خلايا نائمة وقنابل موقوتة.. عودة داعش تهديد يتسلل إلى سوريا بصمت
يونيو 29, 2025
21
خلايا نائمة وقنابل موقوتة.. عودة داعش تهديد يتسلل إلى سوريا بصمت
بقلم:علي الجاسم
رغم مرور سنوات على إعلان هزيمة تنظيم داعش في سوريا عسكرياً، إلا أن التنظيم لم ينتهِ بالكامل كما يعتقد البعض. إذ تشير المعطيات الميدانية والمعلومات المستقاة من المصادر المفتوحة إلى أن التنظيم يعيد ترتيب صفوفه ويستغل الفراغ الأمني والفوضى السياسية في مناطق عدة من سوريا، ليواصل نشاطه عبر خلايا نائمة تتحرك بحذر تحت الأنظار.
في الأيام الأخيرة، شهدت سوريا محاولات إرهابية متكررة كان آخرها التفجير الانتحاري الذي استهدف كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بدمشق، في 22 حزيران/ يونيو 2025. الهجوم أسفر عن مقتل 25 شخصاً وإصابة العشرات، وسط استنكار واسع على المستويين الشعبي والرسمي. التحقيقات أثبتت تورط خلية تابعة لتنظيم داعش، يقودها المدعو “أبو عماد الجميلي”، الذي استغل الظروف الأمنية المتدهورة وحالة الفراغ بعد تحرير العاصمة لتنفيذ مخططاته الإرهابية.
ليس هذا الهجوم الوحيد، فقد أحبطت الأجهزة الأمنية السورية خلال الأيام الماضية محاولات تفجير وتخريب في حلب وريف دمشق، حيث تم رصد نشاط مشبوه لعناصر تم تهريبهم من سجون قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، ما يعكس شبكة منظمة لإعادة توزيع العناصر الإرهابية داخل البلاد.
الأمر الأخطر هو عودة عدد من المنتسبين للتنظيم من الخارج، الذين يعودون بهويات جديدة وخطابات أقل صراحة في التطرف، لكنهم يحملون الفكر ذاته والعقلية المتطرفة. هؤلاء يشكلون قنابل موقوتة قابلة للانفجار في أي لحظة، وقد تُستخدمهم جهات داخلية وخارجية لإشعال الفوضى من جديد.
في ضوء هذه التطورات، يتحتم على كل مواطن سوري أن يكون يقظاً، وأن يتعاون مع الجهات الأمنية من خلال الإبلاغ الفوري عن أي نشاط مشبوه. فالأمن مسؤولية الجميع، والصمت أو التستر على أي عمل إرهابي هو مساهمة في تفشيه.
إن مواجهة هذا التحدي لا تبدأ من السلطات فقط، بل من كل بيت وسوق وشارع. واليوم، لم يعد خياراً إلا أن يكون كل مواطن خفيراً، يساهم في حماية وطنه وأهله.