أدب

مورا في مدريد: تشريح الذات والهوية والمنفى في سرديّة ما قبل الثورة السورية

يونيو 28, 2025

مورا في مدريد: تشريح الذات والهوية والمنفى في سرديّة ما قبل الثورة السورية

– عبد الكريم أنيس

 

تشكل هذه الرواية نموذجاً أدبياً تشريحياً بعيون أنثوية تبحث وتدقق وراء التفاصيل، تنبض بالشغف والعاطفة، منفتحة بصدق على الذات والآخر مع ثبات على الهوية الراسخة دون تهافت أو ذوبان. هذه الرواية تتغلغل بعمق في بنية المجتمع السوري قبل الثورة، كاشفةً عن أمراض جمعية فيه، ظاهرة ومستترة، وتفضح الانتهاكات التربوية والاجتماعية التي مهدت الطريق لمنظومة أمنية سياسية استبدادية قمعية تمثلت في طغيان عائلة الأسد واغتصابها للسلطة تحت غطاء سلطة حزب البعث العربي الإشتراكي لما يزيد عن 5 عقود متتالية. وفي الوقت ذاته، تنفتح الرواية على العالم الغربي بإنصاف وعدل، مستعرضة صوره المتباينة بين الجميل واللطيف والقبيح والمعتل، لتقدم بذلك قراءة نقدية شاملة تدمج بين التحديات الداخلية والصراعات العالمية، وتجعل منها نصاً ذا بعد إنساني وسياسي عميق وحكيم.

 

 

ترى السباعي في فعل الكتابة وسيلةً للنجاة، ومساراً للتماسك النفسي في وجه القمع الاجتماعي أو السياسي والغربة؛ الاقتلاع من جهة، وعدم محاباة الواقع والسكوت عليه من جهة أخرى. ويمكن تصنيفها ضمن الجيل المهجّر في ثمانينيات القرن العشرين، إبان المجزرة الكبرى التي ارتكبتها سرايا الدفاع بحق عشرات الآلاف من السوريين في مدن عدة، كانت مدينة حماة أشدها ألماً وأكبرها جرحاً، وأكثرها تعرضاً للدمار، حيث سويت أحياء كاملة بالأرض فوق أجساد المدنيين، أحياء وأموات.

 

 

في هذا العمل الروائي تتماهى الكثافة السردية للأحداث وتنوعها الجغرافي ومسارها الزمني المختلف والمتداخل بين بيئات وأماكن مختلفة، فمن دمشق لحمص لغرناطة لمدريد لعودة راجعة في الذاكرة، مترافقة مع عواطف سامية دافقة، مصاغة بلغة أدبية بالغة الرقة والقسوة على حد سواء، ولا يغيب حس الفكاهة والتهكم، بحسب ما يستلزم الموقف، مقترناً بصدق التجربة وعفويتها، وحكمة انتقاء خلاصة توعوية فيها، عبر تغميس النص بألم وجداني عميق مشغول بأسئلة وجودية كبيرة، مُصاغ بلغة إنشائية رفيعة تليق بكاتبة صحفية عركتها التجربة وشذبتها المحن، بين شرق وغرب، وبين صمت مطبق جراء الخوف وتساؤلات ونقاشات حرّة لا تعرف المحاباة حتى مع أقرب الناس. هي نصف دمشقية ونصف حمصية، ولكنها بكليّتها ابنة لوجع يتجاوز الجغرافيا وتعبيرٌ صادق عن يقظة الضمير الإنساني في وجه الضيم والعسف، أياً كان مصدره.

 

 

جمعت الكاتبة بين عراقة العائلة وعلو أصل التربية، مع دراسة أكاديمية في كلية العلوم والشريعة، وبين التجربة واستخلاص الحكم والعبر منها، فاستطاعت أن تُخرج روايتها من ضيق القصص الشخصية إلى سعة إسقاطات الواقع، راسمة ملامح التحول الاجتماعي والسياسي من خلال مرآة القيم والتربية والصدق والإنصاف، لا بوصفها حالات فردية، بل باعتبارها مثالاً مركباً من متضادات مجتمعية وسياسية متلازمة.

