فنون

أَفضَلُ فِيلمِ رُعبٍ في تاريخِ السِّينمَا.. Psycho!

يوليو 18, 2025

أَفضَلُ فِيلمِ رُعبٍ في تاريخِ السِّينمَا.. Psycho!

في عام 1960 المخرج “ألفريد هيتشكوك” بفيلم “Psycho” أو “المختل”، الذي أعتبره أفضل فيلم رعب في التاريخ، وقد تم اقتباسه من رواية تحمل الاسم نفسه للكاتب “روبرت بلوش”، التي أصدرها في عام 1959.

عندما قرأ “ألفريد هيتشكوك” الرواية وجد فيها مادةً مثاليةً لفيلم رعب نفسي مختلف عن أفلامه السابقة، فقام بشراء حقوق الرواية بسرّية تامّة مقابل مبلغ بسيط، وأمرَ مساعديه بشراء جميع نسخ الرواية من المكتبات لمنع الناس من معرفة نهاية القصة قبل عرض الفيلم، وتولّى “جوزف ستيفانو” كتابة النص السينمائيّ.

تبدأ أحداث الفيلم مع “ماريون كرين”، وهي موظفة شابّة في مكتب عقاريّ تقوم باختلاس 40 ألف دولار من المكتب وتهرب أملًا في بدء حياة جديدة مع عشيقها، وفي طريق الهرب تضطر للتّوقف في فندق “بيتس” المهجور لقضاء الليلة، وهناك تتعرّف إلى صاحبه الهادئ والخجول “نورمان بيتس”، وتتحوّل تلك الليلة العابرة إلى كابوس دمويّ يقلب كل شيء رأسًا على عقب.


قرّر “ألفريد هيتشكوك” القيام بأمرٍ جريء وغير معتاد في السَّينما، بقتل البطلة الرئيسية “ماريون كرين” في منتصف الفيلم، وكان الجمهور يتوقعون مشاهدة قصة امرأة هاربة وجريمة اختلاس، لكن “ألفريد هيتشكوك” أطاح بكل التوقعات.

في تلك اللحظة الصادمة حين تسقط “ماريون كرين” مطعونة في الحمّام يتعرّى الفيلم من كل قواعد السرد المعتادة، حيث من المفترض أن تكون “ماريون كرين” الشخصيَّة التي نتابعها حتى النهاية، و”ألفريد هيتشكوك” أزاحها عن الطريق ووضعنا في قبضة الرعب النفسيّ الخالص، وعُدنا لا نملك بطلة نحتمي بها، وترَكَنا وحدنا أمام المجهول.

أبدع “أنتوني بيركينز” في أداء شخصية “نورمان بيتس”، وكذلك “جانيت لي” بشخصية “ماريون كرين”، ولا أنسى بقية الممثلين الذين قدّموا أداءً متميّزًا، بمن فيهم: “فيرا مايلز” بشخصية “ليلا كرين”، و”جون غافن” بشخصيّة “سام لوميس”، و”مارتن بلسم” بشخصيّة المحقق “ميلتون أربوغاست”. الموسيقى التصويريّة لـ “برنارد هيرمان” ساهمت في رفع مستوى الخوف والرعب.

ميزانية إنتاج الفيلم لم تتجاوز مليون دولار، و”ألفريد هيتشكوك” قام بتصويره بالأبيض والأسود، مستخدمًا فريق مسلسله التلفزيوني لتقليل التكلفة، وهذا الاستثمار البسيط تحوّل إلى منجم ذهب، حيث حقّق الفيلم إيرادات تزيد عن 50 مليون دولار في شبّاك التذاكر في أمريكا وبقية دول العالم، ليصبح أحد أكثر أفلام “الفريد “هيتشكوك” ربحًا على الإطلاق، وواحدًا من أنجح أفلام الرعب في التاريخ تجاريًّا ونقديًّا.


الفيلم خالدٌ في الذاكرة ليس فقط أنّه أخافنا، بل لأنّه ذكّرنا بأنّ الخوف نفسه جزء من طبيعتنا الإنسانيّة، و”ألفريد هيتشكوك” لم يقدّم فيلم رعبٍ عاديٍ، بل قدّم فيلمًا عن الفضول، وعن الأسرار التي نخبئها، وعن الوحدة، والذنب، والحاجة إلى الحب. لقد تركنا الفيلم نخاف من أشياء صغيرة: من فندق على جانب الطريق، ومن ستارة حمام، ومن ابتسامة شابّ خجول يبدو أنّه لا يستطيع إيذاء ذبابة.


رغم شهرته الأسطوريّة وأثره العميق في السينما، خرج الفيلم خالي الوفاض من الجوائز، حيث ترشّح فقط لـ 4 جوائز أوسكار، لأفضل إخراج لـ “ألفريد هيتشكوك”، وأفضل ممثلة مساعدة “جانيت لي” وأفضل تصوير وأفضل تصميم مواقع، والفيلم يحتل اليوم مركزًا متقدّمًا في قائمة أفضل 250 فيلمًا في موقع imdb حسب تصويت الجمهور.

 

شارك

مقالات ذات صلة