تكنولوجيا

ريادة الأعمال والتكنولوجيا في مرحلة ما بعد التحرير إعادة بناء سوريا تبدأ من هنا

يونيو 19, 2025

ريادة الأعمال والتكنولوجيا في مرحلة ما بعد التحرير إعادة بناء سوريا تبدأ من هنا

 

 

احتضنت العاصمة الألمانية برلين يوم الجمعة  13 حزيران/ يونيو “الملتقى السوري الألماني للتكنولوجيا وريادة الأعمال”، بتنظيم مشترك من منظمة Sync  ومقرها السيليكون فالي في أمريكا، وكل من تجمع الشباب السوري ومنظمة ستارت أب سيريا، وشراكة استراتيجية مع شركة SAP الألمانية.

 

 

وقد اجتمعت أكثر من 120 شخصية سورية من صناع القرار والمستثمرين ورواد الأعمال والمبتكرين لتبادل رؤى عملية حول كيفية دعم إعادة بناء البنية الرقمية والاقتصادية في سوريا وتشكيل منصة استراتيجية لتحقيق قابلية التنفيذ والتعاون، بعيداً عن الكلام النظري المجرد.

 

 

محاور رئيسية غنية بالفرص

 

انضوى اللقاء والحوارات على عدة محاور منها الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة في  جلسات حوار حول إمكانية توظيفها في تطوير أنظمة متينة للبنية التحتية والتعليم والصحة، ونصائح عملية من خبراء عن كيفية تحفيز الاستثمارات في شركات سورية ناشئة تعمل في بيئة ما بعد التحرير، وربط طاقات شباب الشتات مع المبادرات داخل سوريا لتشكيل منظومة مستدامة تعتمد على التكنولوجيا بإشراف ودعم المختصين خارج القطر.

 

 

كما أُبرزت قصص شركات ناشئة مثل BeeOrder التي أُسِّست داخل سوريا في أسابيع قليلة وسط ظروف الحرب وكيف يمكن للإرادة والتقنية أن تتحد لتوليد مسارات جديدة نحو النمو في ظروف صعبة.

 

 

لماذا هذا مهم لصناع القرار والمستثمرين؟

 

إن الانطلاق في هذه المرحلة المبكرة يوفّر فرصاً متميزة في أسواق ناشئة وقابلة للنمو، مما يتيح استثماراً موجهاً نحو المستقبل. يعتمد هذا التوجّه على جهود محلية موثوقة يقودها شباب متحمسون يمتلكون فهماً عميقاً للواقع المحلي واحتياجاته الفعلية، مما يعزّز من فاعلية المبادرات واستدامتها. وفي الوقت ذاته، يُساهم التركيز على تقنية المعلومات وتطوير البنية الرقمية في دعم التحوّل الاقتصادي، ويفتح المجال أمام جذب الاستثمارات العالمية التي تبحث عن بيئات واعدة ومستقرة اقتصادياً ورقمياً.

 

 

هذه الفعالية شكّلت للكثيرين نقطة تحول مليئة بالأفكار الخلاقة والقصص الملهمة، فمثل هذه اللقاءات تُحدث ما يشبه “الصعقة التحفيزية” للبيئة الاقتصادية الجديدة، إذ تحوّل الأفكار إلى مشاريع، والمشاريع إلى فرص استثمارية، والفرص إلى تحالفات فاعلة، وهي دعوة واضحة لصناع القرار والمستثمرين لدعم المرحلة القادمة عبر تحفيز الأطر الذاتية والشركات الناشئة المحلية، والاستثمار المنظم في التكنولوجيا، وأيضاً بناء تعاون مستدام بين الخبرات السورية في المهجر والمبادرات على الأرض. إذ لا يمكن لإعادة الإعمار أن تنجح دون بناء جسور متينة بين من يملكون الرؤية (رواد الأعمال والمبتكرين)، ومن يمتلكون الموارد (المستثمرين والمانحين)، ومن يملكون القرار والقدرة على التيسير (الحكومات والجهات المانحة).

 

 

نشر الأمل من خلال هذه الفعاليات

 

سوريا المستقبل تُبنى الآن

 

وسط المشهد السوري المعقد والمثقل بإرث الحرب والانهيار المؤسساتي، تأتي مثل هذه اللقاءات لا كبوابات نحو العمل فقط، بل أيضاً كأحداث رمزية تُعيد الأمل إلى الوعي الجمعي. عندما ترى قاعة ممتلئة بشباب وشابات سوريين من الداخل والخارج يتبادلون الرؤى، يتحدثون بثقة عن التحول الرقمي، وعن الذكاء الاصطناعي وريادة الأعمال والتعليم، فأنت لا تشاهد مجرد مؤتمر، بل تلمس ولادة نفس جماعي جديد يؤمن أن سوريا ما تزال قادرة على النهوض، وأن أبناءها مستعدون لقيادة هذا النهوض.

 

 

الأمل هنا لا يُوزَّع كشعار، بل يُزرَع كفعل. المشاركون لا يتحدثون عن “الماضي”، بل يرسمون صوراً مستقبلية لما يمكن أن تكون عليه سوريا خلال سنوات قليلة. كل قصة نجاح، كل شركة أُسّست من تحت الركام، كل مبادرة تعليمية واجتماعية تستهدف الداخل السوري تشكّل شعاعاً صغيراً من الضوء يكبر مع الوقت، ويُحدث فرقاً هائلاً في الوعي العام.

 

 

هكذا تُصبح اللقاءات أداة مقاومة من نوع مختلف: مقاومة اليأس، مقاومة العزلة، مقاومة فكرة أن “لا شيء ممكن”. بل تؤكد أن كل شيء ممكن حين نؤمن، ونتعاون، وننجز.

شارك