الغاز الطبيعي.. كلمة السر لفهم مخاوف إسرائيل من تصاعد النفوذ التركي في سوريا
يوليو 2, 2025
30
الغاز الطبيعي.. كلمة السر لفهم مخاوف إسرائيل من تصاعد النفوذ التركي في سوريا
–علي البرغوث
رغم أن الخطاب السياسي الإسرائيلي الرسمي يركّز على الهواجس الأمنية المرتبطة بتنامي الدور التركي في سوريا، إلا أن جوهر القلق الحقيقي يبدو اقتصادياً بامتياز، ويتصل مباشرةً بصراع النفوذ على مشاريع الغاز الطبيعي في شرق المتوسط وسوريا.
مركز الطاقة الإقليمي: طموحات إسرائيل في مهبّ المنافسة
أحدثت اكتشافات الغاز في حقلي تمار وليفياثان تحوّلاً استراتيجياً في الرؤية الإسرائيلية، حيث تسعى تل أبيب إلى التحوّل إلى محور إقليمي لتصدير الغاز إلى أوروبا، وبناء شبكة تحالفات اقتصادية وجيوسياسية تعزّز مكانتها في خارطة الطاقة العالمية.
غير أن صعود المشاريع التركية في المنطقة بدأ يثير مخاوف جدّية لدى صنّاع القرار الإسرائيليين، خاصة مع تنامي دور أنقرة في سوريا واتجاهها لتعزيز نفوذها كممر رئيسي للطاقة نحو أوروبا.
سوريا: الجسر التركي المحتمل لعبور الغاز
بالنسبة لأنقرة، لا تقتصر أهمية سوريا على البُعد الجيوسياسي أو الأمني، بل تنبع من كونها نقطة عبور محورية لمشاريع الطاقة المستقبلية، خاصة تلك التي قد تربط بين قطر وتركيا عبر الأراضي السورية.
ويعتقد محللون أن استقرار سوريا يخدم المصالح التركية في إعاقة مشاريع الغاز المنافسة، لا سيما الخطوط المرتبطة بإسرائيل، وقبرص، واليونان، والتي تستثني تركيا من معادلة الطاقة في شرق المتوسط.
تخوّف إسرائيلي من عزلة إقليمية
تخشى إسرائيل من أن تفضي التحركات التركية الأخيرة إلى تقويض مشاريعها التصديرية عبر التحالفات الثلاثية مع أثينا ونيقوسيا، في ظل مساعٍ تركية حثيثة لإحياء مشروع خط الغاز القطري التركي، ما يمنح أنقرة أهمية جيوسياسية استراتيجية كممر بديل عن الغاز الروسي نحو أوروبا.
كما أن اتفاقية الحدود البحرية التي وقّعتها تركيا مع حكومة الوفاق الليبية، وتوسيع عمليات التنقيب قبالة السواحل، تشكّل أدوات ضغط على المسارات الإسرائيلية المقترحة لنقل الغاز.
صراع مصالح أم مواجهة مفتوحة؟
رغم إدراك الطرفين أهمية الحفاظ على الاستقرار النسبي لضمان نجاح مشاريع الطاقة، تتشابك المصالح الإقليمية وتضارب الطموحات قد يدفع نحو المزيد من التوتر.
ففي الوقت الذي تسعى فيه إسرائيل لتوسيع شبكتها من الحلفاء في المنطقة، تواصل تركيا ترسيخ وجودها الميداني في سوريا وتعزيز موقعها على خارطة الطاقة المستقبلية.