سياسة

تسريبات إسرائيل القذرة!

يونيو 14, 2025

تسريبات إسرائيل القذرة!

خطة إسرائيل السرية

أنهى المجلس الإسرائيلي المصغر ٥ يونيو ٢٠٢٥ خطته النهائية المسربة لتوسعة العمليات العسكرية للغزو الشامل لغزة. الخطة تذهب أبعد من أي حدود جرى عنها الحديث في العلن، وتشمل بلا أي مواربة إزاحة قسرية للفلسطينيين من غزة. في متابعات حية لحظة بلحظة أقر نتنياهو في السادس من يونيو في الحادية عشرة مساء خطة إدخال إسرائيليين (مستوطنين أو أفرادا من الشرطة) مدعومين من الجيش الإسرائيلي إلى غزة. حتى لحظة كتابة هذا المقال قتلت إسرائيل في حرب الإبادة في غزة ما لا يقل عن ستين ألف فلسطيني بإضافة من لا يزالوا تحت ركام المعارك ومن هم في محيط المستشفيات المستهدفة من القوات الإسرائيلية.

 

بعد قرار المجلس الإسرائيلي المصغر (مجلس الحرب) بينيامين نتنياهو، المطلوب للمثول من المحكمة الجنائية الدولية على ذمة جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، قال في رسالة مصورة مذاعة على دويتش فيلا الألمانية وعدد من المحطات الغربية وعلى شبكة X  إن ”السكان في غزة سيتم إجلاؤهم :لحمايتهم“!

 

هل ترسانة مصر الضخمة ستردع إسرائيل عن هذه الخطوة؛ علما بأن الفلسطينيين، الأساطير في الدفاع عن أرضهم لن يحيدوا قضيتهم ولن يغادروا أرضهم حتى تحت النار – لكنهم بشر. في الجزء الثاني من سلسلة الترسانة المصرية – مفهوم الردع اجتهدت لأجيب عن هذا السؤال.

 

دور سلاح الولايات المتحدة وبريطانيا في الإبادة

 

أثبتنا بالدليل القاطع و برصد الدور الذي لعبه الإمداد العسكري الأمريكي والبريطاني في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة والضفة في جلسة نظمتها الشبكة العالمية للصحافة الاستقصائية أدرتُها رابعةً لثلاثةٍ من الزملاء المختصين في تقصي السلاح وتتبعه في عدة أوراق بحثية مهمة في رصد الدورين الأمريكي والبريطاني في حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على غزة. كان ذلك في الثاني من أكتوبر ٢٠٢٤. وهذه الجلسة التي ناقشنا فيها عملنا مسجلة ومترجمة باللغة العربية.

 

تسريبات بريطانيا

في الثالث من فبراير ٢٠٢٥ زاد على خطة إسرائيل بتصفية القضية الفلسطينية وإجبار الفلسطينيين على النزوح القسري وإجلاء غزة إلى مصر، باحتلال القطاع كاملا. نشرت دويتش فيلا ملامح العملية الإسرائيلية ”عربات جدعون“ تشمل اقتحاما لقطاع غزة لا الإغارة عليها فقط، وأعدت لها قوات تضم عشرات الآلاف من المنفذين للعملية.

  • ما تسرب من الخطة الإسرائيلية حتى الآن هو ”اقتحام قطاع غزة بأكمله واحتلاله.
  • الخطوة الثانية إجلاء سكان القطاع وإخلائه شمالا حتى الجنوب والدفع بهم تحت النيران والقوى البرية والجوية حتى دخول مصر.
  • تفكيك حركة حماس وفصائل المقاومة الأخرى.
  • تحرير ما بقي من الأسرى والرهائن المحتجزين من قبل حماس.
  • تحديد ”آلية لدخول المساعدات“!

