كوميديا لا تنتهي مع رجلين عجوزين لا يُطيقان بعضهما.. The Sunshine Boys
“جورج برنز” اشتهر كمقدّم برامج كوميدية على امتداد مسيرته الفنية، تمامًا مثل “جاك بيني” و”بوب هوب”، وكان آخر ظهور سينمائي له في عام 1939، وبعد 36 عامًا من الانقطاع عن السينما، وتحديدًا في عام 1975، عاد وهو في عمر 79 عامًا، بفيلم “ذا سانشاين بويز”، ليبرز نفسه كأنجح عودة سينمائية لممثل بعد انقطاع طويل في تاريخ هوليوود، فقد قدّم أروع أداء له على الإطلاق، من خلال شخصية “أل لويس”، وقد فاز بجدارة بجائزة الأوسكار لأفضل ممثل مساعد.
“والتر ماثاو” هو أيضًا أحد أفضل الممثلين الكوميديين في هوليوود، وقد استمتعت بمشاهدة أفلامه الظريفة، وفي هذا الفيلم أبدع في شخصية “ويلي كلارك” كرجل عجوز مزعج ومتذمر ومغرور، وقد ترشح لجائزة الأوسكار لأفضل ممثل، و”ريتشارد بنجامين” قدّم أداءً متميزًّا بشخصية “بن كلارك”، والفيلم من إخراج “هيربرت روس”، الذي أتحفنا لاحقًا في عام 1977 بفيلمين رائعين، وهما “The Turning Point” و”The Goodbye Girl”.
تدور أحداث الفيلم حول “ويلي كلارك” و”أل لويس”، وهما نجمان كوميديّان شهيران من العصر الذهبي وعملا معًا كثنائي كوميدي ويُعرفان بـ “ذا سانشاين بويز”، وبعد 43 عامًا من العمل معًا في فقرات متنوعة وكوميدية، ينتهي كل شيء.
“أل لويس” يقرر أن يتقاعد، وبينما “ويلي كلارك” يريد الاستمرار، فيتخاصمان وتنتهي العلاقة بينهما، وبعد 11 عامًا من الخصام وعدم التحدث مع بعضهما، يحاول “بن”، وهو ابن أخ “ويلي كلارك”، أن يلمّ شمل عمه العجوز و”أل لويس” من خلال ظهورهما في عرض تلفزيوني خاص ليقدّما فقرتهما الكوميدية الشهيرة، وهي “فقرة الدكتور”، لكي يمتعا الجماهير من جديد بعد الانقطاع الطويل، والأمر لن يكون في غاية السهولة، فكلاهما لا يطيق الآخر، ومن هنا يصبح الفيلم في غاية المتعة والروعة، ونحن نشاهد كيف يلتم شلم الرجلين العجوزين.
هذا الفيلم مبني على مسرحية تحمل الاسم نفسه للكاتب “نيل سايمون”، التي افتتحت عروضها في المسارح الأمريكية في عام 1972، بحضور جماهير غفيرة على مدى عامين كاملين بإجمالي 538 عرضًا، كما أبهرت النقّاد المسرحيين، وترشّحت لـ 3 جوائز توني، ومنها لأفضل مسرحية، وبعد أعوام لاحقة عُرضت المسرحية مجدّدًا بنجاح جماهيري في عامي 1997 و2012، بالإضافة إلى العديد من الاقتباسات التلفزيونية.
بلغت ميزانية إنتاج الفيلم 3 ملايين و500 ألف دولار، وقد حقّق نجاحًا مبهرًا نقديًّا وجماهيريًّا، بإيرادات تزيد عن 50 مليون دولار في شبّاك التذاكر في أمريكا وبقية دول العالم، و”نيل سايمون” تولّى بنفسه كتابة النص السينمائي للفيلم بشكل رائع، وقد ترشّح عنه لجائزة الأوسكار لأفضل نص سينمائي مقتبس، كما ترشّح الفيلم لجائزة أفضل تصميم مواقع.
لقد استمتعت كثيرًا بمشاهدة هذا الفيلم، وأعتبره واحدًا من أجمل الأفلام الكوميدية والأكثر ظرافة، وفي نفس الوقت هو يحمل معانٍ دفينة حول الصداقة والمشاعر الإنسانية.