أنّ غزّة تشبه كربلاء، وأنّ كل شهيدٍ يرتقي في غزة هو (حسين آخر)، وأنّ الجريمة لا تُحْصَرُ بالقاتل بل بكل معاونيه ( من أصدر الأمر ومن نفّذَ ومن أشادَ به)، لذلك أتأمل ذبحنا اليوميّ، فكما أنَّ قاتل الحسين ليس فقط ( شمر بن ذي الجوشن )، أيضًا فإنّ قاتلينا ليسوا الصهاينة فحسب.
الكلمةُ عهدٌ ووثاق، ولا يُوفِّي بها إلّا سيّد، أمّا مسفكو المروءة، فالكلمة لديهم كماءٍ راكدٍ تدوسه النّعال وتمشي فوقه الدواب.
ما بُنِيَ على باطل فهو باطل، لذلك كُلُّ حكم بُنِي على الدم والغدر هالك، وما أشبه حكم يزيد بن معاوية بحكم الصهاينة، لذلك مع كل شهيدٍ أعرف يقينًا أنَّ الكيان الصهيونيّ هالك.
التاريخ لا يرحم، لا يستطيع أحدٌ في العالم مهما كان حاذقًا، أن يمسح الدماء عن يد قاتل ظالم، فكيف إذا أراد أحد أن يغسل الدم عن سيفٍ قتلَ ابن بنت رسول الله ﷺ، وكذلك كيف بمن أراد أن يغسل الدم عن كيانٍ قتل أكثر من 60 ألف شهيد في هذه الإبادة.
هنالك مَنْ هو أرذل من القاتل، مَنْ يدافعُ عنه.
إذا لم تكن مع المظلوم، فأنتَ بلا شك مع الظالم.
لا شيءَ يدوم، ولا يفرحنَّ أحدٌ بانتصار الباطل، فما انتصار الباطل إلا تمهيدٌ لسحقه، يعلو الباطل ليبطش به الله، لك أن تتخيل إذا رأيت شخصًا يقف على الطابق العاشر وسقط، وآخر واقف على الطابق الأول وسقط، أيهما يكون سقوطه أقسى؟ بالتأكيد مَنْ كان يقف على الطابق العاشر، وتلك بطشة الله عز وجل. يجعل الظالم يعلو ويستشري طغيانًا ليكون سقوطه أقسى.
إنّ قول الحقّ لا يلزمه القوّة والعتاد وكثرة العدد، بل قلبٌ أخلص لله ولرسوله سيدنا محمد ﷺ، قلب يرى أنّ الدنيا ممر لا مقرّ، وأنّ ما عند الله خير وأبقى.
لا تثقْ بالذين ينتظرونك، فقد يكونون فخًا ليغدروا بك.
الخيانة قاسية جدًا، وأقساها تأتي من الذين ظننت أنّهم أهلٌ للثقة.
قلبٌ استحوذت عليه الدنيا، تسهل عليه الخيانة، ويسهل عليه أن يُذبِح حتى سبط رسول الله ﷺ، فكيف بنا نحن أهل غزّة.
أخاف من مسلمٍ لم يستقرّ في قلبه حبّ سيد الأنام محمد ﷺ، وذلك أنّه مكمنُ الرحمة، فإن لم يذب في القلب حب الرسول ﷺ أصبح جلمود صخرٍ مخيف.
– لا شيء يحدث اعتباطًا، بالتأكيد كان الله عز وجل قادرًا على أن يخسف الأرض بالجيش الذي حاصر سيدنا الحسين وقتله، لكنّه أراد أن يعلّمنا، أنّ هنالك مقامات عظيمة لا تنال بالابتلاء، ولأنّ سيدنا الحسين سيد شباب الجنّة، فذلك من أعظم المقامات بعد مقام النبي ﷺ، دائمًا الله عزّوجل ينظر للأمر بنظرة لا تشبه نظرتنا لها، فكل من يرى مشهد استشهاد الحسين وأهل بيته يعتصر ألماً ويتقطع، لكن على قدر هذا الألم الدنيوي على قدر النعيم الأخرويّ، ومن ناحيةٍ أخرى نتساءل كيف استطاع القتلة أن يتآمروا على قتل ريحانة رسول الله ﷺ، يكون مثلا مكتوب في اللوح المحفوظ أن مقام فلان في الدرك الأسفل من النار، فيجب أن يعمل عملًا موازيًا لمقامه في النار ليتحقق به، وحتى القتلَةُ مقامات في العذاب، فقاتل سيدنا يحيى عليه السلام، مثلًا ليس في النّار مثل قاتل شخص آخر عاديّ، وهكذا، فلا أستطيع أن أتخيل ما هي مقامات قاتلي الحسين عليه السلام في النّار لعنهم الله.
من لم يحزن لقتل سيدنا الحسين أبي عبد الله وسبعين من أهل بيت رسول ﷺ، فلا شيء في الدنيا يُحزنه.
سمعتُ عن الإيثار، لكنّني أبصرته حين وصل سيدي أبو الفضل العباس بن علي إلى نهر الفرات وهو في منتهى العطش ورفض أن يمسّ الماء فمه بينما الحسين عطشان بعد حصاره ثلاثة أيام، وقُتِلَ قبل أن يوصل الماء، فاجتمعت له كرامات حسن الخاتمة، شهيداً مغدورًا عطشانًا مؤثرًا غيره على نفسه.
إذا كان لديك أخٌ أو صاحبٌ كأبي الفضل العباس بن علي رضي الله عنه، تهون عليك الدنيا ولو أنْ تموت عطشاً فيها.
لا يحكمنَّ الأدنى (يزيد بن معاوية)، الأعلى (الحسين بن علي) عليه السلام، لذلك كان الموت شرفًا للحسين، والحكم لعنةً وذلّا على يزيد بن معاوية.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم