فنون

كوميديا سوداء، وتراجيديا مروّعة، ولحظات صادمة.. Three Billboards Outside Ebbing, Missouri

مايو 17, 2025

كوميديا سوداء، وتراجيديا مروّعة، ولحظات صادمة.. Three Billboards Outside Ebbing, Missouri

“Three Billboards Outside Ebbing, Missouri” أو “ثلاث لوحات خارج إيبينغ، ميسوري”، هو فيلم من إنتاج عام 2017، وقد أخرجه “مارتن ماكدونا”، وكتب نصّه السينمائي بمنتهى البراعة.

 

“تم اغتصابها بينما كانت تحتضر”، “وإلى الآن لا توجد اعتقالات”، “كيف يمكن ذلك يا رئيس الشرطة ويلوبي؟” هذه هي العبارات التي وردت في اللوحات الإعلانية الثلاث في هذا الفيلم الرائع والمذهل، وكانت نقطة الانطلاقة للقصة التي تأخذ المُشاهد في رحلة لا تُنسى من الكوميديا السوداء، والتراجيديا المروعة، واللحظات الصادمة، والتقلبات والاضطرابات غير المتوقعة.

 


منذ فترة طويلة لم أشاهد فيلمًا يجمع بين التراجيديا والكوميديا بهذا الأسلوب المبهر، الذي ذكّرني بأفلام الأخوين “جويل كوين” و”إيثان كوين”، ونحن كمشاهدين تتضارب مشاعرنا ولا نعرف ما إذا كان علينا أن نتعاطف مع جميع الشخصيات أو بعضها أو شخصية واحدة فقط، وأنا أقول لكم أنّ الأمر صعب جدًّا.

 

تدور أحداث الفيلم حول “ميلدريد هيز”، وهي أم مطلّقة تُقدِم على خطوة جريئة بعد مرور أشهر طويلة دون الوصول للجاني في قضية مقتل ابنتها المراهقة “أنجيلا”، وتتلخّص في وضع ثلاث لوحات إعلانية في الشارع المؤدّي إلى بلدة “إيبينغ” بولاية ميزوري لإثارة انتباه الجميع للقضية مع رسالة لاذعة موجهة إلى رئيس الشرطة “وليام ويلوبي”، فتنشب المعركة الباردة بينهما، وينضم إليهما في المعركة الضابط “ديكسون”، حتى تصل حبكة الفيلم إلى ذروتها.

 

“ميلدريد” كأم مُحبّة يتملّكها الحزن والانكسار والعجز وقلّة الحيلة، ولا يمكن لأحد أن يلومها على ذلك، فما حدث لابنتها أمرٌ فظيع ومن الصعب تجاوزه ونسيانه، خاصّة مع تخاذل الشرطة وفشلهم في حل القضية.

استلهم الكاتب والمخرج “مارتن ماكدونا” فكرة الفيلم أثناء سفره بالسيارة بعد أن رأى لوحات إعلانية في أحد شوارع ولاية جورجيا حول جريمة لم يتم حلّها، ثم بدأ في كتابة النص بالاستناد إلى أحداث حقيقية وقعت في ولاية تكساس بعام 1991، وتتضمن تخاذل الشرطة في قضية مقتل فتاة شابّة.

 

“فرانسِس ماكدورماند” التي قدّمت أداءً مذهلًا جدًّا بشخصية “ميلدريد هيز”، وكذلك “وودي هارلسون” بشخصية رئيس الشرطة “وليام ويلوبي”، ولا أنسى “سام روكويل” الذي أبدع بشخصية الضابط “ديكسون”، كما شارك في البطولة نخبة من الممثلين المتميزين، وهم “كالب لاندري جونز” بشخصية “رد ويلبي”، و”كيري كوندون” بشخصية “باميلا”، و”آبي كورنيش” بشخصية “آن”، و”لوكاس هيدجز” بشخصية “روبي”، و”بيتر دينكليج” بشخصية “جيمس”، و”كاثرين نيوتن” بشخصية “أنجيلا”، و”جون هاوكس” بشخصية “تشارلي”، و”سامارا ويفينغ” بشخصية “بينيلوبي”.

 

بلغت ميزانية إنتاج الفيلم 15 مليون دولار، وقد حقّق نجاحًا منقطع النظير على المستويين النقدي والجماهيري، ووصلت إيراداته إلى أكثر من 162 مليون دولار في شبّاك التذاكر في بريطانيا وأمريكا وبقية دول العالم، والفيلم يحظى بشعبية كبيرة، وهو يحتل اليوم مركزًا متقدّمًا في قائمة أفضل 250 فيلمًا في مواقع imdb حسب تصويت الجمهور.

 

فاز الفيلم بجائزتَيْ أوسكار، لأفضل ممثلة “فرانسيس ماكدورماند” وأفضل ممثل مساعد “سام روكويل”، وترشح لـ 5 جوائز أخرى، لأفضل فيلم وأفضل نص سينمائي أصلي لـ “مارتن ماكدونا” وأفضل ممثل مساعد “وودي هارلسون” وأفضل موسيقى تصويرية لـ “كارتر بُرويل” وأفضل مونتاج.

شارك

مقالات ذات صلة