آراء
رسالتي كانت وستظل، إلى كل شركائنا في الحلم والسعي، لكل المواطنين والمواطنات المصريين، من أعضاء الحملة التي منعت في ممارسة أبسط حقوقهم الدستورية والقانونية، ومن غيرهم، ممن تمكنوا من ممارسة أولية كتحرير التوكيلات، أو لم يتمكنوا فحاولوا بالمعاناة من ذلك، حتى من لم يتمكنوا من ذلك رغم السعي في انتزاع هذا الحق البسيط والعسير في الوقت ذاته، رسالتي لهم وكلي إيمان بالحلم أو بالسعي له، لسنا طرفا يمكن. التلاعب به، لا الأن ولا فيما بعد، أو التذاكي عليه. إذا اعتقد أحدهم أو بعضهم أنه يمكنهم استخدامنا في أي مرحلة لإثبات أمر أو تثبيت صورة ما بوجودنا أو بسعينا لغرض ما فهو واهم.
التوكيلات كانت معركة لإثبات حقوق المواطنين في أن لهم إرادة، وأن تلك الإرادة سلمية وقانونية لإثبات موقف. محاولة المنع والتجبر فيها خلق روح التحدي والتمسك بأبسط الحقوق. نحن لا ننازع في حق ثابت طالما لم نُمنع. التجبر لا يفيد، ولن ينفع. من حقنا، طبعا فضلا عن أن نتحرك في مجالاتنا الحيوية، فأبسط حقوقنا أن تكون حرية الحركة دون تهديد مكفولة لأي مرشح ولأي مواطن، فالحق ثابت ومكفول بأبسط مواد القانون لأنصارنا ومؤيدينا وشركائنا، وأن يتمكنوا في أي انتخابات تنافسية على أي صعيد أن يُعاملوا معاملة متساوية مع أقرانهم ممكن يدعمون أي مرشح آخر بالتحديد مرشح السلطة.
المناصرون للمرشح المنافس في أي انتخابات، تتراوح مشاعرنا الإيجابية مع حقوقهم في التعبير عن رأيهم، لهم منا التقدير، طالما لم يتعدوا على حقوقنا المتساوية معهم. هذه أبسط قواعد الديمقراطية والتعبير. ولم ولن نتنازل عن حقنا فيها. طالما الجميع يختار من يساند بإرادته الحرة، لهم علينا التماس العذر والمحبة، نقرن ذلك برغبة أكيدة في المحبة وإصرار أن نرفع عنهم الظلم طالما شهدناه وشهدنا عليه، ولا نتركهم مستقبلا لمنع إرادتهم أو أن يقمع حقوقهم المكفولة بالدستور، أو يستغل حوائجهم. ومازلنا نتعهد بأن حسابا سيبقى عهدا منا على ذلك. فبينما كان مرشح السلطة يرى ويسمع منهم هتافات مؤيدة، كنا نرى منهم دموعا خجولة على أكتافنا يخبروننا وأيدهم مرفوعة باسم المرشح المنافس وهم يسرون لنا أننا قطعا نعرف لماذا جاءوا وكيف جاءوا..
هذا المعنى وحده، أن لنا حسابا مع من استغلوا حاجة الناس وخوفهم، في حد ذاته نسعى أن يطمئنهم، فكل خطوة عزيزة لكل شريك لنا أو زميل أو محب أو صاحب حق، إلى مقار الشهر العقاري إبان الحملة، وواجه ما واجه، ليس مقدرا فقط، وإنما لن نسمح أن يهدر، وهو عهد أخذناه على أنفسنا، مهما مر وقت أو خطت ظروف. الحق لا يموت، والوعود لا تسجن. والعهود مع الحق والحرية لا توظف توظيفا سياسيا طالما العد باق.
قد يكون ما أكتب الآن مقروء وقد أصبحت في محل آخر فيما بعد، لكن حلم التغيير السلمي، لا يزول بتغييب شخص أو بتغيير وقت. سنظل نجابه معا ما نجابه بيقين. نقتسم الأمل بجسارة والألم بإيمان. رأيت في كل وجوه المواطنين في كل المحافظات يقينا واحدا وحلما واحد، رأيت حقا واحدا، رأيت وطنا أفضل، هذا حقنا وهذا ما سنورثه لأبنائنا. ما رأيته في أعين الجميع هو ألا أحد راض عن كل ما يحدث. لا أحد.
ناشدنا آنذاك الفئة الأكثر قدرة على الاستقلال في قرارها، سيظل أملنا أن يترفق البعض بالكثير، الذين نعلم أن ظروفهم أسوأ بكثير من هؤلاء القادرين على قدر من الاستقلال. وفروا مشاعر الغضب للمسؤول عن قهر الواهنين منكم. أنت قادرون على أكثر من ذلك. ساعدوهم، وساعدوا بلدكم، وساعدوا من يطرح الأمل في نفوس المواطنين دون زيف وادعاء، فإرادتكم أكثر استقلالا.