تسريبات التقرير الأوروبي عن غزة

في الثالث من يونيو ٢٠٢٥ نشر محققون صحفيون على منصة EUOserver تسريبات مهمة تشي بدول الاتحاد الأوروبي وقرارات أراها متخبطة وإن لم يصنفها التقرير كذلك. فضمن هذه التسريبات :تعليق “الروابط الاقتصادية“ بين الاتحاد الأوروبي في ٢٠٢٤ وقتما كُتب التقرير، إلا أن تعبير ”جرائم الحرب“ في غزة في التقرير وتكراره سيجعل الأمر صعبا بالتأكيد أن يرى الاتحاد الأوروبي استحقاقا لإسرائيل في المطالبة بامتيازات كانت مضمونة مثل التجارة الحرة.

 

الأهم أن لجنة العلاقات الخارجية وكذا المفوضية الأوروبية كما وصف التقرير ”تعيد النظر“ في أفعال إسرائيل التي قد تؤدي إلى تجميد امتياز اللحاق بالركب الأوروبي في عدد من امتيازات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وهو ما يضمن لدولة الاحتلال الإسرائيلية بيع ما يعادل ١٥ مليار دولار من السلاح، الخمور، ومنتجات أخرى تباع في أوروبا بصيغة الانتقاء التمييزي. هذه الإجراءات وغيرها مما يشتمل عليه التقرير قد يقر معظمها إذا لم يكن جميعها بعد انعقاد اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد في حدود الثالث والعشرين من يونيو ٢٠٢٥ الجاري.

 

تواطؤ أوروبا في حرب الإبادة – تسريب ٢٠٢٤ ديسمبر

٢٣ ديسمبر ٢٠٢٤ سُربت مستندات  حصلت عليها The Intercept تنفي إنكار دول الاتحاد الأوروبي أنهم كانوا على غير علم بحرب إسرائيل على غزة أكتوبر ٢٠٢٣. دول الاتحاد الأوروبي تجاهلت منذ البادية طلبات بوقف  بيع السلاح لإسرائيل على الرغم من وجود دلائل حية على ارتكاب جرائم حرب التي تعاظمت حتى الاعتراف بها رسميا ”جرائم حرب“ أمميا ورسميا في غزة. قُدم ذلك لدول الاتحاد. قدم ذلك في تقرير داخلي سُربت نسخة منه The Intercept. التقرير كُتب التقرير وقدم من الممثل الرسمي الخاص لحقوق الإنسان Olof Skoog وأُرسل لوزراء خارجية الاتحاد يوم الثامن عشر من نوفمبر ٢٠٢٤، كجزء من مقترح قدم من قبل رئيس الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية بتعليق التواصل السياسي مع إسرائيل، لكن المقترح رُفض من قبل مجلس وزراء الخارجية من الدول الأعضاء بالاتحاد.

”ريفييرا“ ترمب شاطئ الوحل والدماء

 

من ناحية أخرى أبلغ أحد المسؤولين الأمنيين للمراسلين أن أهداف العمليات الدائرة سيكون ”برنامجا أمريكيا للإجلاء ”الطوعي“ نحو جنوب القطاع بالتوافق طبعا مع عرض ترمب المثير للجدل الذي عارضته مصر والأردن تحت مظلة الجامعة العربية والمشكوك في استجابة ترمب له أو الالتفاف عليه خصوصا مع الحديث عن مشروع بناء قاعدة أمريكية في جزيرتي تيران وصنافير المصريتين في مدخل حساس جدا بالقرب من خليج العقبة نقطة قاتلة لأمن مصر الاستراتيجي. الجزيرتان اللتان تم تسليمهما إلى السعودية بعد حكم قضائي مصري أعاد للقضاء هيبته في لحظة نادرة حاضرة بهية بأن سيادة مصر على الجزيرتين مقطوع بها في انتصار لكل شريف دفع الثمن حبسا وتخوينا وتشنيعا.

 

”تسريب المنشآت النووية الإسرائيلية“

في الثامن من يونيو الجاري ٢٠٢٥ أعلنت وكالة المخابرات الإيرانيه أنها حصلت على وثائق إسرائيلية حساسة ستنشرها قريبا. يعتقد أن الوثائق تشمل تفاصيل مواقع إسرائيلية لمواقع منشآتها النووية. جدير بالذكر أن إسرائيل تعتمد سياسة اللا نفي – لا إيجاب بشأن وجود ترسانة نووية لديها. وزير الاستخبارات الإيراني إسماعيل خطيب قال في التلفزيون الرسمي الإيراني إن الوثائق التي حصلت عليها إيران بمثابة ”كنز“ وأنها ستعزز بشدة قدرات إيران الهجومية.