 

 

سردها الغزير الفائض بالذاكرة والحنين، لا يتوسل التعاطف أو يختلق القصص، ولا ينجرف نحو التعميم الشعبوي الذي يستجلب قراء منحازين بعينهم، بغرض اقتناص الشهرة، بل يختار عن وعيٍ أن يُنصت للتفاصيل الإنسانية المصاحبة، في أضعف أحوالها، ويستنطق ظرفها بما يليق من عدالة وإنصاف بغرض المعالجة وفرز المواقف واستخلاص العبرة.

 

 

تتحلى مواقف الكاتبة الجديّة بقدرٍ من الصرامة الأخلاقية يبدو أنها ورثتها من جدها الطبيب التقي النقي الورع، دون أن تتنّكر لملكة تتقنها بممارسة التهكم في الرد حين يتطلب السياق ذلك، حتى لو كان عبر القسوة بالإشارة لنقص المشاعر الحاد بين الجد والجدة، تعلل ذلك أن الاعتراف بنقائص وتعقيد أحوال البشر يوفر علينا فهم الكثير من التناقضات.

 

 

 يُعالج النص جملة من التجارب الشخصية الأسرية في سوريا وخارجها، ويتجاوزها للعلاقات البينية بين أفراد الشارع والمجتمع والجامعة والمؤسسة المكلومة الناتجة عن ذلك في المهجر، ومن ثم تربطها الكاتبة بما يتسق حين الحاجة بالسياق السياسي والبيئة التربوية في تلك الفترة، لا عبر ابتذال الوصف، بل من خلال إعادة قولبته في بنية نصحية تصالحية، تسعى لإصلاح ما اعتلّ ومال، ولاستعادة ما اندثر من قيم ومسلكيات في محيط التغيرات والظروف المقترنة، فهي تارة تذم تخاذل جدها ومن هم مثيله، تجاه عدم التسامح بحمل السلاح ضد استيلاء غيلان عصابة البعث ونظام الأسد على السلطة وكل ما يتصل بها من مؤسسات في سوريا، وأخرى تتسامح مع تمثيل الشعب أنه ينصاع للسلطة عبر فهم عميق لآليات القهر وما يولده الخوف والرعب من مسلكيات ودفاعات نفسية قد تظهر حتى بطريقة رضاء بالبقاء تحت الجزمة من أجل النجاة.

 

 

ولهذا تتجاوز الرواية حقل الأدب فتكاد تكون دراسة نفسية بحثية تشخيصية، وفعلاً مشتهى، وأداة أدبية لوعي مرتجى، بدأ ربما منذ ما قبل إعلان الثورة السورية ضد عصابة الأسد حتى إسقاطه، وهو أيضاً نص يفسر بعض تصرفات المقهورين المتغافل عن صوتهم، الخائفين منك ومن وعيك، دون أن تُسقط عنهم المسؤولية فيما أخطؤوا فيه وصمتوا عنه.  

 

 

الحالة الجمعية من الرضوخ والانصياع في الرواية هي عين ما فرّت منه مورا بنفسها الثائرة، فهي من جهة لا تتعالى على الناس الخائفين، بل ترفض إعادة توليد الخوف لأنها تعرف تبعاته، وحينها لا بأس بغربة تكون ثمناً غالياً للكرامة، مهما تبدى فيما بعد من آثار وجعه وحدةً وشوقاً عبر مشاهدة وجوه الأحبة بالعابرين في الشوارع وفي كل مكان.

 

 

مورا لم تكن مغتربة عن مسقط رأسها فقط، بل عن الحالة الجمعية التي سببها الخوف لمجتمعها، ومشاعر الاختناق كانت من السلطة الإجرامية كما هي حالها من مثالها الأعلى في المثل والتقوى جدها، والذي كان يمثل السلبية الدينية في وعيها ولم تستطع مجاراته ولذلك تركته وسمحت للصورة النقية في خيالها أن تستمر مع معرفتها التامة بنقائص هذا النمط من تأثير الجماعات والتي ولدت نسخاً متشابهة في جمعيات ومنظمات ومؤسسات المهجر، لم ترض أن تكون في محورها كذلك.

