليمهم، ومدينة معزولة أدخلها الهجري نفقاً مظلماً في أقصى البلاد.


أياً يكن، ومهما كانت العواقب والسيناريوهات المحتملة، هذه معركة بين الدولة والزعامة المحلية بين الجيش المنظم والعصابات التي تقاتل تحت علم الاحتلال بين الاستقرار والخراب بين الانتماء والانفصال، وجميعها تعرّف شكلاً جديداً من أشكال الثورة المضادة، وأراهن على الوعي الجمعي وصحوة الشعب للوقوف بكل ما أوتينا من قوة خلف القيادة العامة والحكومة الشرعية في دمشق دفاعاً عن مشروع تأسيس الجمهورية الثانية.

شارك