فيلم جميل حول الشغف والطموح والوقوع في غرام الأوبرا.. Falling For Figaro!
“Falling For Figaro” أو “الوقوع في غرام فيغارو” هو فيلم دراما كوميدي رومانسي جميل وممتع ومملوء بالشغف والطموح، وكان مفاجأة غير متوقعة بالنسبة إليّ، حيث أنّ قصته تدور في عالم الموسيقى الكلاسيكية والأوبرا، مثل الفيلم الرائع “One Chance”.
الفيلم من إخراج “بن لوين”، وقد قام أيضًا بكتابة النص السينمائي مع زميلته “ألين بالمر”، وتدور أحداثه حول الشابة “ميلي”، وهي مديرة في قطاع مصرفي، وتترك وظيفتها المرموقة دون سابق إنذار وكذلك تترك صديقها “تشارلي” الذي تعيش معه لتطارد حلم حياتها بأن تصبح مغنية أوبرا.
من هنا تتوطّد الأحداث وهي تتوجه إلى قرية جميلة في سكوتلندا لتلقّي دروس الغناء على يد مغنية الأوبرا المعتزلة “ميغان بيشوب”، التي هي أيضًا لديها طالبٌ موهوب يدعى “ماكس”، وأجمل ما في الفيلم روح الطموح والشغف في السعي وراء الأحلام مهما تأخر الوقت أو صعبت الأمور، وأن التغيير يبدأ بخطوة، وهذا ما جعلني أتعلّق بشخصيته الرئيسية “ميلي” طوال الوقت.
لقد أبدعت “دانييل ماكدونالد” في أداء شخصية “ميلي”، ولم أكن قد شاهدتها في أفلام سابقة، لكنها لفتتني بموهبتها، رغم أنها لم تكن المغنية الفعلية في الفيلم، فقد أُسْنِدت مهمة الغناء إلى السوبرانو الأسترالية “ستيسي أليوم”، وكذلك “جوانا لملي” قدّمت أداءً جميلًا بشخصية “ميغان”، ولا أنسى “هيو سكينر” بشخصية “ماكس”، وكذلك “غاري لويس” بشخصية “رامسي”.
قصة الفيلم مألوفة، وكذلك خط سير الأحداث، ولكن هذه الأفلام تملك رونقها الخاص وسحرها الجذّاب، ولذلك أجد متعة لا توصف حين أشاهد فيلمًا منهم، فأنا من عشاق الموسيقى الكلاسيكية والأوبرا، وفي الوقت نفسه، يأسِرني دومًا ربط الفن بالحياة، عبر الشغف والطموح، وأحبّ تلك اللحظات التي ينهض فيها المرء من تحت أنقاض التردّد، ويختار طريقه حتى لو كان مليئًا بالعقبات، ورأيت في شخصيّتَيّ “ميلي” و”ماكس” تجسيدًا حيًّا لذلك.
مواقع التصوير في اسكتلندا كانت جميلة وساحرة ومنعشة، وقد أحببت البساطة والتلقائية في سرد القصة والأحداث باللمسات الدرامية والكوميدية والرومانسية والموسيقية، دون المبالغات المعتادة، ما زاد من أثر الفيلم في نفسي هو اختياره الذكي للمقطوعات الكلاسيكية، وبالأخص أعمال “موزارت” الخالدة، مثل “زواج فيغارو” و”دون جيوفاني”.
من المؤسف أنّ الفيلم ظلّ مهمّشًا ومغمورًا، ولم يحظَ بالاهتمام النقدي والإعلامي الذي يستحقه، فقد عُرض لأول مرة في مهرجان تورنتو السينمائي في عام 2020، ثم صدر بتوزيع محدود في بعض السينمات الأوروبية والأمريكية في عام 2021 دون حملة ترويجية قوية، وإيراداته لم تتجاوز مليون دولار في شبّاك التذاكر، رغم أنّ ميزانية إنتاجه بلغت حوالي 3 ملايين دولار، وقد تعود أسباب ذلك إلى الظروف القاسية التي واجهتها السينما وحياة البشر ككل أثناء جائحة كورونا، كما أنّ الفيلم لم يصدر حتى الآن على أسطوانات البلوراي، ولا توجد له نسخة عالية الجودة في الأسواق سوى نسخة الديفيدي فقط.