 

 

 

فُرضت الوحدة على مورا لأنها تطرح الكثير من الأسئلة ونجت مبكراً بوعيها من الحالة الجمعية التي تسمح بصناعة شخصية الأتباع، فهي لم تقبل منذ البداية أن تكون تابعاً لآنستها في الدين، التي كانت تتطلب الطاعة الكاملة من فتاة متمردة متنورة، حتى أن ذاك كان يكلفها التشكيك بمواهبها، بل وأكثر إيلاماً، عدم الحصول على التقدير الذي يتم منحه لأتباعها من أقرانها، اللاتي لا يستطيعن تقديم معشار ما لديها مما وهبت من حكمة ومقدرة على الكتابة والإبداع، وهي رغم انتقالها للبعد الأوربي خارج حدود ولايات الطاعة العمياء، لم يفارقها هذا التمييز، لأنها صارت مورا المسلمة المشرقية ذات الحجاب، ما سمح لبواب عمارتها أن يشكك بكونها صحفية ذات مقدرات حقيقية مثل غيرها من الصحفيات!

 

 

 

مورا تناولت الشأن الديني الإسلامي من منظور عالمي في كثير من جوانب الرواية، فهي تخطت القوالب الجامدة والتصورات الموروثة التي كرسها مجتمع مقهور ومسيطر عليه، وكان إسلامها بوصلة أخلاقية سامية في كل الشؤون الإنسانية والأخلاقية وما يعزز كل القيم التي تتعامل مع الإنسان وذاته وما يحيط به بكل إيجابية ممكنة.

 

 

مورا كانت ممن اتبع الإسلام لا أداة إدانة مهيمنة أو محاسبة للآخرين ولكن أداة ذاتية لتمكين الصدق واستنهاض الهمم في نفوس كل ما يحيط بها، إسلامها كان رافضاً للنفاق، كاشفاً لمواطن اللبس والنقص عند الجاليات العربية والإسلامية، مواجهاً لمن يريد أن يجعل من نفسه حاكماً متسلطاً على الناس، أو سجيناً في أقفاص الآخرين وقوالبهم المسبقة، أو لأولئك الذين يستخدمون نصوصاً يضعضعون فيها مكانة ومركز المرأة في الحياة الشخصية أو العامة، موجهة نقدها اللاذع في مواطن التعدي الجرمي والتعنيف تجاه النساء، ضد ذكورية مريضة متحصنة بفقه جاهل أحمق مغلوط، كما حدث في حادثة الضرب المبرح بحق أنثى مسلمة هناك، فهي عاشت في الشرق معززة مكرمة كما ينبغي لأنثى أن تعيش وتمثل صورة الأنثى الفاعلة والمحترمة صاحبة الأثر غير المقموعة ولا الممنوعة عن عيش الحياة.

 

 

مورا تناصر فكرة أن الإسلام نظام أخلاقي وإنساني وقيمي أينما كان، ولذلك هي تتعامل معه على أنه دستور ينظم علاقتها بنفسها ومحيطها بعدل وإنصاف وإحسان، لا يختزل بالفروض، وإنما تعززه السلوكيات والمواقف والمعاملة.

 

 

مورا تنظر للإسلام على أنه لا يتناقض مع الشأن الإنساني العام، في كل بقاع الأرض، وترفض ثنائية الغرب والكفر والشرق والإيمان، وتنظر لكل قضية بمقتضاها وظروفها، وتعلم علم اليقين أن الإسلام يعاش في مدريد كما يعاش في دمشق تماماً. فمورا تجد الإسلام ينبذ ذميم الأخلاق ويرحم ضعيف الناس وينحاز تجاه المستضعفين في الأرض مهما كانت خلفياتهم العرقية أو الدينية، ولذلك كانت تغضب أشد الغضب من النفاق الديني واستغلال الدين لصالح السلطة أو تعزيز التسلط أينما حلّ وكان.