 

في ٢٠١٨ سبق وأن أعلن نتنياهو إنجازا شبيها باستحواذ عملاء إسرائيليين على وثائق إيرانية تشي بأن طهران تقوم بعمل يتخطى نشاطها السابق في الشأن ذاته.

 

المقلق حقا الآن هو تصريحات ترمب المنفلته التي هدد فيها بضرب إيران إذا لم تجلس طهران إلى طاولة مفاوضات مع الولايات المتحدة وتصل لاتفاق! لكن تقارير أشارت إلى أن ترمب حال دون توجيه ضربة إسرائيلية على منشأة نووية لصالح حل دبلوماسي يضغط ترمب بشأنه.

 

تسريب خطة إسرائيل لضرب إيران

في ١٣ نوفمبر ٢٠٢٤ تسريب أطاح بمسؤول أمريكي أُدين بتمرير وثائق على درجة شديدة من السرية تحمل تفاصيل بخطة إسرائيلية لمهاجمة إيران، وشنت إسرائيل بالفعل طلعات جوية على إيران في أكتوبر الماضي مستهدفة مواقع عسكرية في مناطق مختلفة في رد فيما يبدو على هجمة صاروخية من إيران على إسرائيل قبل أسابيع من هذه الواقعة. الوثائق المسربة كانت تحمل تقييما شاملا لخطط وشيكة للهجوم، وكذلك خطة تمركزات التحركات العسكرية الإسرائيلية. ألقي القبض على  المسؤول المشتبه به آصف رحماني في كمبوديا الثلاثاء ١٢ نوفمبر ٢٠٢٤ وجُلب لمواجهة عريضة الادعاء. الأهم في الادعاء كان عنوانين؛ الأول كان: القوات الجوية تواصل الاستعدادات لضرب إيران والقيام بتدريب ثان واسع المدى وشديد التسليح يضم صواريخ أرض أرض. والعنوان الثاني كان: الجيش الإسرائيلي يستمر في إعداد الذخيرة وطائرات بدون طيار فائقة القدرة على تمويه التتبع بتفاصيل تقنية في مكامن ضرب مواقع إيرانية.

 

قامت بالفعل إسرائيل بتوجيه ضربات انتقامية لإيران في السادس والعشرين من أكتوبر بعد أسابيع من التخطيط لكيفية الرد على هجمات إيرانية بالصواريخ شنتها على إسرائيل في الأول من أكتوبر ٢٠٢٤.

 

المحكمة الجنائية الدولية- دعوة للتضامن معنا

في النهاية إذا قضت المحكمة الجنائية الدولية بكون مسؤولين إسرائيليين مجرمي حرب، فلن يمكن المناورة كثيرا لا من جانب الاتحاد الأوروبي ولا مجلس الأمن، فمن المهم جدا بعد استمرار الجهد للوصول لصيغة تضاف لكل ما نوثق كصحفيين ومحامين من جرائم بحق الفلسطينيين ونقدمها للمحامين بالمحكمة.

تنص مواد القانون الدولي على أن الإزاحة القسرية خلال النزاع المسلح بحد ذاتها جريمة حرب، إذا ما كانت ممنهجة تعد أيضا جريمة ضد الإنسانية، وقد وثقنا أنا وعدد من زملائي على مر السنين كثيرا من هذه الجرائم وتعاوننا لتقديمها لعدد من المحامين في المحكمة الجنائية الدولية.

 

تم الاستعانة بالمصادر التالية:

  1. The Intercept 23-December 2024.
  2. DW Tania Främer article 5-6-2025.
  3. Reuters 8-6-2025.
  4. Euobserver’s Andrew Rettman 3-6-2025.

 

شارك

مقالات ذات صلة