 

 

الإسلام كان لمورا مرساة في بحر متلاطم من التشويش الذي تسبب به العجز عن العودة للوطن وبعض صور العنصرية التي صادفتها في الغرب، فعبره تعلمت التوازن في الحكم والبحث عن الدوافع في أسباب تلك المواقف، كان بمثابة القوة في وجه الضياع ولم يكن القيد الذي يعمي عن مثالب ومساؤى المسلمين هناك.

 

 

في ظل ما سبق، يمكن القول إن الذي ينسب الرواية للفكر النسوي المعاصر أخطأ وابتعد كثيراً عن ما أرادته الكاتبة، فهي لم تذهب أبداً إلا ضمن ما يعزز حق الأنثى بالاختيار وفي القول وباقي الحقوق الطبيعية، تعرف ذاتها جيداً ولا تتشبه بأحد ولا تدخل بصراع لا طائل منه مع صنوها، إلا لتقوم بتقريعه حين يخطئ بحق بنات جنسها، متعامياً عن أساسيات الدين الإسلامي المعروفة بالرفق بهن والوصية برعايتهن.

 

 

الكاتبة تجد في الأمومة والتدين والالتزام والحجاب جزءاً من شخصيتها الواعية، ولذلك هي ليست في حالة شتات داخلي لتبحث عن ذات جديدة أو تثور عليها، وحين تثور على ممارسة باسم الدين فهي تثور من منطلق تصحيح الخطأ وعدم تعزيزه في وجدان المجتمع. وهي بذات الوقت تعزز في كل خياراتها كل ما يمنح المرأة حقها من قرار وتفكير وحمل هم وقضية. فالمرأة هي القائد الاجتماعي الذي بدونه تسقط البيوت كما حدث عندما ماتت جدتها قبل جدها بـ10 سنوات، لذلك كانت القاعدة الصلبة لعائلتها وأولادها تقوم بمقام المرتب للأولويات لدى أولادها، تحميهم وترعاهم وتتلطف بهم وتجبرهم -حين يحتاج الأمر- على دروس العربية في العطل، وتتفهم حجم الحمل الملقى على عاتقهم في بلاد ولدوا فيها وحملوا عن بلادهم الأصلية كل أوزارها وأعبائها، وتذكرهم دائماً بحمل الرسالة التي هي أمانة كل عائلة مهاجرة أو مهجرّة في ردم الفجوات بين الشرق والغرب.

 

 

 

في الرواية كانت هناك شخصية لافتة هي أم بيسان، فلسطينية ثائرة غير ملتزمة دينياً، تدخن كثيراً، تضع الشال في المسجد احتراماً لحرمة المكان، من القاعدة الصلبة لتنظيم فتح اليساري، ليس عندها ثقة بالتيارات الدينية ولا حتى باليسارية من قبيل الناصرية، فقد تذوقت مرارة التحالف مع الأنظمة وكيف تمترست جميعاً بلواء القضية الفلسطينية، متمرسة بالعمل النضالي، والفكري وجدلياته، لها موقف واضح من النظامين السوري والإيراني، وكانت تحظى باحترام مورا الجم، رغم تحفظات مورا لمحاولات أم بيسان للإشارة للتوسع الإيراني والتغول القادم وابتلاع سوريا، حيث كانت مورا تعتبر هذا الإفصاح طائفي لا يليق بما رباها جدها عليه، لكن كانت بصيرة أم بيسان أكثر صحة من مواقف كثيرين، ووضوح نظرتها الثاقب من تقارب فكر البعث والاحتلال الإسرائيلي والإيراني والقوميين من حيث الهيمنة وتوسيع السيطرة هو الفيصل ببعد النظر الاستراتيجي.

 

 

 

تضج الرواية بالكثير من الكلمات المفتاحية التي تمثل أعمدة للرواية، فالغربة على سبيل المثال لم تكن فضاء جغرافياً فحسب بل كانت حالة نفسية يحملها معه المرء حيث كان، إذا ما كان هناك خلل ما. والوطن مخيال يحمل الكرامة ويتذخر بالذاكرة مرها وحلوها، والكرامة حق إنساني لكل البشر مهما اختلفت الحدود، والأمومة رسالة مفهومها إنساني وهي وطن بحد ذاتها.

 

 

 الذاكرة عبء وقد تكون مستودعاً نلجأ إليه في حالة الجفاف، الهوية بصمة للإنسان بلا انحلال ولا نقصان، أما الأمة فتترمز بصلاة غائب ومقاومة وثبات، ما استطاع الناس، مستمرة بمعاودة لفظ خبثها كل حين وآن، بينما نجد الخوف رمزاً من رموز مقارعة فقد الهوية، وعدم توريط الأبناء في ما وقع فيه الآباء، والخوف المصاحب للتقدم في الحياة بدون قيمة مضافة ذات معنى.

 

 

في خضم ما تذكر من تداخل للأحداث، لا تنسى الكاتبة أن تستذكر بعضاً من رموز المجتمع الإسباني الذي ترك أثراً لافتاً فيها وفي المجتمع، وقد اختارت مثلاً شهيراً هو الإعلامي “خسوس إرميدا” ولعلّ اختيارها هنا كان مميزاً لأنها بعين المغتربة الصحفية التقطت نموذجاً بعيداً عن تجاذبات السياسة، يقدم برامجه بحضور إنساني لافت، خصيصاً أنه يحمل رأس مال من الحياد المحترف والمصداقية الشعبية.

 

 

أما الرمز الثاني بحسب الكاتبة فهي الراقصة الاستعراضية ذات الأصل الغجري، لولا فلوْرز، الملقبة بالفرعونة، وهي سيدة وأم ذات حضور لافت ومميز في الثقافة الإسبانية وعدتها الكاتبة باباً من أبواب القبول والاندماج في إسبانيا التي تقبل بالمختلف والتي تحتفي بالفلكلور الشعبي للأقليات، ومالها من تأثير على حياة المدمنين، حيث شاركت بحملات واسعة لمساعدة المدمنين ومن بينهم ابنها، فكان لها دعم واسع من التعاطف في الشارع الإسباني.

 

 

أما رسالة الرواية في شقها الغربي وبعد تفصيل أسباب العنصرة وعكسها في المجتمع الأوربي وعلو نبرة الشكوى من الإرهاب الإسلامي وارتفاع موجات الهجرة غير الشرعية، فكانت رسالة من الكاتبة تطلب فيها الاعتراف بما وقعت فيه الحكومات الغربية من استعمار مباشر وتخريب للمجتمعات وتصدير نخب تابعة لما يدور في فلكها ومصالحها والسيطرة على خيرات واقتصاد تلك البلاد واتباعها للمصالح الاستعمارية بطريقة من الطرق، وهنا تقول الكاتبة إنه لا بد من عقد حضاري جديد يقوم على الاحترام المتبادل والعدالة الإنسانية أو الاستمرار في خوض ورسم دوائر التصعيد والإخضاع العسكري والاستخباراتي وهو ما لا يحمد عقباه.

 

 

 لقد طرحت الرواية محاور متداخلة تتعلق بالهوية، وسلبيات المنفى، والمرأة، والدين، والسياسة، والإعلام، والعنصرية وكل منها يشكّل عصباً سردياً بذاته. وببعض التأمل في هذه الرواية، فإننا لا نفكك قصة أدبية فحسب، بل نحاول أن نفك عرى الترابط لأحداث حدثت في عصر كامل، يتطلب منا مراجعات مترابطة، بما يتجاوز الشكل للمضمون، ويؤسس لفهم أعمق لما نحتاج إليه من بناء فهم جديد لردم الهوة بين الشرق والغرب، بين مورا المنبوذة وغيرها من ألقاب مع عالم أكثر إنصافاً وعدلاً مما سبقه من فترات.

شارك